الفنانة موضى الهاجري مصورة ضوئية متألقة في عالم التصوير الضوئي في قطر، وتمضي فيه كوسيلة للتعبير وللإنخراط في تفاصيل البيئة المدهشة التي تسكنها، وتقيم به رابطة وجدانية تعزز علاقتها العميقة بمكوناتها ومظاهرها . التصوير بالنسبة لها أداة للتعبير والإقناع توظفها إلى أقصى حد ممكن دون الخضوع إلى القوالب والتصنيفات ، بل إنها تتجاوز كل ذلك إلى المدى الأرحب وتمضي بالكاميرا إلى مساحات واسعة تشمل العالم بأسره ، لتصور كل هؤلاء الناس الذين يملأونه حياة لتسمعنا أصواتهم .
“رحلاتي في بلاد اليمن” هو المعرض العاشر تشارك فيه الفنانة موضى الهاجري الجمهور اليمني تجربة فنية فريدة امتدت على مدى ست سنوات ، تحكي فيه عن رابطة عاطفية قوية جمعتها وبلاد اليمن بمدنها وطبيعتها وسكانها .
الأعمال الفنية هنا تصور رحلات الفنانة إلى اليمن وتمثل جهدا متفانيا خلال الفترة الممتدة بين 2007 و2013 م تحاكي بلاد اليمن وشعبها في صور خلابة في جغرافيتها ومفاهيمها العميقة الأبعاد .
زارت الفنانة معظم المناطق والأقاليم الجغرافية اليمنية بصحبة زوجها أبو سالم الذي منحها الدعم والتشجيع والصحبة الفاعلة والرفقة المؤنسة في رحلات لم تخل من مخاطر التفاوض مع الجماعات المحلية الحاكمة ، والحكومة الرسمية اليمنية ، والسلطات الأمنية ، وزعماء القبائل وزعماء المتمردين ، بالإضافة إلى بذل كل جهد ممكن للسماح لها بالوصول إلى مناطق وعرة وخطيرة وجميلة ولتقول إنها مصورة قطرية كرست وقتها وجهدها لتحقيق طموحها وإرضاء شغفها بنقل صورة اليمن الجميلة وشعبها الطيب إلى العالم كله .
والمواضيع تتنوع في هذا المعرض بين ما يمثل العمارة التقليدية المتميزة والحياة الاجتماعية والثقافية والحضارية والتاريخية . كما أنها تكشف جوانب كثيرة لا يعرفها ولم يسمع بها من لم يزر اليمن من قبل ليراها هنا في أعمال الفنانة موضي الهاجري في معرضها “رحلاتي في بلاد اليمن” الذي يضم أكثر من 257 لوحة بدقة عالية ومرفق بها خرائط وتوضيحات تسهل على المتلقي والمشاهد قراءة الصور . ويعتبر هذا المعرض جزء من مشروع أكبر لا يزال العمل عليه مستمرا ، هو مشروع الفنانة موضي الهاجري الأساسي الذي تفخر( كتارا ) بعرضه وتقديمه للجمهور وتدعو الجميع إلى المشاركة في تلك الرحلات الساحرة في ربوع اليمن الجميل .
ولمزيد من التفاصيل وإلقاء الضوء على هذا العمل الرائع كان لنا هذا اللقاء :
حاورها /نايف السيد
- كيف كانت الرحلة في أول يوم لك إلى اليمن ؟
اول زيارة لليمن كانت لي دافع قوي لأقوم بتنفيذ الفكرة التي راودتني طويلاً في أن أترجم ما أشاهده على الطبيعة إلى صور وكانت رحلة جميلة وممتعة لا تخلو من المخاطر , فعند وصولي الى مطار صنعاء الدولي ثم إلى مقر الفندق الذي سكنت فيه بدأت التصوير في باب اليمن وخلال رحلاتي المتتابعة في 6 سنوات كنت قد تجولت بعدستي من باب اليمن حتى جزيرة سقطرى والتقطت آلاف الصور لمناظر متفرقة في أنحاء البلاد .
هل واجهتي صعوبات في أثناء رحلات التصوير ؟
نعم كان هناك تخوفاً شديداً جداً حينما رأيت الجبال الوعرة ومن كيفية التصرف تجاه بعض القبائل وتصرفات التي منعت التصوير في البداية لكنني وجدت من بدد مخاوفي وتعاون معي فقد قال لي احد المشايخ في اليمن أولاً عليك انا تأخذي معك أحد شباب القبيلة كدليل ومرشد ومن أجل عدم تعرضك لأي أذى لاسمح الله وحرصاً على سلامتك نحن هنا من أجل سلامتك .
ما هي أجمل صورة تم التقاطها بعدسة آلة تصويرك ؟
أجمل صورة لي هي شاطئ في جزيرة سقطرى التي تعتبر كنز طبيعي لليمن والخليج العربي .
