ما يسمى سعادة السفير أو (السفيه الإيراني) الذي ركبت بلاده رأسها للعب دورها القذر في اليمن على المكشوف وتوقيت ظهوره بصنعاء في أسوأ مراحل الحرب والخراب يبدو أنه لا يحمل غير الشر للجميع بما فيهم أصدقاؤه(عائلة الحوثي) الذين أظهرهم بصورة تابع خانع ذليل للأجنبي .. كذلك بقية مكونات أنصار الله الحزبية والمذهبية وغيرها فليست بمنأى عن استهداف طهران التي أرسلت لترويضهم أحد أوغادها الكبار لتمكين أدوات العمالة الهجينة الموثوقة. الرجل المدعو حسن ايرلو. يعرف معظم رموز الصف القيادي الحوثي الأول منذ عقدين تقريباً .. ألتقاهم وجهاً لوجه على فترات مختلفة, وأشرف على تأهيلهم في دورات فكرية مذهبية وعسكرية سياسية خاصة في قم وطهران ودمشق وبيروت..
وبحسب مقربين مثل علي البخيتي وآثار النعمة الشيطانية الظاهرة عليهم فإن لديه كشف طويل جداً بأسماء وتوقيعات من تقاضوا عبره آلاف وملايين الدولارات التي استمر تدفقها إلى بطونهم التي لا تشبع إلى اليوم رغم كارثة حصار وتجويع الشعب الإيراني المغلوب على امره ومأساة فاحشة قادته إليها عقلية حكم ملالي الحوزات المقدسة !!.
كأنه لا يكفي اليمنيين جنون الحوثيين مراهقي مران وحيدان وجروف صعدة فأضافوا معه جنون إيراني فائض انتقل من الخفاء إلى العلن. فهذا المسمى سفير لا يمتلك أدنى مشروعية الإقامة في اليمن ولا دخول أراضي البلاد واستعانة الانقلابيين به لممارسة دور الوصاية الخارجية على جزء كبير من الشعب دون أي صفة شرعية أو قانونية لمضيفيه, عدا تجاهل الشرعية غير المبرر لتحديد موقف قانوني جنائي صارم من الرجل المتسلل وبلاده.
* ترامب المتنقل *
أفضل ما اختتم به الرئيس الأمريكي ترامب ولايته اليتيمة خطوة جنونية مقابلة في محلها بوضع السفيه الإيراني كأرهابي قبل يومين على لائحة العقوبات الخاصة تمهيداً لما بعدها ,ليصبح استهدافه لائقاً بعد أصدار قرار تجريم الحوثيين كمنظمة وجماعة عدائية تثير القلق, فلم تكتف بتهديد اليمن والمنطقة بأسلحة إيرانية بل استجلبت أيضاً ملالي إيران بعمائمهم وسفهائهم إلى صنعاء لإشعال ما تبقى .. ولعل أِسباغ الصفة الإشكالية نفسها على سفيه إيران كفيلة بذرائع الردع المزدوج للطرفين !!.
* السفير وإسرائيل *
كان تنابز أدوات إلامارات وقطر مع بعضهم باستجلاب إسرائيل وتركيا منذ أشهر أقرب إلى مناكفة, أما بعد بروز وقاحة الأصابع الإيرانية واستعانة الحوثيين بها فالمنطقة مقبلة على المجهول واليمن إلى الشفير بأسوأ أدوات صراع مراكز القوى الإقليمية والدولية على الوجود والنفوذ. ورأينا حجم الاساطيل والأسلحة الأمريكية البريطانية والأوروبية وخلفها الإسرائيلي والتركي وسواهم في بحر العرب وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر الأحمر وباب المندب والخليج العربي. ولا يخفى تحرش الحلفاء الأخير المزدوج على اليمن والمهرة بوجه خاص والتنافس المحموم الذي سبقته ذريعة مكافحة الإرهاب ثم تعرض سفينة بريطانية لهجوم صاروخي عسى تنجح خطة ابتلاع حضرموت-شبوة عبر المهرة !!. فقد تهدأ الحرب الداخلية في اليمن مؤقتاً لتمضي حروب مشاريع السيطرة الخارجية على مناطق الثروات والنفوذ, لأنه كما كشف ترامب أن أهداف تدخل ما يسمى التحالف العربي في الحرب اليمنية هو شراهة ابتلاع ثروات ونفط البلاد, فهم يدفعون للأمريكي الفدية بالأموال الضخمة مقابل حمايتهم ليبتلعوا ثروات اليمنيين مقابل استعبادهم الأخوي الحميم!!. والأخطر في أمر ما يزعم أنه سفير إيران(المفخخ) تزامن خروجه من سرداب العمليات العسكرية في صنعاء مع وجود ارادتين وموقفين متمايزين على الأرض داخل مسمى حركة أنصار الله, في من يتشبث منهم بمتاهة الحرب حد الثمالة, ومن يراهن على العملية السياسية والسلام كمخرج. والتيار الأخير يمثل غالبية مستهدفة لذاتها لما يمثله من حضور وتأييد شعبي مقارنة بتيار مهووسي(الغواية والولاية) والحكم العنصري الرخيص , وهو حلقة أضعف غير مسنودة جماهيرياً ويراهن على نفايات الحرس الثوري الإيراني والقوة العسكرية الغاشمة لفرض نفسه على معتدلي أنصار الله الذين خسروا معظم أبنائهم وأقاربهم وكل شيء وحصدوا كغيرهم تهمة التخوين والعمالة والارتزاق لمجرد رغبتهم بالسلام.
