بغض النظر عن المذهب او التوجه السياسي او حتى الهدف الذي يعمل به نظام الحكم في اي جزء من الوطن العربي (الإسلامي) الكبير بصورة عامة واليمن بصورة خاصة؛ وبغض النظر كيف اختار الملك هنا او هناك اتباعه لان (كيف) معلوم إجابتها بحديث نبوي (كما كنتم يول عليكم)؛ وبغض النظر عن الانقسامات التي حدثت في صفوف اليمنيين او في صفوف العرب لأنها لابد ان تحدث لوجود خطاب توجيهي يؤدي بالضرورة لقراءة الفرد واختلاف وجهات النظر. هناك إيمان حدث في صفوف الجميع بوجود الخالق وعلم الكل بقدراته جل وعلا وللأسف نعمل على تجهيل لأنفسنا ونلزم عقولنا الابتعاد او التشتت في فكرنا الإيماني الذي ادى بالضرورة إلى تفرقنا واختلاف وجهات نظرنا ونزغ الشيطان بيننا واستغل اتباعه ذلك. ومع ذلك فإن القيادات لا تخلُ من تجهيل نفسها ايضاً بجلاء من خلال أعمالها المخالفة لخطاباتها التي يسمعها المرء من كل الاطراف توائم وجهة تفكيره فيتبعها وان كانت تلك القيادات مخطئة ويبدأ العداء المطلوب من تلك القيادات بين العامة وتنفيذ توجهاته ونسيان شريعته تدريجياً حتى يصل المواطن بتلك الخطابات الى درجة إيمانية كبرى بالأشخاص وتنفيذ التوجيهات وإن كانت مخالفة لشرع الخالق والاصرار على صحتها ويصبحون بتلك الهفوات (ملكيون اكثر من الملك). اما ما يتعلق بالقيادات نفسها فقد تكون ايضا تنفذ توجيهات لقائد معلوم او مجهول وقد يكون ذلك القائد لا يريد تنفيذ تلك التوجيهات بتلك الطريقة ولانه شخصياً غير ملامس لواقع المواطن فلا يعلم كيف نُفِذَت توجيهاته ولكن تلك القيادات ايضا تم تعيينها من قبل الملك لمعرفته بهم وحبهم له والعكس فيتم تنفيذ التوجيهات سواء كانت مقصودة او غير مقصودة بشدة ودقة لدرجة أن يصلوا إلى مرحلة (ملكيون إكثر من الملك) حتى وإن كانت مخالفة لوجهته. وخلاصة القول ان الكل ابتداءً من الملك إلى القيادات إلى التابعين معنيون جميعاً بالسؤال عن الشرع ومخالفته التي تؤدي إلى الهلاك فالكل سيعمل ما يشاء ويُسأل عن عمله منفرداً فإن أحسن أحسن لنفسه وإن أساء فعليها حتى الملك سيكون مثل البقية والله سيعفو عمن يشاء في طاعته له ولكن المقاضاة التي لا يعفو عنها هي التي تكون بين البشر فيأخذ حق المظلوم سواء في الدنيا أو في الآخرة ولا يفرق بين البشر يومها والكل عالم بذلك ويتجاهلون حتى وإن كان ابن نبي من صلبه مباشرة والكل قد قرأ ذلك في كتاب الله المنزل على الانبياء وعلم الانبياء انهم محاسبون وأبناؤهم إن اخطأوا وغيروا ماأمر به الله. كقيادة لم يميزوا انفسهم الانبياء والمرسلين ولم يجمعوا ثروات من أقوات من أُرسلوا إليهم بل لم يكونوا يأكلون حتى يأكل من أرسلوا إليهم وإن جاع الناس وربطوا حجراً على بطونهم ربط الانبياء حجرين وقياداتنا العربية عندما ترى حالها وحال شعوبهم عليك أن تعرف يامسلم حقيقتك والتي جعلت أنت منهم ولاةً عليك (كما كنتم يول عليكم) فيجب أن تتغير وأن تقارنوا خطاباتهم باعمالهم لانهم سيبرأون من عملك الذي كنت فيه (ملكي أكثر من الملك).