يصادف يوم:2020/12/11م الذكرى الثالثة لرحيل رسول الأغنية الجنوبية إلى الفضاءات الواسعة المفتوحة، الفنان المبدع المكتمل شعرا ًولحنا ًوغناءً ، الذي عصر روحه ووجدانه وأحاسيسه في قالبٍ غنائي راقي بديع رفيع ، وصاغ منها أجمل الأغاني التي تؤنس الأحباب والأصحاب وأهل الغرام والهيام في جلسات السمر، كلما هطل المساء وبزغ القمر وهب نسيم السٌحر، وتروي ضماء المحب الصادي في الليل البهيم، وتخفف من عناء وعثاء سفر المسافر التاية في دروب السفر والارتحال في بقاع الأرض، وتكنس وجع وحشة الغربة في قلب المهاجر في أماكن المهجر ومواطن الاغتراب ، الفنان المؤنس العملاق الأصيل أبوبكر سالم بلفقية أبو ( أصيل). هذا الفنان المبدع ، الذي استطاع أن يحلٌق بالأغنية الجنوبية خارج حدودالزمان والمكان، وأن يتجاوز بها الأصقاع والأمصار والبلدان، وأن يثري مكتبة الغناء العربي بالعديد من روائع الغناء الجميل التي تداعب الخواطر، وتدغدغ المشاعر، وتشنٌف الاسماع ، وتأسر القلوب، وتسحر الألباب. لقد ظل هذا الفنان الوجداني، وهو في مواطن العيش الرغيد، مرتبطاً وجدانيا ًبوطنه الجنوب، حيث كان يذرف دمعات الشوق والحنين في كل لحظة وحين إلى مسقط الرأس تريم( الغنٌاء) مرابع الصباء وموطن الأصالة ...." شوقي إلى الغنٌاء مدينة حضرموت" وإلى عدن الحضن الدافئ للأم الرؤوم التي منحته بسخاء وحب جواز الشهرة والتألق والانطلاق الناجح الى الآفاق البعيدة، وتأشيرة الولوج بلا استئذان إلى حنايا وأغوار النفوس المحبٌة، فكان دائم الشوق إليها ً:ياطائرة طيري إلى بندر عدن . في يوم 2017/12/11م، خفت ضوء الشمس واسدلت ستارها في اشارة ٍحزينة ٍإلى أوان رحيل هامة الغناء والطرب الأصيل والجميل الظاهرة الغنائية المتفٌرٌدة ، أبوبكر سالم بلفقيه ، التي حباالله بها الجنوب، فاخضلٌت بصوته الشجي جباله وسهوله وصحاريه بالانغام والأحلام والأنسام رحيل هذه الظاهرة الغنائية التي لن تتكرر ابداً على المدى البعيد ولا يمكن أن تجود بمثله القرون المقبلة، تعتبر خسارة كبيرة من الصعب تعويضها في هذا الزمن القبيح ، وحسبنا منه أنه سيظل فناننا المفضٌل الذي أعتلى فينا عرش القلوب، وسيظل مؤنسنا في حِلّنا وترحالنا وإن كان تحت الثرى.