سنة ونصف وأنا في الساحل الغربي، سبعة عشر شهرا أقمت هنا مذ غادرت من تعز نهاية العام المنصرم وفي هذه الفترة عشت وعاشرت وحييت وعايشت كل شيء في البقعة الغبارية من الشواطئ المليئة بالرجال المدججين بالقضية لتكن منهم أيا كانوا إقضي صحبتهم أربعون يوما كما قيل في الأثر الاجتماعي والفلكلور الشعبي وأنا قضيت وأنا قضيتها لأثنا عشر مرة ومن المؤكد أنني خبرت كل شيء هنا وتعلمت من هنا كل شيء وعن التضحيات الكبيرة لكل هذه القوة مترامية الشجاعة في الساحل هذا الكل مؤمن بقضيته، تزيد هنا وتنقص هناك ولكن لا أحد يعيش هنا لولا أن لديه قضية فلا المال يجعلك تعيش هنا ولو كان أكثر من الرمال فلا أجمل من بلادك ومن بيتك ومن أهلك ولا أجمل من طينتك خاصة أننا كلنا من بلاد الجبال الزاهية والسهول المزهنقة والماء الحي والرفاق والحكاوي التي تحكيها لحظات المدن ذات الرائحة الخمرية وحبيبات الروح صنعاءوتعز وريمة ومن إب وشبوة ومأرب وأبين والمحويت وحجة والضالع وعدن والبيضاء وجهات البلاد كلها وذمار وكل زاوية في اليمن ترونها هنا في قبس يضيء البلاد أنا صحفي ومن المؤكد أنني عاشرت أمثالي أكثر،وعشت مع أقراني في هذه الزاوية المليئة بالعلو والسقوط بالكلام والصمت بالحرف والحبر زاوية الكتابة والصورة وهي سلطة أولى ولم تعد كما قيل من قبل الرابعة كما أخبرتكم : خبرتهم أكثر والذي وجدته هنا تشكيلة عظيمة ولا أقل لكن هل هناك ما يفوق العظمة ؟ نعم ، هناك أكثر من العظمة وهي الفرادة، تتفرد عما سواك وتعلو عما غيرك بشكل مختلف وأن تكون النادر نعم : النادر، وقليل المثال ثلاثة أشخاص هم خالص تجربتي الحية، حتى اسماءهم توحي بالفرادة ، هم النبيل والأمين والناصر، تخيلوا حجم البذخ في مسمياتهم الجليلة فنبل وأمانة ونصر ولكل واحد منهم حكاية ولكل منهم أحكي الجميع كما قلت هنا لديهم القضية ولكن هؤلاء قضيتهم فوق الجميع ولم يصل اليها من الصحفيين أحد كما يخيل لي فلربما هناك من لا أعرفهم وهم فوق ظني وخارج مقالي لكنهم هؤلاء الثلاثة هنا خالص تجربتي وداخل بؤبؤ عيني عملت معهم وعشت معهم ونمت معهم وأكلت معهم وقضيت أوقاتي معهم وتخاصمت معهم وفيهم وخذلتهم بأشياء كثيرة حسناً ، دعوني أكمل لكم،أنا لست مطبلاً بل منتميا للانسان وكم من مرة شرحت هذه النقطة أنني أكتب عن الحي وكل من كتبت عنهم من قبل كتبت من خالص قناعتي ولم أعرفهم أو قرأوا حتى ما كتبته فأنا أنبع وأكتب من وافر إيماني فقط،فلا تسيئوا بي ظن تملق المدراء أعلم، كل العلم، أن هذا النص سوف يغضبهم ولكن واجب أن أكتبه وأن أقوله وأن أصرح به عن نبيل الصوفي سأكتب وايمانه وعن نقده وعن طريقه المشوك وطريقته في قول كل شيء دون خوف أو تحاشٍ منه لتهمة أو مسبة أو خشية منه لكبير أو صغير أو محاباة منه للجماهير في السوشيال ميديا فنبيل الوحيد الذي لم تستبده الاعجابات ولم يبحث عن ذباب يطريه أو شعور زائف يغذيه يقول كل شيء ولو يخسر من قوله كل شيء وهذه حالة فريدة في وقت ملبد بالتصفيقات