السنة السادسة اوشكت على طي صفحاتها المليئة بالألم والحزن والفقر والغم مصاحب لها فقدان الامل . عفاش حذركم ايها الساسة ونشطاء الربيع العربي مرات ومرات إياكم والإقتراب من عش الدبابير إبتعدوا مئات الاقدام عن بعثرة الاوراق كان يقول لكم انها منطقة خطرة مليئة بالالغام والاوهام والاوبئة وطيور الظلام . ابيتم وكابرتم وعاندتم واوهمتم انفسكم ان الامور تحت السيطرة وانكم من ذوي الرؤئ المبصرة وأن اليمن تعج بالقادة وانكم اصحاب مشروع نهضوي تقدمي وان مشروعكم "الوهم" سيجعلنا نقترب من زحل والمشتري ونعانق المجد واننا نمتلك من العلم والتكنولوجيا ما يقودنا الى رتق الثقب الاسود المتدثر بدثار الميزوسفير المهترئ . سألت شيخ كبير ممن عاصروا الأئمة والمستعمر البريطاني وحكم الرفاق في الجنوب وحكم الميثاق في الشمال وحكم الاغنام والبقر ومجالس الدواب والثعالب قيادات مابعد 22 خمسة 90 سألته اثناء مرحلة الزخم الثوري وثورات الربيع العربي وشعار "إرحل" قلت له لماذا لا تخرج الى الشارع وتنظم لثورة التغيير لنخبر العالم اننا قادرون على التغيير وادارة شؤون بلادنا ونصمت كل من يقول مالها إلا علي . ففي الخيام وساحات الاعتصام من يمتلكون الفكر المدني المتنور والقدرة على السير بالبلاد نحو ركب التقدم والحضارة وإلا لما قالوا لعفاش ارحل إلا لانهم يمتلكون كل ما يؤهلهم للقيادة وادارة دولة النظام والقانون والمؤسسات . نظر الي بسخرية مصحوبة بإبتسامة صفراء وقال : كل من تراهم في الساحات والمظاهرات وكل تلك الخطب والشعارات التي يتلونها علينا صباحا ومساء وكل تلك الزماميط (جمع زُماطة والزٌُماطة هي البالونة وجمعها زماميط او بالونات ) الطائرة والمفرقعات التي تتقارح من السنتهم والوعود التي يقدمونها للشعب ستتلاشئ وتختفي عند اكتمال بعثرة البلاد وستدركون انهم ليسوا إلا أرجوزات تتحكم بهم ايادٍ تمتلك الاموال وتمتد اليهم اليوم وستغُل عنهم غداً بعد إحكام سيطرة تلك الايادي على خيوط اللعبة وتسطوا على خيرات الوطن وتبعثر المبعثر وسترى الشعب سُكارئ وماهم بسُكارئ ولكنه الخذلان بعينه هؤلاء يا ولدي تربوا وتدربوا على صناعة الازمات وليس حلها . ستندمون يوم لا ينفع ندم . ياولدي ستسمع انين الشعب بكل اطيافه اطفال شباب نساء شيوخ الكل سيتألم والكل سيتأوه والكل سيبكي إلا هؤلاء الذين يخطبون يكذبون على الشعب سيكافئون المواطن بالخذلان وسيستنرون في بيع الوهم بعد ان يبيعون الوطن . يا ولدي لا اخفيك إنني خرجت يوما اقول يا علي عبدالله يحفظك الله ليس حباً فيه ولكن خوفاً على ماتبقى من مشروع الدولة الذي بدأت كلابه تعض في جسدها وتسعى الى تمزيقها . كنت ومعي الملايين نخاف من فشل مَنْ سيأتي بعده ونصبح لا عاد من عفاش ولا من .......... ياولدي اليمن ستتفكك وستتشرذم وستتمزق وسيذل فيها الاعز ويعز فيها الاذل وسيسير الجميع فيها منفردا كالشياة القاصية وستبطش بنا جميعا اياد العبث والبعثرة عبر مخالبها وعقليات قاظة الثورة المستحمرة ولن تقوم للوطن او لنا قائمة . الجميع سيتووه مابين عابث الكهف وناسك الملهئ فيشيخ الطفل عند الفجر وتصبح الام ثكلئ . فيا ولدي انا لست بكاهنٍ او عرًاف ولكني من وجوه ثوار ساحات التغيير أقرأ .