يكمّن خطأه القاتل في كونه رغب بالممنوع، وفكر بحب فتاة هاشمية. يتمثل اخفاق هذا الشاب الطارئ؛ وليد اللحظة وبدائي النسب، في أنه سعى لحيازة قلب أنثى من السادة تمتد جذورها إلى البعيد إلى البعيد!. لم ينتبه لهذا بتاتاً، أخذ المسكين ينمي داخله حب يتعاظم كل يوم وببرائة مفرطة، لمستقبل مجهول لا يعلم له سبيل. لم يتخيل أنه سيقدم على فشل مهين بتلك الطريقة، لم يكن يدري بأنه سيسحق على ذلك النحو المخزي. في الحقيقة كان يتوقع الرفض أو لنقل أن دافع الاخفاق كان يرافقه أحايين كثيرة، لكنه لم يكن يدري بأن فعله سَيُجرم لمجرد أنه حب فقط، لم يتصور قط أن التفكير وحده بالحب من امرأة هاشمية يُعد جريمة نكراء يحاسب عليها الشرع والقانون.. هنا تمكن المأساة. كان عليه أن يصرم خطام قلبه منذ البداية؛ حتى لا يطال امرأة من إحدى الأسر الشريفة، الهاشميات هنا؛ هن الأكثر قداسة بين كل نساء البلد، إنهن بنات السماء المدللات، خلقن ليضاجعهن صنف محدد من الناس، فروجهن محمية بشفرة سرية لا تهبها السماء إلا لفئة ارتبطت بحظ إلهي خاص. كيف لهذا المسكين أن يخترق الممنوع، كان عليه أن يعرف نفسه أولاً، قبل الاقدام على خطوة جريئة كهذه؛ طالما وأنه ولدَ بجينات رديئة ومنقوصة، ومن الدرجة الثانية. تُحرس سلالة آل البيت بعناية فائقة، وفقاً لأوامر عليا مصدرها السماء، أوامر إلهية تهدف لحفظ هذه الجينات الطاهرة من الضياع، ومنعها من الاختلاط بغيرها من الجينات الدنيئة لباقي البشر الآخرين كي لا تُفسد. أين كان عقله من هذا كله، كيف قاده تهوره حد أن يعشق امرأة هاشمية ويهرس كل هذه الحواجز تحت قدميه، أي مجنون هذا، وأي شجاعة ستؤدي به إلى الجحيم..؟ كان يعشق الهاشميات لشيء واحد فقط، لحلم يراوده منذ أن بلغ سن الخامسة عشر، كان هذا الشاب يهوى الممنوعات ويخوض التجارب في كل الأشياء التي يحرمها المجتمع، ولد بفضول حاد وعزيمة تفوق التحدي، ثم حينما علم بما يقوله الهواشم عن سلالتهم وكيف أنهم يمنعون تزويج بناتهم لغير أبناء سلالة بني هاشم، لم يروقه الأمر بتاتاً، غضب كثيراً وأخذ يقسم أن سوف يضاجع هاشمية يوماً، ولو كلفه ذلك حياته. ليّ حلم مشابه، لكني أخاف النهاية! عبدالقادر زايد