2013: والحوثي يقصف دماج ويحاصرها من كل الاتجاهات، كان بعض البلهاء الحراكيين أكثر المتباهين بما يفعله. سيطر الحوثي على دماج وصعدة ومضى صوب عمران وسيطر عليها هي الأخرى وهؤلاء مغتبطين بما تقوم به مليشيات عبدالملك، يوصّفون المعركة بشكل خاطئ، يزيفون الأحداث ويزفون بشائر الهزيمة في صحفهم ومواقعهم، تحت عناوين لا صلة لها بالحقيقة وتتحدث عن حرب بين الحوثي وحزب الإصلاح، لا انقلاب على الدولة ومؤسساتها. كان الحوثي يزحف نحو العاصمة صنعاء وكانوا يمنحوه دفعات معنوية وتغطيات إعلامية مدهشة، لحتى تمكن من إحكام السيطرة على عاصمة البلاد فعلياً يأمر عبدالملك مليشياته باقتحام مؤسسات الدولة وكانوا بالمقابل يخلعون عليه لقب البطل، وفيما تفتك جماعته بالناس وتقتاد الشباب إلى السجون يتبرع هؤلاء بالتعريض والسخرية من خصومه بمجانية وخفة مؤلمة. ظن البلهاء أن هدف الحوثي جامعة الإيمان فقط، فتفاجوا به يطرق أبواب عدن ويقصف أهلها بالدبابات أدركوا متأخرين خطورة المليشيا وبُعد أهدافها وعرفوا أن حرب عبدالملك لم تكن مع الإصلاح ولا مع علي محسن فحسب، بل حرب مفتوحة مع الدولة والجمهورية والديمقراطية والحرية والعالم، حرب مع الحياة كلها، أنتبهوا والحوثي يقصف مطار عدن ومرفأ السياح بالتواهي أنهم هدف رئيس له؛ وليسوا استثناء. أرادت الأحداث أن تعلمهم درساً واحداً فقط، وبشكل مختصر: الحوثي عدو الجميع، وخطر محدق يهدد الحياة والعالم. ولأنهم بلهاء لم يتعلموا الدرس، لم يكونوا ليتعلموا قط، ولن يتعلموا أبداً. التاريخ، مع كل ما يقدمها من دروس وعبر، إلا أنه لا يعلم البلهاء. وتلك ليست مهمته. تقف مليشيا الحوثي على أبواب مأرب هذه الأيام، وتقصف أحياءها لنفس الأسباب التي قصفت بها حي المعلا قبل خمسة أعوام، وليس لأن الإصلاح يحكمها، بل لأنها أرض خلقت لتكون تركة خاصة ل عبدالملك الحوثي كما باقي اليمن، ويجب عليها أن تخضع وتثبت ولاءها له، بينما هولاء البلهاء ما زالوا يحتفون بأفعال الحوثي حتى اللحظة وبنفس الاستراتيجية العمياء الحقودة، كما لو لم يحدث شيئاً، وكأن ست سنوات ليست كافة ليتعلموا، وكأنهم طيلة هذه المدة كانوا نياماً. لم يتطهروا من أحقادهم قط، وما زالوا ينظرون للأمور من زاوية ثأرهم القديم، واقفين عند الأحداث الأولى لحصار دماج، لم يتحرروا من البلاهة وفاكرين أنها حرب تستهدف الإصلاح وسلطان العرادة واليدومي.. لن يتعلم هؤلاء البلهاء مطلقاً، كتبت عليهم الحماقة كما كتبت عليهم الحياة. عبدالقادر زايد