الشاب حسام سامي من ابناء زنجبار مضى على اختطافه قرابه الستة عشر عاما ، حيث تم اختطافه وهو مازال بالثانية من العمر وتزيد اشهر ، قبل غروب شمس ذاك اليوم الذي لن ولم ينسى ابدا .
ذهبت امه لتحضير الحليب له ، وقتها كان يلعب مع الاطفال امام منزلهم ، ولكن عملية الاختطاف له كانت سريعة للغاية واختفى خاطفه سريعا وتلاشى وكأنه فص ملح وذاب وعن العيون قد غاب .
هرع الاهل والجيران الى كل مكان ولكن لاجدوى ، فما كان من ابويه الا البكاء وحرقة الفقد لفلذت كبدهما الذي غاب عنهما .
وصل الامر بوالده ان يسافر الى حرض لعله اختطف من ضمن الاطفال الذين تم الامساك بمهربيهم حينها ، فوصل ولكن للاسف لم يكن من ضمنهم ، فعاد ادراجه حاملا معه خيبة الامل الذي ذهب متفائلا به وعاد دونه .
البعض كان قد اخافهم وحطمهم بانه قد تم احراقه في نيفى الخبز والتخلص منه ، وما احرق الا قلوبهم بهذا الكلام .
عاشت الاسرة بين الم وامل ، لانها لاتدري اكان مازال على قيد الحياة ام لا ، اكان سعيد ام معذب اكان بخير او لا ، عاشت الاسرة بين الحيرة والحسرة ، فلو مات لكانت رضت بالامر الواقع وقنعت منه واحتسبت .
هاهو الامل قد طل على الاهل ببشارته بان الطفل الذي اختفى عنهم قد صار شابا يافعا وهو الان في الشحر بحضرموت ، ذهب الاهل لملاقته بنبضات قلب متسارعة لايكادوا يصدقون الذي هم فيه اهو حلم ام علم .
كل ساكني ابين اليوم تغمرهم الفرحة ومشاطرة اهله بهذا الخبر السار والسعيد والذي ابكى البعض فرحا ، وفرحة اللقاء بحسام واهله لم تكن توصف هزت مشاعر كل من عرف معاناتهم وعاشها .
تقوم الاسرة حاليا بفحص ال DNA ليقطعوا الشك باليقين وان الشاب الذي في احضانهم الان هو نفسه الذي انتزع من احضانهم طفلا ذو عامين وتزيد باشهر وايضا لطمئنة الاسرة التي ربته بان هؤلاء حقا اسرته .
فالجميع يرتقب عودتهم الى منزلهم ليعيش ابنهم في كنف اسرته بين والديه واخوته .
نسأل الله ان يجعله قرة عين لوالديه بعد ان ادمى فراقه وغيابه الطويل تلك العيون والقلوب ، ماذا بعد حزن نبي الله يعقوب ، وهو نبي ولربما قد اوحي اليه ان ابنه يوسف سيعود له مرة ثانيه وسيلتقيه الا ان مرارة الفقد والحزن جعلت من بكاءه يفقد بصره وابيضت عينيه ، مع انه صبر واستعان بالله لمواجهة ما الم به من الالم والضر .
نسأل الله ان يسعدهم بلقاءه وان يكون ابن بارا وصالحا يعوضهم عن معاناتهم التي عانوها طويلا وكانت كعلقم مريرا وان يبشر كل من غاب عنه عزيز ولم يعرف الى الان مصيره بلقياه .