أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    احتجاجات للمطالبة بصرف الراتب في عدن    "تسمين الخنازير" و"ذبحها": فخ جديد لسرقة ملايين الدولارات من اليمنيين    الكشف عن آخر التطورات الصحية لفنان العرب "محمد عبده" بعد إعلان إصابته بالسرطان - فيديو    دورتموند يقصي سان جرمان ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    ردة فعل مفاجئة من أهل فتاة بعدما علموا أنها خرجت مع عريسها بعد الملكة دون استئذانهم    اعلامي مقرب من الانتقالي :الرئيس العليمي جنب الجنوب الفتنة والاقتتال الداخلي    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يجدد فوزه امامPSG    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    إهانة وإذلال قيادات الدولة ورجالات حزب المؤتمر بصنعاء تثير غضب الشرعية وهكذا علقت! (شاهد)    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة    صنعاء.. إصابة امين عام نقابة الصحفيين ومقربين منه برصاص مسلحين    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    البنك المركزي اليمني يكشف ممارسات حوثية تدميرية للقطاع المصرفي مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34789 شهيدا و78204 جرحى    قيادات حوثية تتصدر قائمة التجار الوحيدين لاستيرات مبيدات ممنوعة    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    الاتحاد الأوروبي يخصص 125 مليون يورو لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مميز    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    تنديد حكومي بجرائم المليشيا بحق أهالي "الدقاونة" بالحديدة وتقاعس بعثة الأمم المتحدة    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    مليشيا الحوثي توقف مستحقات 80 عاملا بصندوق النظافة بإب بهدف السطو عليها    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    تهامة.. والطائفيون القتلة!    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحراك الجنوبي الواقع والمشكلات
نشر في عدن الغد يوم 04 - 11 - 2013


كتب القاضي / عبدالله مهدي الشكلي

توطئة:
قبل الحديث عن حاضر الحراك الجنوبي أو الثورة الجنوبية (وهذا التوصيف الأخير هو الصحيح) للفعل الثوري للجنوبي والإشكالات الحاضرة التي لم تبرح تتقاذفه أمواجها لابد من الإشارة إلى الشرارات الأولى لهذه الثورة وأسبابها وبصورة موجزة ومقتضبة فنقول إن أسباب الحراك الجنوبي هو وحدة فاشلة انتهت بالحرب على الجنوب وأهله حيث استبيحت الأرض وأهينت الكرامة ونهبت الثروة ودمرت الدولة بكل مقوماتها من جيش وأمن ومؤسسات حكومية واقتصادية وكل مقدرات هذه الدولة ونقض الطرف الشمالي كل المعاهدات بما في ذلك معاهدة العهد والاتفاق ومن ذلك اليوم تحول النظام الشمالي من طرف في الوحدة وشريك في صنع مداميكها الأولى إلى محتل وغاصب لأراض الغير بالقوة على اعتبار أن المرحلة الانتقالية المقررة لم تنتهي بعد حيث كانت مقررة بعامين ثم مددت إلى أربع وذكر ذلك في وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في الأردن والتي يحق خلالها للطرف الجنوبي في حالة تعذر الوحدة العودة إلى ما كان عليه، وذلك ما جرى بالفعل بإعلان فك الارتباط إلا أن الطرف الشمالي أثر حسم المسائلة بالحرب مستقوياً بعدده وعدته، وهكذا أقصى وطُورد الطرف الآخر في الوحدة وخلت الساحة للطرف الشمالي ليصيغ القوانين ويفصلها على مقاسه وينقل أرشيف الجنوب ويفصل الموظفين ويستبعد القوات الجنوبية من قوام القوات المسلحة عبر التقاعد الإجباري والفصل..إلخ، وكذلك الحال في جهاز الأمن والمؤسسات المدنية...إلخ من الأمور التي نعرفها جميعاً ولا داعي لذكرها وتكرارها.
