من أنقى لحظات الزمن توقف عقاربه مع صدمة القلب عقب مفاجأة مفرحة. شخصيا ..لن أحب أحدا أكثر من إنسان يصنف عمري ويفرزه ؛كي يقتنص مناسباتي التي تعينه على تقويس شفتي بابتسامتها الطفولية.. عشت الشعور هذا بتفاصيله نهار اليوم حين أقدمن زميلات "المورستان" الذي أقطنه على ترتيب حفلة عيد ميلادي سرا .. تحول المنزل طوال الصباح لمقر عصابة تخطط وتنظم وتوزع الأدوار بكل حنكة وسرية بينما أنا أمارس مهامي وفق جدولي الطبيعي . تجهزت للخروج باتجاه "بيرو كافيه"حيث ينتظرني الإلهام فأكتب..أوقفتني إيمان ووضعت كفيها على عيني لتقتادني للمجلس..صرخن البنات بالتصفيق والترتيب الأنيق مصفقات..كدت أقفز من الفرحة محتضنة لخمس فتيات يعنين لي أكثر من كلمة سعادة..فتيات مجنونات يعشن تفاصيل اللحظة، يجملنها ، يكثفنها، يصنعن منها دهرا بطيشهن المحبوب للنفس. عقب اكتشاف المفاجأة تتبعت خيوط اللعبة وفككت شفرة التحركات المريبة التي لم ألحظها بتركيز. نسيت برفقة صديقاتي كل الهموم والترتيبات والأهداف والعراقيل التي كنت أفكر بها. حيدت سلسلة العمر- هذا المساء- وعشت فرحة طفلة تتقفز كضفدعة بلا كلل. لاأجد ماأقول تجاه إرهاق بغداد وأتعاب إيمي وجهود وثيقة وروعة مرفت، وذوق هبه. حقا..تعجز كلماتي عن إيفائهن حقهن لكني أعترف بأن لامناسبة أقيمت لي في حياتي أروع من هذه الحفلة. وبهذه المناسبة العظيمة أيها الأحبة ..أدعوكم لإحياء كل ذكرى تبهجكم ..احتفلوا بأعياد ميلاد أحبتكم،بذكرى لقائكم معهم،وذكرى ارتباطاتكم، وتعيينكم،ذكرى أول سفرية وأول نجاح وأول حب وأول راتب وأول مولود وأول وآخر كل شيء واحتفلوا بسبب وبغير سبب. إن الحياة قصيرة جدا أعزائي .. اغتنموها بضحكاتكم النابعة من الأعماق،ادلوا أفراحكم من آبار هذا العالم البائس..أسعدوا بعضكم ولاتنتظروا المقابل. إن فاقد الشيء يعطي أضعافه ويحصده بعد أن يعطيه.. وإذا ظهر لكم أي شخص نكدي يقول لكم إن اصطناع المناسبات هذه حرام ولاتجوز وبدعة .. اضحكوا أكثر وارفعوا أصواتكم بالقهقهات وسيبدع الله بعيشه إن لم يتب وينضم لحزب "صناع السعادة.