فقط وهذه حالة واحدة في وقت كم من الكبار تحولوا الى ذباب فلا تجد نبيل الا في صف وحده لا يأبه لما يحوم في كل البلاد،لا يا سادتي، وقد هز فيني العظمة الجميع صف وصفوف ونبيل وحده، وما أنبل أن تكون صفاً وحيدا وتصبح روحك ألف صف وأما الوائلي، أمين الوائلي الأديب والأريب والصحفي الذي لا غبار لديه لأنه أعلى من الغبار وأدق من الضوء وأفهم من كل فذلكات الفهمة وأجمل ما فيه القضية فهو مستعد أن يموت دون أن تعرفونه من شأن هذه القضية، كافح ونافح منذ أمد ومن قبل صنعاء وما بعد صنعاء وبكل ما يحيط بهذه البلاد من شرور والحوثي لم يصبح بعد ويمسي ولم يكن حدثاً حادثاً يعمل أمين من منطلق إيمانه ومن صلب قناعته لا من كونه مديرا لموقع ينطق باسم كل هذه الملحمة بل لأنه أمين الذي تشرب واشرأب بالجمهورية الكاملة والجغرافيا المتكاملة ثم عبدالناصر المملوح،ترونه بشكل فوضوي من خارج سياق القلب والعقل وتتحدثون معه فتقولون : هذا الرجل يعرف فقط كيف يبتسم ولكن عندما تقتربون منه تجدون ما يشبع ايمانكم من الاصرار والعزيمة والايمان فتنبهرون منه، وعليه لعبدالناصر المملوح عائلة لها ثراء في أميركا أب وأم وإخوة ودعوات ملت من أذنيه للذهاب والعيش في نيويورك ومنهاتن ولوس أنجلوس ولكنه فضل هذه البلاد وهذه المعركة المقدسة من أجل البلاد هل يا ترى من أجل ألفي ريال سعودي،حدثوني، أم لأجل مه؟ القاسم المشترك بين ثلاثتهم القضية، جمرة القضية تشتعل في أدمغتهم، من نيوز يمن الذي يخص نبيل الصوفي الى موقع الساحل الغربي الذي يشغله أمين الوائلي الى الاعلام العسكري في المقاومة الوطنية الذي يديره عبدالناصر المملوح أبصم بقلبي، وكل حواسي، وأكتب بدمي ولو لم يكن أمامكم دمي هذه الحقيقة التي لا مناص منها فلا المال جلبهم الى هنا ولا المصلحة أقدمتهم ويستطيعون أن يكونوا بمحل أكبر وأكثر وأن يكونوا ببلاط الملوك وفساطيط السلاطين وبدواوين الوزارات لو أنهم ينحنون لشهوة الثراء والأبهة وأن يكونوا أكثر مما هم الآن عليه لو أنهم سهل المنال لأحد بأيهم اقتديت أهتديت،بنبيل وبأمين أو المملوح فماذا لو أن الثلاثة هم قدوتك وهداك كما هم لي ..! أشعر بالجلال في رحابهم والشموخ بوجودهم فهم هداة لا دناة وهم رأي لا أقنعة وهم حقيقة لا وهم أو فقاعات يرمون الريح فيكبلونه يقولون الكلمة ولو لم تعجب الكل فهم الكل ولو غارت من كلماتهم عروش المصلحية فهم ركلوها وسيركلونها وهم قوام وعماد اعلام الساحل الغربي لتعرف الرجل عليك أن تخبر طريقته في التعامل مع حوله الذي لا يحسد او يغير ولا يدرك أو يجري خلف بهرج أو مصلحة فهو الرجل وبهؤلاء كانت هذه الصفات فهم يهربون من كل المناصب ويتركون خلفهم كل النياشين ويعيشون بالظل بلا ملاحقة للصفوف الأولى مثل كثيرين في شرقها وغربها وجبالها وسواحلها ، هم الأدق هم الصورة الحية للحراس والعماليق وللسمرة التهامية هم أنا وأنا هم وهذه من قلبي ولا أدري ما هي قلوبهم بالنسبة لي وهل خبروني هم كذلك . #عبدالسلام_القيسي