استطلاع / صالح الجرداني في خضم التنافس الشريف في الاعمال الخيرية والحماس المنقطع النظير بين الشعراء ومشجعيهم والمشاركين من كل بقاع الأرض في مسابقة الشهيد القائد ابو اليمامة التي دشنت قبل شهر من الزمن اي من الرابع من فبراير الماضي واشترك فيها 31 شاعرا وحققت خلال فترة وجيزة مبلغ وقدره حوالي ثلاثة مليارات وستمائة مليون ومئة واثنين وخمسون ريال يمني يعود مردودها لصالح مشروعي طريق الشهيد ابو اليمامة العسكرية مشالة المفلحي . الذي تبلغ مسافته 26 كم على مرحلتين أنجز منه 6 كم شق بتكلفة وقدرها ستة مليون دولار وكذلك مشروع طريق الفقيد صالح بن نصور . عدد قرى مشالة المترامية الأطراف 75 قرية وعدد سكانها 30 الف نسمة. ومساحة مشالة كبيرة تعادل مساحة مديرية . الجدوى الاقتصادية للطريقين .يشتهر وادي اشدد ووادي ضول بزراعة الحبوب بمختلف أنواعها واهمها الدخن وزراعة البن اليافعي وتربية المواشي واهمها الأبقار والأغنام وتربية النحل التي تنتج العسل .وهناك توجد مناطق اثرية سياحية مثل منتزه قمة بساء وشوبان وخنيم والعثمانية ومنتزه أسفل وادي ضول ووادي بناء السياحي بديع المنظر الذي تمر الطريق فيه على ضفة الوادي . وفي زيارة فريدة هي الاولى من نوعها تحرك موكب الوفد الزائر منذ صباح يوم الخميس الباكر من كل مكان ليتم تجمعهم في منطقة العسكرية فتوافد الجميع حسب التوقيت المتفق عليه مسبقا وكان في مقدمتهم الرجل الفاضل الشيخ محمود علي والد الشهيد البطل ابو اليمامة فتحرك الوفد بموكب كبير من السيارات يقل الشعراء ورجال المال والاعمال والقيادات العسكرية والمدنية رفيعة المستوى وإدارة ولجان المسابقة والمشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية. انطلق الموكب بسرعة فائقة كالبرق في الطريق الاسفلتي حتى وصلنا مدخل مشالة مصنع الرجال والبطولات بداية مشروع طريق الشهيد البطل ابو اليمامة وشاهدنا على يمين الطريق صورة قائد وبطل الجنوب أبا اليمامة فواصلنا الرحلة حتى بانت لنا الشمس في كبد السماء وانظارنا لم تنقطع من مشاهدة الساعات لأن الوقت قصير والرحلة طويلة المسافات والمهمة كبيرة والطريق ترابية ضيقة متعرجة وتصاريس قاسية مرينا بمسافات في طريق المشروع فشعرنا بالطمأنينة والراحة وكان لنا امل أن نستمر ولكن عدنا من جديد تهرول بنا السيارات كأننا في قارب تتلاطمه الامواج في البحر . أننا نعيش في أيام الشتاء الذي يقصر فيه النهار ويطول فيه الليل. دخلنا طريق ترابية ضيقة في وادي اشدد وأغلب الوفد الزائر لم يتوقع بأن مشالة البطولات والفداء والرجولة ومصنع الابطال ومنبع الأصالة لم توجد لديهم طريق تليق بمستوى ما يقدموه من تضحيات جسام من أجل استعادة وطن مسلوب الارادة كانت حركة السيارات بطيئة لوعورة الطريق وضيقها وتعرجاتها حتى وصلنا بداية العمل بالمشروع فتنفسنا الصعداء وفي مفرق الطرق بين الواديين اشدد ويمن تحرك الموكب باتجاه قرية الشهيد البطل الذي ضحى بحياته من أجل سعادة الآخرين أنها طريق ترابية ضيقة تجرفها وتخربها السيول متى ما نزلت من شعاب وادي يمن وعندما وصلنا قرية الشهيد البطل ابو اليمامة شاهدنا بيته الصغير المتواضع . إنه ذلك البطل الذي كان بيته الكبير الجنوب . استقبل الوفد أبناء الرباطمسقط