أي ظلم يعانيه المواطن اليمني، بسبب سياسات خاطئة وحكومة حكمت على نفسها بالذل والخزي والعار، أي ظلم يعانيه وهم يتناوبون في تهميش يومه، وتدمير حياته. تخيل أن الموظف يستلم راتبه الساعة العاشرة صباحاً، وبعد نصف ساعة تراه يبحث عن 200 ريال ليشتري بها ثمانية أقراص من الروتي، بل وديونه لا تزال متراكمة، حتى والله لا يستطيع شراء حاجته الأساسية بسبب الغلاء الفاحش، وبسبب انخفاض سعر الريال أمام الدولار. كذبون بل أفاكون ودجالون أولئك الذين يبحثون عن وطن ويتغنون به، وهم ينهبون ويأكلون باسم هذا الشعب والوطن، فانهارت العملة والاقتصاد، زادت الأسعار وتكبد المواطنون الويل، وفي المقابل ارتفع رصيد الوزير الفلاني والمدير العلاني، وهم يذرفون دموع التماسيح أن قلوبهم مع الوطن والموطن.. خسئوا وخسئت مراجلهم. لم يكن أحد مستفيداً من هذه الحرب إلا هوامير الدولة وموظفي المنظمات الدولية، الذي يستلمون رواتبهم بالعملة الصعبة، فسألتكم بالله كيف سيشعر هؤلاء بتعب، وهمّ، وضير المواطن، وهم لم يشعروا بفقره، ولم يتكبدوا جرحه، ولم يذوقوا ألمه، بل أني سمعت أحدهم وفي صوته أزيز بكاء، عندما هبط سعر دولار قليلاً أمام الريال. لم ينبطح الريال يوماً، بل نحن من انبطحنا عندما سلّمنا رقابنا وأمور حياتنا لمن لا يخافنا ولا يرحمنا ... سلّمناها لهم أنفسنا ونحن لم نرى منهم خيراً قط.. فنحن سبب أنفسنا بأنفسنا. ولقد صدق القائل عندما قال: نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا *** وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ *** وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ *** وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا وسلامتكم