سنة كاملة مرت وأنا في المخا في هذه الليلة كنت بسكن اذاعة صوت المقاومة في الساحل الغربي وكان هذا الأسبوع الذي غادرت فيه من تعز بعد ترهيب الجماعة الى هنا حيث رجال المشتركة وحيث المقاومة الوطنية والساحل الغربي الذي ينتمي لكل هؤلاء من كل مدينة ولمعركة الوطن وللجهات كلها ، كل الجهات ، لي ولك .. سنة كاملة في الساحل الغربي شاركت المقاومة تفاصيلها وعجنت روحي بالغبار وتمرغت بهذه القوة الجبارة وقست عنفواني من شارع صنعاء الى باب المندب وتأملت بالرجال الذين يعجنون شجاعتهم بجمهوريتهم في جبهات العز والشرف وفرحت بالانتصارات ومنجزات حراس الجمهورية وشاركتهم تبجيد شجاعتهم وكتبت عنهم ولأجلهم وجعت وقضيت أياما صعبة وكلنا نقضي هنا صعوبات جمة واشتقت وبكيت وشكوني واشتكيت وأحببت تعز مدينتي أكثر من اللازم وتعرضت من رفاقي لشتائم ومسبات ولم أردها عليهم فهم سنة كاملة في الساحل الغربي ملأت الفراغ بين القيثارة وقلبي،ولأول مرة شعرت أنني قدمت شيئا منذ ولدت، شعرت أنني أديت واجبي تجاه هذا الوطن وكفرت ذنب الصمت فكنت أنا الشارد قبل مجيئي الى هنا أضعت البوصلة وفي المخا كانت بوصلتي الحقيقية التي بحثت عنها زمنا ، وفتشت عنها في المنافذ والمدن والأرصفة وحفظت سحنة الشوارع ونمت في العراء ولكنني وجدتها مرسومة بهؤلاء الرجال كتبت كثيرا هذه السنة في الفيسبوك وتويتر وفي الوسائل الأخرى ، كتبت عن الطارق وعن الحراس وعن تعز وعن الحمادي وضد الحوثي وعن القبيلة والقبائل والجديلة والجدائل ولمتني وكالة 2 ديسمبر ولمني نيوز يمن لمني أيضا الساحل الغربي ولمتني اليمن اليوم ، وطارت كتاباتي الى كل فج وزاوية وأفرحت قوم وأحزنت آخرون وصفقوا لي وهناك من شتمني بشدة ما أجمل هذه السنة سنة جميلة بلقاء قيادتنا الفذة وبتشاركي مع الأفذاذ كلهم هذه الأبجدية ، سنة فيها صلاح الحيدري وعبدالناصر المملوح وفيصل الصوفي و نبيل الصوفي ومحمد أنعم وعادل النزيلي وكامل الخوداني وأحمد غيلان والملهم الكبير أمين الوائلي فأنت لا تندم على سنة مضت تعرفت فيها على أمين الوائلي ولا تنسى سنة عشت فيها أياما جميلة مع الراحل أحمد الرمعي وبكيت فيها كثيرا له وعنه ، هذه هي التعاسة الوحيدة والكبيرة سنة في الساحل الغربي عدت أولها الى تعز وتعرضت للاعتقال وخرجت وغادرتها الى النهاية وها انا هنا أتمنى أزور تعز ، سنة جسدتني صورة أمام سيارة الصماد الصريع ، سنة بجدت وعسجدت وكتبت عن الثورة في ذكراها وعن ذكرى الأمين والزعيم في ذكراهما وكتبت عن التفاصيل وتفاصيل التفاصيل ونسيت الحب والعشق الانساني والالهي فالحرب لا تدعك تفكر بالحب سنة كاملة في رأسي طرقات العالم مرت من دماغي الأزمنة الشاردة سكنت قلبي الملاجئ والسجون وصلبوا الشبيه هنا :على هذا الجسد الخشبي . أحتفل بمكان من النصر وبألوية الجمهورية التي تبجد أطرافي ، وحواف البلاد بالأصدقاء والشهداء والرجال وبقادتي، وهأنذا أقبل كل أحد فيهم، سنة تعرفت فيها على المخاوي والتهامي والريمي والحجي والإبي والعتمي والأبيني واللحجي والعدني والشبواني والمرادي، فهم هنا كلهم يشكلون مشتركة لا مثيل لها أبدا.. لهذه البقعة المباركة؛ السلام السلام على الأرواح التي تعمل هنا والتي ترتب هنا شريعة الحياة فالساحل وهذا يكفي أن يهب الوطن قلادة من ماء ومن الريح بنادق وتاج . سنة من حرب الحرب ليست قذرة ،الحرب صابونة البلدان؛ لنغتسل من أوساخ الطغاة لولا هذه الحرب لما عرفنا الطريق جيداً ومضينا بثقة نقتلع الحوثي : هكذا يقول الجندي في المعركة، له المجد سنة في الساحل الغربي تعرفت على رفاق عن بعد لكم أحببتهم فهم حقيقة في زمن الوهم وهم أوفى من بعض من عرفت ولم نلتق ، سنة جعلتني أدرك الخبيث من الطيب والحرف من الحرب والسكين متى تأتي من الخلف والأمام فلكم يا كل رفاقي في الفيس بوك : كل الحب لكم ، والشكر #عبدالسلام_القيسي