رأس الشهيد ابو اليمامة استقبالا حارا وفي مقدمتهم عيال بن علي بن صالح مشائخ مشالة الشيخ محمود والد الشهيد البطل ابو اليمامة وعمه الشاعر زين احمد علي ابو حامد ورجل الخير والوفاء والطيابة مختار محمود اخو ابو اليمامة وإخوانه حاتم ووجدان . ورحبوا الأهالي باطلاق العيارات النارية في الهواء فرحا واعتزازا وتقديرا بالوفد الزائر وما هي إلا فترة قليلة من الزمن جلسنا مع هولاء الرجال الابطال وودعناهم وديارهم الطيبة التي يكاد الحزن يملئ أجوائها وشعابها وواديها للفراق الطويل لذلك الرجل الذي عاش وتربى فيها أنه الشهيد البطل ابو اليمامة صاحب المشروع الجنوبي الكبير. عدنا الجميع إلى حيث انطلقنا من مفرق وادي اشدد لنواصل الرحلة وكان للوفد الزائر وقفات عند كل قرية للرد على المستقبلين الذين خرجوا من بيوتهم يحيوا ويرحبوا بالجميع كما عهدنا ابناء مشالة الطيبين بكل حفاوة وتقدير . وبدأت السيارات تتسلق الجبال وسائقيها على حذرا كبير في طريق ضيقة وشديدة الارتكاز اغلبها مرصوفة بالحجارة ومرينا بعددا كبير من القرى والبيوت المعلقة بالجبال كأنها الكواكب في السماء التي تنتظر بحرارة وصول الطريق إليها التي عبرها ينعم أهلها بالمشاريع الخدمية والتنموية وما هي إلا سويعات قليلة حتى وصلنا تي قرى التي تقع على سفح الجبل استقبلنا الجميع بالتراحيب الحارة. وعلى يسارنا قرية الشهيد البطل بن شجاع واخوه محمد شاعر الثورة الجنوبية فرفعنا أعناقنا إلى السماء فإذا بنا جبل بساء وكأنه كوكب المريخ وتلك الغرفة المشيدة أعلى قمته السفينة الفضائية . وعندما وصلنا أسفل تلك القمة التي تعتبر أعلى قمة في مشالة جلس الجميع للراحة لبعض الوقت على الطريق الضيقة التي تنتظر الجميع اصلاحها وتوسيعها والتي تشرف على قرية الحواشب والقرى المجاورة لها بعد تعب وعناء ومشقة الطريق. تحرك الوفد من بساء التي تشبه الجزيرة وسط البحر والوقت يقارب صلاة الظهر ومر قرية المسن واستقبلوه اهل بن مفلح وهم احد عقال مشألة . دقائق معدودة تجاوزنا طريق تل عبوب المرصوف أغلبها بالحجارة وهي معلقة وسط الجبال كأنها قوس قزح بالفضاء. وكالعادة أهالي رهوة مشالة استقبلونا بالتراحيب باطلاق العيارات النارية في الهواء وكانت نقطة المفرق بين طريقي ابو اليمامة وطريق ضول وبدات السيارات تتزحلق في الطريق المرصوفة بالحجارة أمام عقبة بن عجيل حتى وصلنا وادي ضول الفسيح وطريقة الضيقة التي لا تتسع إلا لسيارة واحدة فقط وكان أبناء مشالة البطولة والشموخ منتظرين لاستقبال الوفد منذ الصباح الباكر وحين اقتربنا من منطقة البياضة وسط وادي ضول. اكتضت الساحة بالناس وكانوا على اهبت الاستعداد لاستقبال الوفد الزائر فتبادلوا التراحيب بإطلاق العيارات النارية الكثيفة معبرين عن فرحتهم بقدوم الشعراء وأهل الخير واللجان إلى منطقتهم المحرومة من الطرقات ومن ابسط وسائل الحياة فوصل الوفد ساحة المدرسة والجميع يحيوه بحرارة وبحفاوة كبيرة تغمرها الفرحة والسعادة. وتعانقت الأرواح بقلوب رحيمة ونفوس طيبة يملاءها الحب والمودة . لعمري لم اشاهد مثل هذا اليوم الجميل وهذا الحضور الكبير والحماس الفياض الشديد الا في مشألة الوفاء والاستبسال. وعلى شرف هذه الزيارة الفريدة من نوعها أقيم احتفال كرنفالي عرائسي