وأنت تطالع صفحات الفيسبوك، ستجد لفيف من المهرطقين المؤثرين، من يملكون النفاذ والتأثير السريع بالوسط المسكين في المجتمع، ما إن تسنح لهم الفرصة أن يركبوا مصالح هذا المجتمع لا يتوانون ثانية، ولم يلبثوا دون أن يروجوا لقضايا المجتمع المذلهمة من جوانبها المختلفة، والحقيقة أن هؤلاء بعيدون كل البعد عن المواطن، وعن معاناته وما يلامسه من كمد وضيق العيش وبؤس هذه الحياة في هذه البلاد التي يتجرع مرارتها كل يوم مجتمع بأسره. المهرطقون جميعهم في المنفى يتنعمون برغد العيش، وآخرون في رغد العيش في البلاد نفسها التي يعاني منها أهلها جور العيش والشقاء، يترصدون معاناة المواطن ليجعلوا منها مغنماً جديداً لمصالحهم ويستخدمونها للترويج كورقة ضغط لتمرير مصالحهم وكسب الشهرة والظهور، حتى وإن تطلب الامر اعتلاء صهوة موجة غضب المواطن، واستغلال هذا الغضب كما يروج له الان. هؤلاء لن يغيروا في الأمر شيء همهم مصالحهم، فقط يعكسون معاناة المواطنين بردات فعل لا تخدم الحال نهائيا فقط تزيد الأمر وبالا وضيمًا. كفى استغلالا لمعاناة المواطنين، وكفى لعب بمشاعرهم، يكفي الواقع الذي أوصلتموهم إليه من خلال بيعكم للوهم والترويج للباطل، والتصفيق الحار في جولة فساد على مدار الساعة، لا تصنعوا منكم أوثاناً صالحين رجاءًا، أنتم فقط تحاولون إطفاء النار بنافخ، أنتم لا تعرفون معاناة المواطن ولن تعرفوها وضعكم وأموركم جدًا مرتبة، لكن لن يطول ذلك. على المواطنين أن لا يغتروا بشعارات هؤلاء المهرطقين على صفحات التواصل فقط، فقط من يتواجد على الواقع حاله كحال باقي المواطن ويصدق أفعال أقواله، هؤلاء من يجب أن يؤلوا كل التأييد والتشجيع والدعم والتحفيز، والعمل معهم كجبهة إعلامية من على أرض واقع المعاناة. وقتها ستكون لكلمة الغاضب نفاذ إلى آذان الأصم في الحكومة الفاسدة، وسيكون هناك تغيير يلامس واقع، لا تغيير شطحات على مواقع التواصل، وثورات عقيمة من أمد الغابرين يمتد جذورها إلى عبق الفساد المبطن.