النجاح الفني الكبير الذي حققه نادي برشلونة الإسباني في الأعوام المنصرمة على الصعيدين المحلي و القاري لم يرافقه نجاحاً مالياً ، حيث تكبدت خزينته خسائر هامة كان بإمكانها تقليص الديون المتراكمة عليه و ذلك بسبب إبرامه لصفقات لم تأتي بثمارها وكانت صفقة انتقال المهاجم دافيد فيا الى اتلتيكو مدريد مقابل مبلغ زهيد فرصة لإعادة قلب الصفحات القديمة . فكانت صفقة فيا من أبرز الصفقات الفاشلة التي ابرمها البارسا على مدار قرابة عشر سنوات ،و يبدو ان البطولات الإسبانية و الأوروبية و العالمية سواء الجماعية أوالفردية التي حصل عليها زملاء النجم ميسي غطت على الصفقات الفاشلة .
وبحسب تواريخ عقد الصفقات فإن الرئيس الاسبق خوان لابورتا يتحمل النصيب الأكبر من مسؤولية الخسائر المالية الكبيرة التي تكبدها النادي على اعتبار انها تمت في عهده و بدوره يتحمل المدربان الهولندي فرانك ريكارد والإسباني بيب غوارديولا نصيباً من المسؤولية بما انه كان بإمكانهما تفاديها او تفادي بعضها لتقليص الخسائر .
وقد بلغ مجموع ما خسره النادي 170 مليون يورو نظير ثماني صفقات صنفت على انها فاشلة في تاريخ النادي ، حيث خسر 63 مليون يورو في صفقة المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي اشتراه النادي عام 2009 من إنتر ميلان مقابل 87 مليون و لم يشارك معه سوى موسم واحد ليقوم ببيعه لميلان مقابل 24 مليون فقط .
كما خسر 15 مليون يورو في صفقة البلاروسي الكسنر هليب الذي اشتراه من أرسنال عام 2008 ثم اضطر للتخلص منه في صفقة انتقال حر بعدما اعاره مرات عديدة ، كما خسر 16 مليون و نصف المليون بضمه للبرازيلي انريكي الذي رحل هو أيضاً حراً .
و خسر برشلونة 10 ملايين يورو في انتقال المدافع الأوكراني ديميترو تشيجرينسكي الذي جاء من شاختار إلى النو كامب مقابل 25 مليون يورو عام 2009 ، و بعد موسم واحد لم يستفد منه برشلونة ليعيده مجدداً لشاختار و لكن مقابل 15 مليون فقط.
وفي عام 2008 أشترى المدافع الاورغوياني مارتن كاسيراس من ريكرياتيفو بمبلغ 16 مليون و 500 الف يورو ثم باعه ب 3 ملايين و 500 الف يورو فقط اي بخسارة 13 مليون لنادي يوفنتوس الايطالي الذي جعل منه واحد من افضل مدافعيه .
وانتدب البرازيلي كيريسون من بالميراس ب 14 مليون في 2009 دون أن يلعب له أي مباراة رسمية و تركه يرحل مجانا.
و باع برشلونة المهاجم الارجنتيني ماكسي لوبيز بمليوني يورو بعدما اشتراه في عام 2005 بستة ملايين من نادي ريفر بلايت .
فيما كانت اخر الخسائر المؤلمة هي صفقة المهاجم الإسباني ديفيد فيا الذي جاء إلى برشلونة من فالنسيا عام 2010 مقابل 40 مليون و ليقوم ببيعه لأتليتكو مدريد بخمسة ملايين يورو فقط.
و تؤكد هذه الخسائر الباهضة ان الإدارة الكتالونية لا تولى اهتماما كبيراً للتسيير المالي بقدر اهتمامها بالجانب الفني ، كما تؤكد بإن وجود تشكيل ثابت منذ سنوات ساهم في فشل الصفقات الجديدة و يبقى الهاجس الذي يؤرق خزينة النادي هو فشل صفقة البرازيلي نيمار التي قاربت الستين مليون يورو ، خاصة ان وجود نجم بقيمة و حجم الأرجنتيني ميسي و طبيعة مزاج اللاعبين القادمين من امريكا الجنوبية قد يساهمن في الفشل و زيادة المتاعب المالية للنادي.