حيث كانت هذه الأسباب هي الشرارات الأولى لتفجير ثورة 7/يوليو/2007م ضد المحتل الغازي بل والأسوأ من الغازي الآتي من الشمال ومن الدولة المجاورة بفعل التوصيف الخاطئ للهوية الجنوبية التي أوقعنا بها الحزب الاشتراكي اليمني والجبهة القومية في الفترة الماضية على خلاف وقائع التاريخ والجغرافيا ليرضي عدد من أبناء الشمال المشاركين في ثورة 14 أكتوبر تحت مسمى اليمننة مما أحدث إرباك اليوم لدى الشارع الجنوبي وفتح باباً للادعاءات الكاذبة بواحدية الثورة وواحدية الوطن.
وللإنصاف فإن بوادر الثورة الجنوبية كانت قبل ذلك التاريخ من خلال جبهة حتم ثم حركة موج ثم حركة الشحتور وقبل ذلك الصراع داخل الحزب الاشتراكي لإصلاح مسار الوحدة بلوغاً إلى الاتفاق في جمعية ردفان على تفجير الثورة وكان ذلك الاتفاق في 2006م حيث كان ذلك والتي بدأت بمطالب جمعية المتقاعدين العسكريين في 7/7/2007م حيث يعتبر التاريخ المذكور الميلاد الشرعي للثورة الجنوبية السلمية.
مادة خاصة بصحيفة عدن الغد يمنع نقلها باي شكل من الاشكال
والتي حددت هدفها في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على ترابها ما قبل 1990 وفك الارتباط عن نظام صنعاء وكانت البدايات الأولى بعدد من المطالب الحقوقية إلا أن ذلك كان نوعاً من التكتيك حتى لا تتعرض الثورة للقمع وهي لا زالت في مهدها، حيث أخذ سقف المطالب بالارتفاع إلى أن وصل إلى الاستقلال، أما اليوم فإن الثورة الجنوبية امتدت من شرق الجنوب إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه فأرض الجنوب كلها تهتز تحت أقدام الغاصب المحتل والتي اشتعلت عليه من كل جوانبه غايتها التحرير والخلاص وبناء الدولة المدنية الحديثة التي يتمتع في ظلها المواطن الجنوبي بالحماية والأمن والمواطنة المتساوية تحت علمها الخفاق والمنصورة بعون الله وإرادة أبنائها.
صراع الزعامات
إلا أنه وبالرغم من هذا التقدم في بلورة فكر الثورة الجنوبية ووجود الثورة الجنوبية كواقع ملموس على الأرض والذي يحسب له الحساب إلا أنه اعتور نشاط قوى الثورة الكثير من السلبيات وبرزت أمام الثورة العديد من العوائق والصعوبات.
وعلى الرغم من صنوف القمع والاعتقال والغطرسة التي كانت تواجه الثورة الجنوبية في بداياتها الأولى إلا أنها كانت موحدة تحت شعار واحد وهدف استراتيجي واحد وقيادة واحدة وخطاب سياسي واحد إلا أنه وبعد أن اشتد عودها وكبرت جماهيريتها ووجودها على أرض الجنوب بدأت تتنازعها القيادة السياسية وبدأت التجاذبات والصراع الخفي الذي ما لبث أن ظهر على السطح والذي عمل على شق مجلس القيادة وبدأت الانشقاقات تتوالى والتفرعات والتباينات تتجلى وبدأت تظهر شخصيات وقوى أخرى على المسرح كانت بعيدة عن المعترك السياسي الظاهر وبدلاً من أن تشكل هذه الشخصيات عامل قوة ودعم لما هو قائم شكلت عامل ضعف ومن 2011م وحتى 2013م بدت الخلافات على أوجها وكلها صراع حول الزعامة والأخطر من ذلك ظهور التباينات في الرؤى والشك والريبة والاتهام بالعمالة وعادت القيادة في الجنوب ما قبل 1990م زائد القوى المعارضة الموازية لها في الخارج لتنقل أمراض الماضي والموروث العدائي إلى داخل الحراك وحيث كانت هذه القوى السبب الرئيس في وصولنا إلى ما وصلنا إليه من تشرذم وتتنازع وبدأ التنظير من الخارج على حساب الداخل والقيادة من الخارج على القيادة من الداخل