دخلتُ أحد المكاتب الخدماتية وإذا بي أشاهد فوق المكتب كميّة من الصحف وشد انتباهي عنوان في صحيفة (عدن الغد) قبل أسابيع وفيها بالخط العريض للدكتور يحيى الشعيبي (عدن أفضل من قبل 90م) وتابعت الحديث بالصفحة الأولى ويقول أنا وحدوي وحدوي وعلى كل حال بالنسبة للوحدة لا اعتراض عليها فهذا راية المهم بأن عرفنا نحن الجنوبيين بأن الوحدة لها أكثر من شكل وحدة قتل ونهب وفساد وظلم وقهر بجميع أشكاله ، ووحدة أخرى تنمية وعدل ومساواة وعزّة وكرامة ، وحدة القتل هي الوحدة الحالية والمفروضة ويحيى الشعيبي يؤيدها، أما وحدة التنمية والعدل والمساواة فهي وحدة الجنوبيين الذين كانوا يطمحون إليها والذي لا يمكن تحقيقها مع قوى صنعاء إطلاقاً أما حسب قوله بأن عدن أفضل مما كانت عليه قبل 90م ، فهذا كذب وافتراء وشهادة زور المثل يقول (إذا لم تستحي فاصنع ماشئت) وتابع حديثة بأنه نزل إلى عدن /المنصورة، وكل شيء تمام التمام وأنا أطلب منك أن تنزل مرة أخرى إلى عدن وقبل أن تنزل تمر على دكتور عيون على شان يسحب لك المياه البيضاء من عيونك وكذلك تمر على دكتور آذان عشان يصفي أذونك من الشمع عشان تبصر وتسمع حنين مواطير الكهرباء وهي تحّن أمام باب كل بيت ودكان ومطعم وهنا ستعرف بأن عدن قبل خمسين عام كانت أفضل من 2013م ، وأريد أن أسألك عندما كنت محافظ لمحافظة عدن هل نزلت إلى مستشفى الجمهورية ، عشان تعمل مقارنة بين الماضي والحاضر؟ وهل نزلت إلى أسواق عدن الشعبية عشان تشوف أوضاعها المزرية عندما كان الكيلو الصيد ب(3500 ريال) في عهدك وهل صليّت في أي مسجد من مساجد عدن فرض واحد جماعة عشان تشوف نساء عدن ورجالها وهم يشحتون حق الدواء بباب المساجد؟ وهل مريّت مرة واحدة في شارع من شوارع عدن عشان تشوف بنات في زهور العمر وهن يشحتين وأمهات على الرصيف في الشارع وعندهن من ثلاثة وأربعه أطفال يشحتين لهم اللقمة. وهل تعلم يا دكتور عن الصحة قبل عام 90م.؟
عندما كانت الطائرة أبو مروحة تطير إلى كل مناطق الجنوب في البر والبحر والجبل والسهل عشان تنقل الحالات المتعسرة إلى عدن للعلاج على حساب الدولة ، بالله عليك أعمل مقارنة بين الصحة قبل عام 90م وبعد عام 90م وأبناء عدن قبل عام 90م عندما كان يبحث عن سكن يحصل عليه بالتقسيط المريح وعندما كان يبحث عن وظيفة يحصل عليها؟ وعندما يريد الزواج يستطيع أ، يتزوج ، وأما اليوم فأنا أعرف من أبناء عدن بلغ عمره 45سنة ولم يستطيع بأن يتزوج وعندما تسأله لماذا لم تتزوج؟ يقول إلى فين لا عمل ولا بيت ، قبل خمسين سنة ما كانوا يقتلوا في بيوتهم ولا كانوا يقتلوا في الشوارع والقاتل مجهول يادكتور! وأنا أسالك كم نسبة الأمية في عدن قبل عام 90م وكم هي اليوم؟
وأعتقد أنك تنظر إلى عدن من ناحية المباني الذي بُنيت من بعد عام 90م وهذا شيء طبيعي كلما تكثر الناس تكثر المباني ولم تنظر إلى عدن من الناحية الأخرى وهو الإنسان ومعيشته لأنه ليس له أي قيمة عندكم ، عدن أفضل من قبل عام 90م في انتشار السلاح وأنته تشاهده فوق أكتاف أطفال مقنزعين يحلقوا أنصف رؤوسهم وعدن أفضل من قبل عام90م في انتشار المخدرات والحشيش والقتل والانفلات الأمني، يادكتور ماذا تعلم عن الشرطة قبل عام 90م ، عندما كانت في خدمة الشعب يحضروا غريمك بدون أي مقابل، أما اليوم عندما تشتكي لازم تدفع عشان يجيبوا غريمك ويذهبوا إلى غريمك ويأخذوا منه فلوس ويرجعوا يقولوا لك ما حصلناه ، ماذا تعرف عن النيابة عندما كان عضو النيابة لا يدخل مكتبة في الصباح إلا بعد أن يزور السجون في الساعة السابعة والنصف، ويسأل كل سجين لماذا سجنوك؟ أما اليوم يقضوا المساجين سنين بدون أن يسأل عليهم أحد. وماذا تعرف عن محاكم عدن عندما كانت تأخذ القضايا شهور؟
فبأي حال عدن أفضل من قبل عام 90م؟ في الكهرباء فقد كذبت ؟في الماء فقد كذبت ، في التعليم فقد كذبت ، في الصحة فقد كذبت، في المعيشة فقد كذبت ، في الأمن والاستقرار فقد كذبت ، في الإدارة فقد كذبت ، في النظافة فقد كذبت ، وقد كانت توجد عندنا منطقة المحاريق واحدة ولا نعرفها أما اليوم بفضل حزبك أصبحت عدن كلها محاريق ، عدن قبل عام 90م كان في نظام وقانون ، عدن بعد عام 90م فوضى ، عدن قبل عام 90م كانت في دوله وبعد عام 90م ما في دوله ، يادكتور أنت ومن أمثالك عايشين أبراج عاجية فوق فوق فوق لا تعلموا أي شيء عن عدن ولا عن اليمن ولا حتى عن جيرانكم ، قاتلكم الله يا أعداء عدن وأعداء اليمن والله أن الروس والنصارى أرحم بنا منكم أنتم والأخوان المسلمين ، يادكتور خل الطبق مستور أما تعلم أن عدن كانت قبل خمسين عام تنافس لبنان في تنوعاتها وإذا لم تستحِ قُل ما تشاء. الكاتب / حسين أحمد محمد البتول حرر بتاريخ : 29/6/2013م