ذكر العديد من علماء الإجتماع والنفس والسياسة أن صراع جماعة أو أمة مع الخارج يؤدي إلى التماسك الداخلي والوحدة. لدرجة لجوء بعض الدول إلى ما عرف بصناعة العدو الخارجي. بينما الصراعات الداخلية، الغير منظمة، تؤدي إلى الهزيمة والفشل والانشقاق والتمزق. المجتمع المنظم، وبخاصة الديكتاتوري، الذي يكبت الصراع الداخلي، ينفجر الصراع الداخلي بعنف عندما يتعرض لهزات ... بعدها حدث عن مصير مثل هذة المجتمعات ولا حرج. بينما المجتمع المنظم الذي يسمح بالصراعات الداخلية "المنظمة" عبر الديمقراطية وحرية التعبير ، يحدث توازن للمجتمع ويحفظها من إنفجار الصراعات الخطيرة.
أين نضع اليمن في مجال الصراع الخارجي والداخلي، وكبت أو السماح للصراعات الداخلية المنظمة؟
فشل اليمن كغيره من الدول العربية في تنظيم الصراعات الداخلية فحدث الإنفجار وفشلت الدولة00 فشل التحالف العربي وحلفائه اليمنين في توحيد صراعهم تجاه الحوثي "العدو المشترك" بسبب الصراع الغير منظم بينهم.
الجنوب ما قبل الوحدة مر بفترة كبت الصراعات الداخلية من خلال القبضة الفولاذية للحزب الاشتراكي، لذلك وقعت صراعات دموية بين النظام الحاكم "الانقلابات". الخلافات الجنوبية اليوم، على مستوى القيادات والشعب، ما هي إلا صورة لانفجار الصراعات الداخلية لما بعد حالة "الكبت" السياسي، الذي تعرض لها في الماضي.
يا ويلك من البدوي إذا تمدن.. عندما يسمح بممارسة حرية التعبير بشكل كبير وفجأة بعد فترة كبت عنيفة وطويلة، يحدث الانفجار والتمزق والصراعات الداخلية التي يصعب إدارتها.