أولا: أبارك للشعب الجنوبي البطل على نجاحه المستمر في الاحتشاد في الساحات , وتحمله عنا ومشقة الوصول إلى العاصمة عدن ,وهذا ان دل إنما يدل على حس وطني راقي وشعور جياش لمعانقة وطن مفقود لا يزال يحث الخطاء للحصول عليه . ثانيا: فان ما جرى يوم أمس في ساحة العروض ليس حادث عرضيا لكي يمر مرور الكرام لاسيما وان المتسببين في هذه الحادثة المؤلمة لا يزالون يتوهمون بأنهم أصحاب الحق وان ليس هناك من ينازعهم او يشاركهم في هذا الحق . الحقيقة المؤلمة هي ان هولا الأدعياء هم من يسميهم البعض بتيار البيض او فصيل البيض , ومع احترامنا للرئيس البيض وتقديرنا لموقفه المتمثل في احترام إرادة شعبنا الجنوبي العظيم , الا أنهم دائما وفي كل الفعاليات لابد ان يخرجوا عن المألوف وتظهر لهم بعض الممارسات التي تكون في نهاية المطاف قد تسببت في إراقة الدماء وزادت من حدة الخلاف والانقسام . ان مثل هذه الشطحات اللامسئولة قد أصبحت مكلفة وموجعة , فهي تزرع اليأس والإحباط في صفوف الثوار وتضرب قضيتنا في الصميم أمام المجتمع العربي والإقليمي في وقت نحن بحاجة ماسة الى أي لفته دولية تشعر الثوار في الساحات بان صوتهم قد وصل الى العالم وان مطالبهم مسموعة , إضافة الى انها تعمق الخلافات وتنكى جراح الماضي وتفتح الأبواب على مصراعيها للإعلام الشمالي المعادي لقضيتنا ليحط النقاة فوق الحروف التي يريدها ويرسم في صفحات تاريخنا مايريد . إضافة الى هذا وذاك فان هذه الممارسات التي تنم عن جهل وعدم دراية بالعواقب ,قد تصنع لنا في الجنوب كرزاي جديد سياتينا على ظهر دبابة اذا ما وصلت الامور الى نهاياتها . ولذلك فان على الشعب الجنوبي ان يتخذ إشكالا اخرى في نضاله السلمي , ومن تلك الاشكال هو النضال السلمي لخلع تلك القيادات وإجبارها الخرج من حياة الوطن السياسية حتى يتسنى المضي قدماً لتحقق أهداف الصغير والكبير في الجنوب والمتمثلة بفك الارتباط واستعادة الدولة . نضال الشعب الجنوبي السلمي لابد ان يشمل كل مناحي الحياة المحيطة بالجنوب , مادام القتل يحصل في ساحات الاحتشاد سوى من المحتل او من عبث القيادات , فمهما تعددت الأسباب فالموت يبقى واحد , وعلى المتسبب ان يدفع الثمن جزاء فعلته , لقد كان الشعب الجنوبي محافظا على وفاءه لهولا القادة وذلل لهم كل الصعاب وكل ذلك من اجل إنجاح المشروع الوطني الذي قدم من اجله قوافل من الشهداء وقوافل من الجرحى والمشردين , لقد أصبح لزاماً على ثوار الجنوب اذا ما أرادوا ان يحققوا كامل أهدافهم غير منقوصة ان يرفعوا عن تلك القيادات حصانات الوهم ويبحثوا عن قيادات شابة عاصرت المعاناة وذاقت مرارتها وآلامها .