--------------------------------- # بقلم # عفراء خالد الحريري هانحن مرة أخرى أمام تجاهل تام لدور النساء ، و يبدو إننا غير مرئيات عند التعينات التي تحدث في نقل الرجل س وص إلى مناصب جديدة ، حيث يمر حبر قلم التعيين متخطي جماجمنا التي تحمل من العقول مالا يحمله الجنس الآخر ، إلا إن حبر ذلك اليراع أعمى . فهو يقفز متعديا الماضي والحاضر والمستقبل ، و غاضض بصره عما نقدمه من أجل خدمة المجتمع والوطن و هو أصم في ذات الوقت عما تقوله عنا الدبلوماسية الغربية الدولية ، إلا إذا كانت هي الأخرى تشهد لنا أمامنا بالابداع والتميز و الشجاعة و العظمة لأننا حفيدات بلقيس و أروى ، و من خلفنا تشجعه على إرتداء النظارة السوداء كي نصبح و نمسي غير مرئيات في عين اليراع وراعي اليراع . يبدو أن أدوارنا كنساء قد تحدثت سلفا من راعينا و تمثلت في تربية الاجيال ، وممارسة الأعمال المناسبة ، ونشر الوعي الثقافي ومادون ذلك لا علاقة لنا به . وعلينا كنساء أن ندرك تماما هذا ، فإشكالية بقاء كثير من الرجال ممن قد تعودوا على السلطة لفترة زمنية من أعمارهم وتعودوا على الرفاهية و البذخ ، من الصعب عودتهم إلى أن يكونوا مواطنين عاديين في وطن يستلزم نهب ثروته ، مقابل صرف رواتب بالعملة الصعبة لهؤلاء الرجال ، علما بأن وضعهم السابق لم يتغير كثيرا ، ماعدا في التوصيف الوظيفي الذي يحدده اليراع . وعليه بالمقابل أن ندرك و نفهم و نستوعب بإننا غير مرئيات ، فقد أختلطت ملامحنا بالتراب الأسمر... لون البسطاء و بالتجاعيد القاسية من لهيب الشمس ... على وجوه البسطاء و لنا زنود جافة و ظهور كخشب مسندة .... لأننا بسطاء . فلا أحد من علو كرسي السلطة يرى البسطاء ، غير أمثالهم ولا أحد يتدبر حوائجهم غير أمثالهم ، ولا أحد يهتم لأمرهم غير أمثالهم ، إذا نحن وهؤلاء البسطاء علينا الإتكاء على بعضنا البعض في حلو القدر ومره ، وتسيير شؤوننا بالفتات اليسير من لقمة هذا الوطن . وماتبقى من نشارة الخبز على صحن صاحب اليراع وراعيه . علينا أن نستكين في الأنشطة الاجتماعية فقط ، فنحن خير فاعل وفعال فيها ، ولانتجاوز القضايا الإجتماعية حيث يجب أن نكون ، فجميع النظارات و المناظير فوق وتحت البنفسجية وليس العادية فحسب ، تشاهد وترى في الذرات المتناهية الصغر لكل ماهو إجتماعي ، ولدقة صغر الوضع الاجتماعي بانه يتطلب كائنات غير مرئية لمعالجته ، ولايمكن معرفة شفراته إلا بهذه الكائنات وهي النساء . إذا نحن لسن طاقة مهملة و عضو مشلول ونعاني من التهميش . نحن و البسطاء واحد ، صوت للتصويت ورقم للاقتراع ، الفرق البسيط إننا في التعيينات عند نهب ثروة الوطن .... ( للمحاسبة والمساءلة و كشف الحقيقة) ... غير مرئيات وغير مرئيات ... في عيون الراعي و صاحب اليراع .