الحفاظ على ما تحقق للقضية الجنوبية من انتصارات داخلية وخارجية منها الاعتراف الدولي والإقليمي بها يتطلب من الجميع يقظة وطنية بعيده عن ما يشق الصف الجنوبي ومحاوره ومحاوريه وبالذات من تلك الخلافات والحروب التي تحمل النفس الطائفي والمذهبي التي تعلق بالذهن والسلوك والمعاملة وتشكل خطر على تركيبة المجتمع وتقسمه , كما أن في الحروب المذهبية تختفي الوطنية ومعاني الإنسانية والقيم الدينية السمحة وتُعلى ثقافة التوحش والدمار وتجعل الشخص يعيش حالة كراهية وتناحر وقتل طويل الأمد مع من لا ينتمي إلى مذهبة أو طائفته . الجنوب يعاني منذ عام 1994 إهمال على كافة المستويات مع نهب متواصل لكل ما يمكن نهبه من الأرض والبحر وعبر الجو مع تهميش متعمد لأبنائه الذين لا احد يتذكرهم إلا وقت العنف والحروب , وفي اليمن هناك جهات عدة تقف خلف الحروب و التحشيد المذهبي والطائفي في صعده التي تعيش أجواء حرب مذهبية جديدة وسط غياب تام للدولة وتحاول هذه الجهات إدخال أبناء الجنوب في الحرب الدائرة هناك من اجل تشويه عدالة القضية الجنوبية وضرب سمعتها السلمية , حيث يتواصل القتال بين السلفيين المدعومين إخوانياً وبين الحوثيين في دماج .
وفي نفس الوقت تستقبل اغلب مساجد الجنوب شيوخ القتال المذهبي التي تطالب وتحرض أبناء الجنوب للمشاركة في الحرب الجديدة ضد الحوثيين , حرب لا ناقة ولا جمل فيها للجنوبيين الذين كانوا متهمين بالأمس ومن نفس الشيوخ بالكفر والانفصال والردة والفسق و اليوم الجنوبيين إخوة لهم في الإسلام ملتزمون و وحدويون فقط من اجل مشاركتهم في حرب المذهب والطائفة والسلطة التي تدور منذ ثورة 26 سبتمبر , ضد الذين يقفون على إرث مذهبي ونظام حكم الأئمة الذي كان يحكم شمال البلاد .
العجيب أن ليس الشيوخ وحدهم من يطالب بإرسال الجنوبيين للمشاركة في الحرب , وإنما هناك مصادر سياسية وعسكرية تقول أن وزارة الدفاع تنوي إرسال قوات عسكرية من سكان الجنوب للمرابطة في منطقة الاشتباكات تحت ذريعة عدم انحياز الجنوبيين لأي طرف من أطراف الصراع , المنطقة التي تشهد قتال عنيف مع ازدياد الدعوات والفتاوى الداعمة للقتال على أسس مذهبية , منطقة شهدت 6 حروب أبان نظام حكم الرئيس السابق صالح ضد الحوثيين وهُزم الجيش في جولاتها جميعاً وكان اغلب القتلى والجنود والضباط الأسرى لدى الحوثيين آنذاك هم من أبناء المناطق الجنوبية وتم عرضهم على شاشات التلفزيون واليوتيوب .
أرجو من عقلاء الجنوب ومن قادة الحراك الشرفاء ورجال الدين الوطنيين التركيز على النضال السلمي وعدم المشاركة أو الخضوع لأي مشاريع تضر بالقضية الجنوبية وتوعية الشباب بعدم السير خلف مرتزقة الحروب الدينية ومسعريها الذين يريدون الزج بالجنوبيين في حرب عجزت السلطات والقوى السياسية عن وقفها , حرب مذهبية قائمة على فتاوى التكفير المضادة ودعوات الاقتتال المتواصلة وقتلاها جميعهم من المسلمين.