الجندي الإسرائيلي أحاله الجيش للتأديب فمن يؤدب الفلسطينيين؟ هذا أول سؤال خطر على بالي حين قرأت الخبر وشاهدت الفيديو الذي ظهر جنديا إسرائيليا مرفوعا على أكتاف الفلسطينيين في عرس في الخليل ، مصادر أخرى قالت أنه في الجليل. لا فرق بين الجليل والخليل، فالجندي ببزته العسكرية وخوذته وبندقيته ، يعني بعدة القتل ، هو دائما جاهز لقتل عربي جليلياً كان أم خليليا. لا فرق بين قتيل وقتيل كما لا فرق بين قاتل وقاتل. شعرت بالعار يتلبسني من رأسي حتى أخمص قدمي.
هنا يجري الحديث عن خطأ فردي ارتكبه أناس قد يكونون أفرادا وقد تكون جماعة من البسطاء أو السذج، ومع ذلك يستفزك حتى النخاع، كيف إذن لا تستفزنا خطايا زعماء عرب يديرون غرف عمليات لقتل عرب آخرين كما يفعل بندر بن سلطان وغيره من "البنادر" العرب ومن الأراضي العربية لقتل أشقائه السوريين، يمهدون لدخول القتلة الأمريكيين لاحتلال سوريا وتقسيمها أو تسليمها لقمة سائغة للصهاينة كما سلموا فلسطين والعراق. أي عار أكبر من هذا العار وأي ذل أكبر من هذا الذل؟
هذا ال "بندر" يحاول أن يقدم رشوة لروسيا لتكف عن تحالفها مع سوريا، لم يكف عن دور الوسيط أو البوسطجي الذي ينقل رسائل الغرب لحلفاء الأمة، فعاد يجر أذيال خيبته، ولم يكفه أن فتح بلاده للقواعد العسكرية الأمريكية بل ذهب لأبعد من ذلك بأن فتح قواعد أخرى "غرفة عمليات " في الأردن. يا فرحتنا. صار عندنا غرفة عمليات. والله لو بعرف أزغرت ل " فعلت. لما احتلت فلسطين المرة تلو المرة لم نر ولم نسمع عن غرفة عمليات لبندر ولا لل "بنادر" الذين سبقوه وحين ضربت غزة لم نر ولم نسمع شيئا وحين ضربت العراق لم نسمع سوى دعم سعودي وخليجي للغرب، ولما.. وحين.
لا أدري كيف تركب على عقل عاقل كل هذه الأمور ، أمريكا تشتغل بمغزلها لتغزل مفاوضات سلام بين الاحتلال والسلطة، تغزل بساط سلام يمتص دم شهداء قلنديا وغيرهم ، وبذات المغزل تقرع طبول الحرب على سوريا وتغزل احتلالا لها كما غزلت احتلالا للبنان والعراق وأفغانستان وقسمت السودان. الحجة ذات الحجة: الكيماوي وحقوق الإنسان" والهدف ذات الهدف: مصالح أمريكا وأمن إسرائيل. طوبى لمن لهم بندر بن سلطان في الخليج العربي ونتنياهو وليبرمان في الشرق الأوسط .