* تحجيم المعارضين*
خرج داعي الشر الإيراني من مخبأه ليدير لعبة خطيرة وعصية في تثبت مقعدة أذناب طهران في اليمن على حساب الكرامة والسيادة الوطنية. وإذا استطاع المدعو حسن ايرلو من ترويض وتصفية جماعة السياسة والاعتدال والسلام في صنعاء فلن تنجو إيران من السخط الشعبي العارم الذي لحق قبل ذلك ولا يزال بمسمى(التحالف العربي) .. فالايراني كالخليجي بالضبط, كل يدير من موقعة في غير بلده لعبة أسوأ تستهدف ما تبقى من لحمة نسيج اليمن واقتصاده وسيادته. ومن كان ينعق في قنوات وميادين صنعاء بأوهام العزة والكرامة والاستقلال وكل مفردات النفاق والمزايدات أللا أخلاقية ضد الآخرين جلب الأجنبي الإيراني إلى غرفة نومه للأستقواء به على أقرب حلفائه ومن ضحى بالغالي والنفيس لبعث رفاة السلالة العنصرية من تابوتها.
ولننتظر وقع الفضيحة الصاعقة فظهور مسمى سفيه إيران في صنعاء ليس أكثر من تمهيد لوجود إسرائيل وتركيا العلني في اليمن, لأنه بهذه الطريقة فقط يمكن لإيران ضمان استمرار تحكمها البعيد بمسمى سلطة الأمر الواقع(المفزع). لكن حقيقة وجود الإيراني في صنعاء لن يضمن لطهران عدم اشتعال الفتيل في نسيج الإخوة الأعداء الذي يمثل أولوية قصوى لرمي كل ثقلها في المرحلة الحساسة, حيث لا يضمنون استمرار سيطرة أدواتهم العنصرية على باقي مكونات أنصار الله الأخرى حتى بتدخل مباشر من بركات ورثة الولي الفقيه بما له من روابط الدم التاريخية والفكر المذهبي العنصري السلالي الشاذ نفسه. وأول انطباع خرج به المدعو ايرلو كما يبدو أن ولاء قطاع كبير من قيادات وقواعد أنصار الله ليس لطهران بالدرجة نفسها الرافضة وصاية أسرة وعائلة بدر الدين الحوثي وتسلطها الصلف على باقي شرائح ونخب المجتمع وافتقادها لمشروعية الاستئثار بالحكم والثروة. تغريدة سفيه إيران ورده على قرار وضعه على قائمة العقوبات الأمريكية بتلك اللهجة لا تدل إلا على أنه يتحكم بالقرار في صنعاء .. وأنه أصبح سلطة الأمر الواقع الفعلية, لكنه لم يقنع فرقاء الأنصار بحياديته بل بوصايته عليهم. فالهدف الأساسي لمهمته هو تأزيم المأزوم وتهيئة أرضية اقتتال طويلة المدى بديلة للسلام في اليمن تحقق ظهور إيران في موقع الأستعصاء الدولي وتهديد الكبار وتأديب من لا يروق لهم من أنصار الحوثي الذين يعارضون التبعية لطهران وتحكمها بمصير الحرب والسلام في اليمن لضمان مصالحها غير المشروعة وتحجيم أدوار التيارات الفاعلة في مسمى أنصار الله لصالح ذيولها الخانعة من صعدة إلى صنعاء !!. لننتظر أيضاً سلطة الشرعية من حيث لا تستشعر بفداحة ما يحاك.. وفي العلن حيث تمسك طهران بالزمام في صنعاء.