سمعت بهذا الموقف الإنساني الذي حصل والفضول والكرم الذي حصل ليرسم قلمي وضميري وإنسانيتنا الموقف الإنساني الذي حدث والذي لاينتسى مهما كان فالمواقف والمساعدة من شيم الرجال وستظل مرسومة ولن يمحيها أحد مهما كان ستظل ذكرى ومخلدة ولو مرت عليها ألسنين. في العاشرة من مساء الأحد مرت بعض النخب القادمة من محافظة مأرب المكونة من عشرة أفراد ست نساء وأربعة رجال مروا بمحافظة أبين لحضوره ندوة في محافظة عدن، لكن تفاجئوا بمنعهم من قبل نقطة الانتقالي بحسان بحجة أنهم شماليون وإنهم يتبعوا محافظة مأرب تلك المحافظة الذي وقفت إلى حضن الشرعية يومها وقالت كلمتها بصوت عالي أمام مسمع ومرأى بأنها شرعية . فإثناء منعهم من المرور لمحافظة عدن عادوا لمدينة شقرة، يحذوهم الياس وقد انقطع عندهم الأمل، وفي رأسهم الف سؤال، لمن ولمن يحكوا هموهم فإلى أين يتجهون لينثروا كل مافي قلوبهم ولمن ياترى يشكوا كل ماجرى لهم ؟ وهل هذي أبين وهذه طباعهم، ولغتهم؟ لقد مروا في مدن كثيرة منها فمارأوا منهم إلا كل خير، فلما هنا حصلت العقبات وأوقفت مسيرهم ؟ أسئلة كثيرة دارت بخلدهم، وفرضيات كثيرة وضعت في أذهانهم. فما أن سمع ابن أبين وشبلها القائد العميد يوسف العاقل قائد الشرطة العسكرية بأبين بما حل بهم حتى ذهب إليهما يسابق الريح ويحمل الإنسانية بين جوارحة ويحمل كرم وطيب أبناء أبين ، فوصل إليهم مرحباً بهم، ومعتذرا لهم عما حصل، ومعلنا لهم أن أبين أرض الجميع، وماحصل ما هي إلا تصرفات فردية لا يرضى بها أي أبيني كان لا من شرعية ولا من أنتقالي. إثناء الترحيب والاعتذار منهم طلب منهم العاقل التوجه إلى بيته للمبيت الكائن بشقره الساحلية حيث موقع الشرطة العسكرية للمبيت عنده، إلا أن النساء اعتذرن، بأن التعب لا يسمح لهن بالانتقال من هذ المكان، وأنه إذا طال المقام بهم فغدا سيكونون عنده، فقام العاقل بوضع حراسة من قوات الشرطة العسكرية م/ أبين عندهم حتى الصباح لحمايتهم ، وفي اليوم الثاني رافقتهم الحراسة حتى أوصلتهم إلى نقطة حسان ليسمح لهم بالعبور لمحافظة عدن لحضور الندوة ولأكمال مشوارهم الذي سافروا لأجله ، ثم سمح لهم بالدخول لعدن بعد صدور توجيهات من العميد عبد اللطيف السيد بالإذن لهم بالمرور، هذا وقد شكر مدير الندوة ما قام به العميد يوسف العاقل قائد الشرطة العسكرية بأبين من الموقف الإنساني نحو هذه النخب. العميد يوسف نرأه دوماً حاضر في المواقف الإنسانية دائما نراه بكل المواقف الإنسانية ودوماً سباق نحوها ويقول بصريح العبارة أهل أبين لايوجد بقاموسهم ألفاظ العنصرية، وهم في كل مترس، وهم أهل النجدة والكرم، وأبين ترحب بكل من أتى ومر فيها، فأبين هو أبن سبأ، وسكنها من مذحج، وحمير، وفيها الغريب والمستوطن، وكلهم أهلها وحجر من حجارها، من أتى إليها فهو ضيفها حتى يرحل، ومن سكن فيها فهي بلدته، هكذا هذه هي سمات أجدادنا، ونحن على دربهم وفي كرمهم وودهم وحلمهم، ولغتهم، سائرون.