لم يعد لدى الناس متسعاً من الصبر لكل ما يجري، صراع هنا وصراع هناك، قتل هنا وقتل هناك ترويع في هذه الناحية، وبطش وظلم وهتك اعراضاً في الناحية الأخرى، عبوراً بأغلبنا أخيراً إلى حافةِ المجاعةِ والجوعِ على خلفية تدهور عملة الريال، مآسي تولدُ من مآسي وأحزان تولدُ من أحزان، أطفال قدمت إلى ضهر الدنياء ولم تذق من الراحة قسطاً، ولا عرفت للسكينة موطئاً. هي اليمن واحدة من عقد متشابهة أصابها ما أصاب. وللملاحظ إلى الآن عنها .. إن النصر لطرفٍ ما في حروبها المندلعة يكاد يكون من المستحيلات، فمسألته باتت اشبه ماتكون بالقصة الدرامية متعددة الفصول، متنوعة الأحداث، والأغراض فلا يوجد بطلاً فيها يتمتع بالأفضليّة يُرتأءَ فيه حسم القصة، وبسبب عداوة بين خصومها أصبحت متشابكة ومتداخلة، يتعذر معها بطريقةٍ ما لملمة الماثلين في أنساقٍ منظمة ومشتركة، بما يمنح الأمل من إمكانية إختزال الصراعات إلى صراع محدد، تقنيناً للأزمات وضمّها. ليبقى الإنسان البسيط والذي لا همه إلا أن يعيش فقط مستور الحال، يرى اولاده سعداء من حواليه، مطمئناً لمستقبلهم هو بالأساس من يدفع فاتورة إستمرارية هذه الحرب، يحذوه الأمل أن تحط أوزارها يوماً، وبمساعدةً المجتمع الدولي في إيجاد عملٍ جبار يرقى لتطلعات وأهداف الإنسان ذاته من يهوى يعيش حياة بكرامة وحرية، ولكن وإلى الآن هيهات أن يكون ذلك، لتبقى كل المبادرات زادت او نقصت لا تحسب سوأ مجرد إنفعالات لاغير، يهدف أصحابها من خلالها ذر الرماد على العيون. بالأمس القريب تسعّر موقف الولاياتالمتحدةالامريكية من الحوثين وأخذت تجاههم تحشد إعلامياً، بنيتها تصنيفهم كجماعة إرهابية شأنهم شأن تنظيمي القاعدة وداعش، وبذا تكون قطعت الطريق عليهم سياسياً، وبما يعنيه هذا القرار لو تمّ الكثير لإستقرار اليمن، ولكنه تمخض في الأخير فقط عن قرارات عقابية في حق أفراد يشغلون مناصب قيادية علياء بالأمن القومي للجماعة ولم يتجاوز حدود ذلك. وما يفسر مضمون الرسالة: إن المسألة ما زالت تخضع لسياسة الجَزرة، والعصا والحِمار، فمعتلي صَهوة السَرج (لوبي الضغط نفسه) يسير على نسقٍ مُتّزنٍ وكلما قطع العرب شوطاً في التطبيع مع العدو التقليدي ( اليهود )زادَ الامريكان قليلاً من إرخاء الحبل دفعاً لملاحقة الجزرة المربوطة طرف العصاء المدود من فوق ناصية الرأس "كجائزة في نهاية الطريق" رحمة بمن تطحنهم رحى الحروب إنتصاراً لقضاياء العروبةِ إصلاحاً لإيران، والذي من المتوقع له أنه لن يكون هذا إلا بعد ضمان إنهى عزلة إسرائيل بالكامل.