كم عدد الصورة التي تم التقاطها بشكل عام ؟
حوالي أربعة آلاف صورة سوف أعمل على ضمها في كتاب إن شاء الله بعنوان الصور (رحلاتي في بلاد اليمن ) إلى جانب فيلم وثائقي يتضمن تلك الرحلات ويحمل نفس العنوان .
جوهرة في وسط البحر لابد أن تنتبه الحكومة لها ويهتم الجميع بها
- كيف كان اليوم الأول للمعرض ؟
كان طيباً وايجابياً من ناحية الاعجاب والحضور واشكر وزير السياحة اليمني ومجلس الترويج السياحي وسفير قطر لدى اليمن وكذا السفراء في اليمن الذي حضروا اليوم الأول .
- ما هي الصعوبات التي واجهتكم ؟
تجهيزات قاعة العرض لم تتم إلاّ في وقت متأخر ولم تكن جاهزة من ناحية شغل النجارة والأضواء وغيرها من الاستعدادات لاستقبال وترتيب الصور ولمثل هذا العمل , لكن بفضل الله وجهد أبو سالم ( زوج موضى ) تم استكمال العمل وتجهيز كل شيء خلال ثلاثة أيام فقط ,, وكانت معركة تحد مع الزمن انتصرنا فيها وأقيم المعرض في وقته المحدد ,, مع العلم أن الصور منع دخولها عبر مطار صنعاء في البداية إلاّ أن الأخ وزير السياحة تدخل شخصيا من اجل الافراج عنها .
- هل من الممكن أن تكون هناك معارض مشتركة للمصورين اليمنيين والقطرين في المستقبل ؟
نحن في قطر توجد لدينا جمعية قطر للتصوير وهى الوحيدة المخولة في مثل هذه الأمور والتي تنظم معارض المصورين داخل قطر وخارجها ,, وهناك مقترح بإقامة معرض صور لخمسة مصورين من دول عربية حيث يتنقل المعرض بين الخمس الدول من أجل نشر الصورة .
شجرة القات غير موجود في المعرض .. لماذا ؟
انا صورت شجرة القات في زياراتي لليمن وأحببت أن أخفيها عن المعرض وأتمنى ان تختفي نهائياً من اليمن , أنا إن شاء الله اتمنى عدم رؤيتها في المستقبل .
ما السبب في غياب بعض المدن والمناطق مثل المهرة ويافع ؟
بخصوص يافع والمهرة كان السبب يعود إلى شركة النقل , وأنا إن شاء الله سوف أقوم بزيارة مستقبلاً للمناطق التي لم تسعفني الظروف فيما مضى ,علماً أن لي زميلات في قطر من اهل يافع وسوف نرتب لها زيارة في العام القادم والمهرة سوف تكون في فصل الخريف افضل للتصوير .
ماذا تعني لك الكاميرا ؟
هي أمي أعز صديقة لي ,, هي كل شيء عندي .
ماذا تقولين في كلمة لأبو سالم ؟
ابو سالم هو زوجي ورفيقي وأساس الرحلة وكذا الذي أقام المعرض وأخرجه إلى حيز الوجود وهو الداعم المادي والمعنوي لي في اليمن وخارج اليمن وهو مخرج أول معرض لي ومترجم أفكاري إلى واقع ملموس ولساني يعجز عن وصفه وأحب هنا أيضاً أن أوجه شكري للذين شاركوني في ترتيب الصور وأعمال التركيب وساعدوني في إنجاح المعرض وفي مقدمتهم المصورين صلاح حيدر ونايف السيد ومعتز النهدي والأخ ناصر الأسودي .
هل تريدين أن تقولي أي كلمة في ختام هذا اللقاء ؟
نعم أتقدم بالشكر الجزيل إلى أبو سالم الذي دعم هذه الرحلة مدة ست سنوات وإلى من وقف إلى جانبي خلال فترة وجودي في اليمن , وكل الشكر لمعالي وزير السياحة الدكتور قاسم سلام على تعاونه وفي الاخير اشكرك يا نايف السيد على الحوار المطول.
حاصلة على العديد من الدورات الفنية التشكيلية ودورات التصوير الضوئي مثل الطباعة والرسم على الحرير في المانيا
التكوين والعلاقات البصرية تشكيل ورق الاوريغامي
فن كتابة القصص القصيرة - الرسم –الطباعة اليدوية – الجرافيك – فن الخزف – فن الخط والتصميم – من الجامعة الالمانية
والعديد من دورات التصوير الضوئي مثل توزيع الاضاءة والتعديل الصورة والتصوير الابداعي والمعالجة الاحترافية للصورة الرقمية تحت اشرف العديد من المصورين القطريين والعالميين مثل انا ماريا من البيرو وبراين بيترسون من امريكا