كبير اشرقت الابتسامة على وجوه الحاضرين جميعا . حيث قدم برنامج الاحتفال شاعر الثورة الجنوبية ابو سالم الجحربي وبداء الشيخ حمدي بن عجيل كلمته الترحيبية وألقى مختار محمود اخو ابو اليمامة كلمتي أسرة الشهيد وأبناء مشالة . وكلمة يحيى احمد اسكندر تحدث فيها عن ادوار ومعاناة أبناء مشالة وكلمة وزامل الشاعر محمد سالم الكهالي الذي اشعل روح حماس الجماهير وصفقوا له تصفيقا حارا عندما أعلن عن مفاجئته بتبرعه بجنبيته وذهب زوجته لصالح مسابقة ابو اليمامة . واعقبها كلمة الاستاذ عادل سعيد الماتري عن لجنة مشروع ابو اليمامة وكلمة الشاعر عصام النمر التي اختتمها بزامل حماسي. وقصيدة شعرية للشاعر بدر الجهوري المرفدي وزوامل للشاعر ابو سالم الجحربي .وبهذه المناسبة تبرع الشيخ عبدالرحمن الفنيع ب 500 صوت للشاعر فهد جعموم . وتبرع نشوان القهبي ب 100 صوت للشاعر ابو فارس الرشيدي 200صوت و256 صوت توزع على جميع الشعراء .وقدم نائف الحكمي اجار 6 غرف و6 غرف من الشيخ عبدالرحمن الفنيع لايواء الوفد الزائر في الحلببلين . وعلى شرف هذه الزيارة قدموا أبناء ضول الكرماء الشهماء وجبة غداء للحاضرين جميعا . وبعد تناول وجبة الغداء واصل الوفد الزائر رحلته المكوكية السريعة التي تنتهي بيوم واحد فقط من أسفل سلم ومرت السيارات وسط وادي ضول الفسيح الذي يعتبر أكبر وديان يافع مساحة وشاهدنا العديد من القرى المتناثرة يمينا ويسارا على ضفة الوادي حتى وصلنا أسفله الذي تناقصت مساحته حتى صار ضيقا ومرينا وسط المياه التي تهدر دون أن يستفيد منها للزراعة بسبب إهمال الأنظمة المتعاقبة وعدم اعتماد مشروع زراعي يستفاد منه المواطنين . طلعنا من أسفل الوادي بطريق انسيابية حتى وصلنا سلسلة جبلية طلوعا ونزولا إلى أن وصلنا الفرش وهى منطقة استراتيجية هامة ذات مساحات كبيرة وواسعة تشرف على وادي بناء السياحي. ومن نهاية الفرش تزحلقت بنا السيارات في طريق ضيقة أغلبها مرصوفة بالحجارة حتى وصلنا وادي بناء التي تجري فيه المياه على مدار السنة وهي منطقة سياحية سيزيدها أكثر جذبا وحركة سياحية عند وصول الطريق إليها. لقد عسعس الليل عند دخولنا وادي بناء السياحي أسفل عراعر وهي بداية عمل مشروع طريق الفقيد صالح بن نصور (العسكرية بناء ضول المفلحي) ومسافته 28 كم يشق منها حاليا 6 كم بعرض 4 متر من أسفل الفرش إلى دلة بمبلغ وقدره 35 مليون ريال سعودي . كانت السيارات تتنقل في أماكن مختلفة بالوادي وتذكرنا الفقيد المناضل صالح بن نصور التي سميت الطريق باسمه تقديرا واعتزازا لدوره النضالي في الثورة الجنوبية عند مرورنا أمام منزلة الكائن على ضفة وادي بناء .وعلى الجهة الشرقية تقع منطقة كنظارة معقل الثوار الأحرار التي احتضنت الرئيس الأسبق سالم ربيع علي إبان النضال المسلح ضد الاستعمار البريطاني ورفاقه الاشاوش. ووسط الوادي الفسيح الذي تضيق فيه الطريق والمياه تقمر جزء من السيارات يالهو من منظر ليلي بديع الجمال ممزوج بألوان انوار السيارات وكانت حركة السيارات تتمايل وتتارجح كأننا وسط قارب تتلاطمه الامواج وفي نهاية وادي بناء مرينا بطريق ضيقة وتتسع في نهايتها حتى وصلنا مدخل المشروع في منطقة دله خط الدامر وبهذا تنتهي رحلتنا المكوكية إلى منطقة مشألة الباسلة..