هكذا وبقدرة قادر تدحرجت كرة الثلج وبوتيرة متسارعة لتظهر حجم الفساد المهول الذي يمارس من قبل أعلى قيادات الدولة دونما مراعاة لقداسة القسم الذي أدوه أمام الله أولاً وأمام الشعب ثانياً بأن يؤدوا الأمانة ويصونوا النظام يرعوا حقوق المواطن وأن يحافظوا على أمن البلد واستقرارها وتنميتها . هذا ما يتراءى من غول الفساد في الأفق البعيييد من خلال التراشق الإعلامي لقيادات ذات ثقل في السلطة . وتلك لعمري طامة كبرى وخيانة عظمى وطعنة نجلى . ربما لا يتبادر إلى أذهاننا أن يصل الاستخفاف بحال المواطن ومعاناته والمتاجرة بأوجاعه وآلامه من قبل تلك القيادات التي تتسنم أعلى هرم السلطة إلى هذا المستوى الغير مسبوق والغير معقول . لقد فاحت رائحة نتنة من خلال كوة صغيرة جدا فتحت بأقدار الله من غير قصد هوامير الفساد لتعطي مؤشراً على أن هناك بحوراً من الفساد يسبح فيها الفاسدون دونما رقيب ولا حسيب.. وما تلك الرائحة النتنة التي فاحت من حجم الفساد إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود أوعلى قول المثل ( لم يتبين من الجمل إلا أذنيه ). فلك الله أيها الشعب المطحون.. ألا تدري أن كل أولئك الهوامير يمارسون ذلك الفساد المهول لأجل عيونك ولحماية مصالحك أنت . ألا تعلم إنهم إنما وصلوا إلى كرسي السلطة لكي يخدموك أنت وحدك . ألا تعلم أنهم يجهدون أنفسهم لابتكار أحدث وسائل غسيل الأموال والتلاعب بموارد البلاد وكل ذلك لأجل مصالحك أنت . فأف لكم يا من تعتبرون أنفسكم قادة وسادة وريادة . ماذا أبقيتم لكم من شرف القسم وقداسته الذي أديتموه أمام الله وأمام الشعب ؟ ماذا أبقيتم من قيمة الأمانة التي أرتضيتم أن تتحملونها ؟ ماذا أبقيتم لأنفسكم من فضيلة الحياء ؟ أي أنسلاخ أخلاقي وصلتم إليه ؟ وأي قلوب وضمائر تحملونها بين ظهرانيكم هي أشد صلابة من الصخرة الصماء ؟ أي درجة من الاستخفاف بمعاناة الشعب بلغتموها ؟ بل أي منزلة هزيلة أنزلتم بها أنفسكم بممارسة الفساد والتففن في اختلاس أموال الشعب تفوق الخيال !!! لماذا نزلتم هذه المنزلة من الهوان والذل لتلاحقكم لعنات الضعفاء والمظلومين ليلاً ونهاراً ؟ هل تظنون أن التلاعب بالمال العام والمتاجرة بآلام المتألمين... ذكاء وشطارة وحذق ؟ كلا كلا ... إننا لعلى يقين جازم بأن دعوات ولعنات المظلومين لن تترك لكم جنباً ترتاحون عليه في الدنيا ِ..لأنها سهام مسمومة وطعنات مجنونة ولفحات محمومة . لا تفكرون أنه باصراركم وعنادكم على سحق الشعب والرقص على أناته وأوجاعه ...تتحدون تلك الشريحة الضعيفة.. بل أنتم بهذه السلوكيات الشاذة تتحدون رب أولئك المستضعفين ... فأنى لكم قوة ومنعة وطاقة تمنعكم من قوة وبطش رب أولئك المظلومين ؟ لقد انتهى الأمر أيها القادة... فقضية أولئك المظلومين رفعت إلى محكمة العدل الإلهية وهم فقط منتظرون الرد وصدق الله إذ يقول : (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) هو فقط يمهل ...لكنه لا يهمل سبحانه . فيا ألله.. أي حماقة ترتكبون في حق أنفسكم أولاً وبحق الشعب ثانياً بسلوككم هذا الشاذ المنافي للقيم والأخلاق ورعاية الأمانة ؟ وأي طاقة لكم بحرب الجبار المنتقم ؟ فارفقوا بأنفسكم وعودوا إلى رشدكم وأقلعوا عن فسادكم ...فلكم عبرة في نهاية كبار الفاسدين ومآلاتهم التعيسة على مدار التاريخ ...فهل من مدكر ؟ ومع ذلك كله نوجه دعوة لنواب الشعب الذين انيطت بهم مهمة مراقبة أداء مؤسسات الدولة أن يقوموا بواجبهم الأخلاقي والدستوري والقانوني لكشف حقيقة الفساد الذي فاحت رائحته من خلال الجدل الاعلامي وإيضاح الأمر وإطلاع الرأي العام على نتائج تحقيقات شفافة عن حجم المخالفات المالية التي تمارس في أعلى هرم السلطة . كما نتمنى على سيادة الأخ الرئيس أن يشرف إشرافاً مباشراً على متابعة منابع الفساد وإحالة الفاسدين إلى القضاء .