مر الزمان والشعب محصور ما بين (الحزم – وهيهات – وثورة ثورة - وتكبير)، وما هي إلا أيام قلائل وسنطوي عام جديد يضاف لأعوام حرب السلطة والصراع السياسي وفساد المؤسسات الشرعية والميليشاوية لتجويع ملايين من البشر يقطنون تلك البقعة الجغرافية والتي كانت تسمى في يوم ما ب"اليمن السعيد" ووصفت ب"البلدة الطيبة". سيأتي عام 2021 ونحن نعلم بأن هذه الحرب لا يوجد بها منتصر أو مهزوم بل هناك شعب مكلوم مغلوب على أمره، ودولة أصبحت رمزاً للجوع والفقر والضياع، والنتيجة الحتمية عجز أي مكون أن يغلب الآخر، بل وصلت جميع المكونات لمرحلة "محلك سر" وقناعتهم بأن ما يملكون لن يزيد، وبناء على ذلك نخلص إلى الآتي: - عدم قدرة التحالف العربي والشرعية على هزيمة الحوثي وجماعته، بل ما حدث عكس المتوقع أن تشتكي السعودية الحوثي في الأممالمتحدة خوفاً من صواريخه ما يعني فشل أهداف التحالف المحددة منذ بداية الحرب نتيجة تحوير مسارها لاستراتيجيات أخرى. - استحالة تقدم الحوثي وفرض ولايته وبسط نفوذه أكثر ما هو موجود، وادراكه بأن هناك فئة عظمى من الشعب لن تقبل به ولياً ولا رئيساً إلا بشرعية الصندوق والانتخابات الحرة النزيهة، ويكفيه الحشود التي صنعت له ثقلاً في الميزان السياسي والعسكري. - هشاشة مكون الانتقالي الجنوبي ولا يمكن له أن يعيد عجلة الزمان لما قبل عام 90 ولكنه أسمع صوته وأصبح رقماً في مكونات الساحة اليمنية وإن كان بهالة إماراتية هو مرتضيها. - انحسار حزب الاصلاح الذي أصبح مهيمناً على ما يسمى بالجيش الوطني بواجهة وزارة الدفاع، حيث لا يمكن له أن يتمدد أكثر من قدرته وهو يدرك أن عكس ذلك سيفتح النار عليه وسينهك طاقته. - تنامي وتطور المكونات العسكرية في الساحل التهامي حيث أصبحت رقم صعب يستحيل إهماله من طرفي الشرعية والحوثي. - خبو وهج كيان المؤتمر الشعبي على الساحة اليمنية وشتاته بين المكونات لادراك الجميع بأهمية استغلال إرثه وشعبيته.. ولذا يظل الحزب الجامع لكافة المكونات الوسطية والحزبية في الساحة. - إدراك الجميع بفساد كل المكونات سياسياً واقتصادياّ واجتماعياً وفكرياً في الساحة واستثمارهم لهذه الحرب وإن طال أمدها، حيث لاقت من يمدها بالمال والسلاح، والسماح باستغلال مؤسسات الدولة لمصالح خاصة. بتحليل المعطيات سالفة الذكر، ومع تغير الموازين والسياسات الدولية وخاصة توجهات الحزب الديمقراطي الأمريكي وطريقة إدارتهم للملف الإيراني، ومعارضتهم لحرب اليمن، والتقارب التركي السعودي، كل ذلك سيعمل على تغيير أهداف التحالف دون إعلان هزيمته، وبالتالي فإن المؤشرات السابقة وتحليلها تساعدنا على استقراء الوضع على المدى المنظور، وساعدتني بشكل شخصي على وضع مقترح عملي (قد يكون هو المخطط القادم لليمن والذي يتم طباخته في الوقت الراهن) بالطبع مع كثير من الأمل والتفاؤل لتطبيقه في عام 2021 ليكون عام الخلاص بعد الشداد بإذن الله، وعام يغاث فيه اليمن وأهله، حيث سيكون فيه: - إيقاف الحرب في بداية السنة والتوقيع على اتفاقية السلام الشامل لليمن برعاية ودعم إقليمي ودولي ويشمل اتفاق (المؤتمر- الاصلاح – الحوثي – الانتقالي). - استغلال اتفاقية استكهولم ووجود لجنة إعادة الانتشار واهتمام المجتمع الدولي بمحافظة الحديدة ليتم إعلانها عاصمة اتحادية، ويتم انسحاب كافة التكتلات العسكرية منها واعتبارها منطقة خضراء تضم قيادات المكونات السياسية ومقرات السفارات والمنظمات الدولية، وفيها ستكون الحكومة الاتحادية القادمة المتفق عليها والتي من أهم مهامها معالجة الملف الاقتصادي والمرتبات وتحديد شكل الدولة الاتحادية القادم. - تفعيل دور مؤسسات الدولة السيادية من داخل العاصمة الاتحادية "الحديدة" واعتماد مقراتها هناك مقرات رئيسية لكافة المؤسسات والشركات والمصالح والهيئات، والبدء بإدارة البنك المركزي والمؤسسات الايرادية، وإدارة المؤسسات الخدمية في كل محافظة بشكل لا مركزي مع اعتماد موازناتها. - توحيد قواعد بيانات الخدمة المدنية وحلحلة الملف العسكري ليكون مرتبطا بوزارة الدفاع. اللهم اجعله عام يغاث فيه اليمن من كل ضيق وكرب وجوع وخوف.. اللهم اجعله عام بهجة وسعادة ورخاء لأهل اليمن وتحقيق كل الأمنيات.. كل عام وجميع أهل اليمن بألف خير وسلام دائم مستدام. عبدالعزيز عبدالله الشعيبي 10 ديسمبر 2020