دمر اليمن مشروع الامامة والخلافة كما قال مدرس التاريخ في الاعدادية وهو يقص علينا احداث المعركه بين الإمام البدر والجمهوريون في رازح عام 1962م من كتاب التاريخ. بعد هروب الإمام من الحدود وتجرعه الهزيمة أمام جيش الجمهورية اوصانا بألحفاظ على الفاس والزراعة والعيش في البيوت القديمة والاحتفاظ بصوره في المجالس وقراءة كتب الاماميه في المساجد والصبر على الفقر وان تبقى قلوبنا معلقه بحب الإمام. وان ( الفأس) رمز للحق والقوة والاستمرار في حياة البداوة وعدم مفارقتها والابتعاد عن الاخذ باسباب الرقي والتقدم. ومجرد التفكير في السلطه والمال.والرفاهية يعتبراساس الفساد ولانحراف عن طريق الحق . واكد لنا ان منافسة الاماميين والثورة عليهم ومعارضتهم في الحكم والمطالبة بالتوظيف وتعلم العلوم الحديثه اساس الفساد و تهدد وحدة القبيلة واليمن وتمزقه. وشرعيا تعتبر جريمة أخلاقية ودينيه تقود الإنسان إلى الضلال والانحراف عن منهج النبوة و الاعتقاد بالولاية وحق بني هاشم في الحكم . واشار الى حجم تأثيرانتشارالراديوواستماع المواطنين للمذياع ومشاهدة التلفاز الذي كشف المستور واماط اللثام عن مفهوم الدولة المدنية وموقفها المحايد من كل المعتقدات بل انها تحد من تسخير الدين لمصلحة الحاكمين وقال لهم باختصار ان الدولة المدنية دولة تبعد الدين عن السياسة وهذا كفر وافساد لمصالحنا وفرض واقع يجبربنا على العمل مع الشعب والكفاح والنزول الى الميدان تحت حكم من لا ينتمون للسلاله وهذا بحد ذاته يتعارض مع الولاية والحكم الالهي. واضاف ان السبب الرئيسي في افساد الانسان وانتشار الصحوة المزيفة هو الاشتراكية في الجنوب علي الشمال وقيام الثوار بألتعاون مع جمال عبد الناصر. باسقاط المملكه المتوكليه الهاشمية. ومن الصفحه العاشرة في كتاب التاريخ سرد لنا المعلم وصية الإمام البدرللقبائل الموالية له قبل هروبه الى السعوديه من منطقة الخوبه.في اخر لحظاته باكيا ويحمل كيس كشد وهو نوع من البقوليات يزرعه سكان المناطق الريفيه في الصيف. يقول احد المواطنين من الذين ودعو الإمام. بكينا جدا.وعدنا إلى سوق شعارة الشعبي نشتري ادوات الزراعه ونتبارك بهن. لعل الله يعيد إلينا الحق بعد انقراض الامامة في اليمن كاملا وسقوط صعده اخر معاقلها. وبقيت التجمعات الامامية المنعزلة على ذاتها كونها تؤمن بالامامة فكريا وعقائديا وثقافياو كلمة سيدي ظلت نبره للتواصل والنداء وللاحترام والتبجيل يتبادلونها بينهم للحفاظ على خصوصيتهم العرقية والدينية. وثقافة شعبية في عقول القبائل يخاطبون بها نسل الامام واقاربه في اليمن. سيطرت الجمهورية على اليمن وهمشت كثير من المحافظات مثل صعده فعاشت صعده محافظه مهجورة منبوذه وبيئة خصبة لعودة الامامة. لانها عارضت الجمهورية ولم تفتح ابوابها مبكرا و.لم تستقبل الثوارفكان عقابهاتهميش.واقصاء. وحرمان من الوظيفة العامة أذعنت أدوات الامامية واعلنت للجمهورية شكليا وظاهرا ولكنهم لم يغيروا سلوكياتهم وثقافتهم السياسية وتعاملهم مع المجتمع على مبداء المساواة والحرية ونبذ العنصرية والسلالية. وانتشروا في ثوب جديد يسهل لهم الاستمرار والبقاء في مناصبهم القضاء والحكم وفرص العمل في القطاع الحكومي والعسكري. وهم الذين لديهم الخبرات المتراكمة في الادارة والقيادة اكتسبوها خلال عقود من حكم الامام فعلوها وحدثوها وطوروها وشنو حرب عكسية على الجمهورية من الداخل. ورغم خطرهم الحقيقي على هوية الجمهورية ولعدم توفر كوادر من القبيلة التي كانت غارق في الجهل والظلام والجوع اضطرت قيادات الثورة والجمهورية الى الاعتماد عليهم و تفويضهم للقيام بمهام العمل الحكومي في القضاء والأدارة المحليه وجميع الدوائر الحكومية في جميع المحافظات لانه لا يوجد منافس من الشعب لشغل الفراغ الاداري . فشلت الجمهورية في تحديث المجتمع بشكل سريع وفشل التعليم في التغيير لما قام به الاخوان المسلمون وقيادتهم من إهدار للوقت في تصدير الخطاب الطائفي والتحشيد لثورة على الجمهورية لتمكين الخلافة الاسلامية من العودة الى اليمن . واستغلال مناصبهم في الدولة ومطامعهم في الأستفادة من ارتباطهم بحركة الاخوان في دول الخليج ففرغوها من محتواها وعطلوا اهداف الوظيفة العامة المدنية وحولوها الى وكر للارهاب وافسدو المناهج الدراسية بشحنها بالفكر الارهابي والداعشي. وانحرفوا عن طريق البناء والتنمية الاقتصادية والتدريب الفني والمهني الي طريق. تعليم الشعب افكار تدميرية وبنو لها المعسكرات والجامعات بذريعة تحرير القدس ومهاجمة إسرائيل. واسسو الجمعيات الخيرية كبنك خاص لجني الأموال من الداخل والخارج لدعم القضيه الفلسطينيه واستغلالها في شراء الولاءات المذهبية واستثمروا أموال الدعم. لمشاريع خاصه.واسسو الشركات والمؤسسات وبقي المواطن في صعده والكثير من المحافظات يبكي على الإمام ويقدس الفأس وياكل القات ويحرث المدرجات الزراعيه لا يملك حصانه ثقافية جمهورية ولا مصدر للمعرفة مستديم يمنع تسرب الطلاب من المدارس ولا علاقة وثيقة بالمشروع الجمهوري ولا مكان حيوي يمنحه الثقة في نظام الحكم ولا تعليم علمي ينقذه من الخرافات والطلاسم . فعادت الامامة من جديد تنافس الاخوان المسلمون على توظيف الدين وقضايا الامة وتدعوا لتحرير القدس واخراج الامة من النفق المظلم للوصول للسلطة. في الوقت الذي يعيش اليمن في الظلام والفقر ويعاني ظروفا صعبه وحصارا وجوعا وعنصرية من الدول الخليجية اكثر من فلسطين وهذا السيناريو المرعب مستمر الى هذه اللحظة يحارب اليمن من الداخل ويدمر هوية الدولة المدنية والجمهورية . ولن يستقر اليمن وينهض ويتحول الى دولة ناجحه وله مكانه في المجتمع الدولي الا بتأليف مناهج حديثه نظيفة من الفكر الطائفي والجهادي. مناهج تعد الطلاب لمستقبل كبير ومستقل العمل في الشركات والمصانع وادارة الدولة مناهج تحارب المناطقية والمذهبية والحزبيه وتوحد عقول ابناء اليمن وارواحهم وفكرهم قبل الوحده الجغرافيه.