ان الانسان في اقطارنا العربية حلم بالعدالة والمساواة والتي، هي اعمدة الاستقرار والتطور كما انها مبادئ الاسلام الراسخة في قلوبنا. غاية الامر ان الانسان العربي بتطلعاته للعدالة والمساواة والحرية كان فريسة سهلة للقوى العظمى التي هدفت للسيطرة على وطننا العربي وذلك من خلال تدمير القوي التقليدية في المجتمع وابراز قوى اخرى متطلعة للسلطة ومومنة بالقومية العربية ووحدة الارض والانسان مستبعدين الرابط الديني بين العرب بحيث يضم مكونهم المسلم وغير المسلم وهو مايمكن ان نسميهم بالقوميين. لقد كان القوميين النواة الاولى للثورات العربية في بداية الخمسينات ضد السلاطين والملوك والأمراء وبالفعل نجح القوميبن في اسقاط تلك الانظمة وايجاد انظمة جمهورية اعطت للشعوب فرصة اوسع للمشاركة في السلطة بعيداً عن الانظمة العائلية التي كانت تحصرها في العائلة فقط. نجح القوميين في بداية الامر في احداث تغيير حقيقي في نقل السلطة و توزيع الثروة بين الشعب. لكن سرعان ما تراجع ذلك النجاح وانحسر في العائلة وهو ماتشهد عليه وقائع الحال في بلداننا العربية. حيث باتت اسر محددة هي من تقود الانظمة العربية وتتحكم بمقدراتها. ان سيطرت نظام العائلة دفع بها حتى تكتمل سيطرتها بالكامل الى اقصاء القوميين رفاقهم في الثورات الماضية. . وهو ما شكل كراهية لتلك الانظمة لكن الكراهية وحدها لاتكفي لمواجهة تلك الانظمة كما ان القيادات القومية قد شاخت والفكر القومي ليس هو الفكر الموثر على الساحة . لقد كان لظهور الجماعات الاسلامية بمختلف انتماءاتهم. (سني اخواني شيعي ) دوره لايستهان به في الفكر المعاصر. كما كان لتلك الجماعات الحضور الشعبي بين اوساط الشعب. كما ان للصحوة الاسلامية التي شهدتها المنطقة دور كبير في القبول بالاسلاميبن باعتبار انهم الاكثر قربا لمعاناة الناس وهمومهم . كل ذلك جعل منهم قوى مؤثرة في المجتمعات وهو مادفع القوميين لاقتناص الفرصة للاتحاد مع الاسلاميين في تجمع غريب عجيب اسموه الموتمر القومي الاسلامي. ان. ما كان يميز القوميين في الحقيقة انهم اصحاب تجربة سابقة في تفجبر الثورات لذلك اختاروا شريك. قوي له حضور مجتمعي بعكسهم فقد كانوا بمثابة بضاعة محربة ان ماقام به القوميين من اتحاد مع الاسلاميين كان بداية الطريق لثورات الربيع التي عصفت بالمنطقة ودمرتها. لقد انجرفت الشعوب العربية نحو ثورات الربيع العربي معتقدة انها طوق النحاة الوحيد للتخلص من تلك الانظمة العائلية الديكتاتورية . لم نكن نعلم اننا ضحية مؤامرة عالميةكبرى سعت لتدمير بلداننا وتمزيقها وخلق صراعات لانهاية لها مثلت الطريق الاسهل للقوى العظمى للتدخل في بلداننا والسيطرة عليها . والله من وراء القصد د/حسين لشعن