تشهد محافظة مارب معارك طاحنة بين الحوثيين والشرعية تصدر القادة العسكريين واجهت المعارك وهي علامة فاصلة على سعير المعركة فعشرات القيادات العسكرية سقطت في قلب المعركة رافضة السقوط او المساومة لمعرفة الطرفين أن المعركة معركة مصيرية تقرر لمرحلة جديدة يرسم معالمها المنتصر في ظل صراع عربي إيراني عنيف يبحث كلاهما عن هزيمة الآخر متخذين من ارض مارب واليمن ساحة لفرض شروط التفاوض من منطق القوة وهو ما باتت تدركه العربية السعودية الحليف الرئيسي للشرعية اليمنية . فالحرب الدائرة بمحافظة مأرب تجاوز كل المساومات وتخطت حدود مناورات السياسية لتخوض جانب عسكري خالص وهو ما دفع بطهران لرمي كل ثقلها وحشد امكانيتها وتقديم مالديها من خبرات تسخرها لاسقاط مارب يقابلها سقور الجو السعودي العامل القوي والرديف المساعد لقوات الجيش والقبائل المدافعة على الأرض . لشهر الرابع على التوالي والمعارك على اشدها ماجعل من مارب ساحة استنزاف كبير فقدت فيها مليشيات الحوثي أبرز قيادتها العسكرية والامنية ماجعل منها كابوس يؤرق الحوثي ومن خلفه طهران رغم تكلفتها الباهضة لأنها مصيرية ولا يمكن التنازل عنها بسهولة للطرفين . في المجمل لن تسقط مأرب ولن تكون نزهة كسابقاتها في ظل رفض أبنائها للحوثية واستعدادهم للتضحية مهما كان حجمها الى جانب اعتبارها معركة التحالف مع طهران فسقوط مأرب بعد هزيمة التحالف قبل أن تكون هزيمة الشرعية. لن يعود الحوثي من معركة مارب كما كان في الماضي فكل يوم يفقد الكثير من قياداته البارزة والمتمرسة ممن عملت إيران وحزب الله على تدريبهم وهو ما يدركه الحوثيون وحلفائهم وليس بمقدورهم العودة لما لها من تبعات وخيمة على مستقبلهم السياسي ولن تقبل الشرعية والتحالف سقوط مأرب بيد مليشيات طهران لتفادي لهزيمة عسكرية وسياسية تكون عواقبها تقوية طهران وتحولها الى ورقة مساومة مرعبة . من يتخيل أن سقوط مارب بات وشيك فهو يجهل حقيقة المعركة وحجم الرهان المبني عليها