وكلها من أجل إشباع الرغبة الأنانية في القيادة والتصدر وتحقيق الرغبات الدنيوية على حساب شعب الجنوب حيث تصدرت عبارة أنا أولاً وليس نحن أولاً هذه العبارة التي هي سبب هلاكنا وويلاتنا حيث بات بالضرورة أن نرسم الآليات ونوجد الأسباب لنصرة عبارة نحن أولاً أو إحداث التوازن المعقول بينهما حتى نتمكن من تحقيق النصر للجميع وتحقيق أهداف ثورتنا المباركة واستعاده عزتنا وكرامتنا ولن يتأتى ذلك إلا بالقيادة الرشيدة التي تتمتع بالشخصية الكارزمية التي تُستصاغ من قبل الجميع والتي تتمتع بنفاذ الرؤية والتجربة ولا يلغي ذلك بحال التفكير الجمعي عبر المؤسسات المتخصصة اللازمة وذلك قلناه مراراً وسمعناه تكراراً ولكن لم يلغ الاستجابة اللازمة أو أن حمى الخلافات لم تعطى للعقل مجال للتفكير وتطوير للأداء وتطوير آلية التفكير وآلية اتخاذ القرار ويجب أن لا ننسى أن نذكر في هذا المقام أن فشل مؤتمر الحوار الوطني – في صنعاء أو نجاحه ستترتب عليه آثار سلبية على الحراك من حيث التوجه لمحاربته وقمعه بكل الوسائل ولعلي سمعت وعند كتابة هذه السطور ما كشفته الاستخبارات الإماراتية والمصرية عن بعض أعمال العنف الجارية في البلاد ومن يقف خلفها والخطط المستقبلية والتي يأتي قمع الحراك وقتل قياداته أحد مفرداتها الأمر الذي يترتب عليه الاستعداد ورسم الخطط المقابلة والتعامل مع الأمور بمسئولية لأن ذلك يتعلق بمستقبل الثورة وبنشطائها وكوادرها والسؤال القائم والملح هل نستطيع الخروج من خلافاتنا وفي حالة الإجابة بلا هل نستطيع أن ننتج قيادة جديدة هذه أسئلة مهمة لابد لكل ناشط سياسي يهمه الجنوب أن يجيب عليها لأن استمرار الخلافات معناه وأد الثورة وصيرورتها إلى العدم مع المزيد من الضحايا وسينطبق علينا القول يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.
لعب نظام صنعاء على تباينات الجنوبيين:
في ضوء ما سلف ذكره وفي ظل انتعاش القديم المتمثل بالقيادات السياسية ما قبل العام 1990م والمعارضة المقابلة لها والمقصود المعارضة الجنوبية نستطيع القول أن هذه القوى لم تستطع أن تتجاوز خلافاتها ولم تستطع أن تخرج من شرنقة الماضي هذا غير استراتيجية التفرد والشمولية التي أثبت الواقع خطئها وأنانيتها وأنها سبب من أسباب التخلف والهِرم والذي تجاوزتها الشعوب المتحضرة التي قدرت أن تتعايش مع الآخر ومشاركته في النقاط المتفق عليها ومخالفته في النقاط المختلف عليها على قاعدة من المسئولية والشراكة وعلى رؤى مؤسسية وليس على أهواء لأن الفعل الواحد والرأي الواحد يضل قاصراً مهما كان ذكاء حامله ولا يمكن أن يتساوى مع العقول مهما كانت قدراته كما أن التضاد الإيجابي في الرؤى وليس التضاد الهدام هو أساس تطور الحياة وذلك ما أثبته العلم وقالته النظريات وطبقته الدول المتقدمة ولقد تناسى هؤلاء إن الوطن للجميع وأن الجميع مسئول تجاهه ولابد أن نحترم الآراء المختلفة وأن نتيح للجميع أن يشاركنا في همنا الذي هو همهم ويجب أن تعرف القوى السياسية الموجودة على الساحة أن 80% من الجنوبيين الناشطين في الساحات ولائهم أولاً للجنوب وليس للأشخاص مهما جل قدرهم ويجب أن يحترم القادة السياسيين إرادة شعب الجنوب ويعلموا أن الشعب الجنوبي هو الحكم أولاً وآخراً ولا يعتقد أحد من هؤلاء أنه سيأتي للحكم برصيد نضاله في الميدان قبل الاستقلال إذ أن الرصيد الأول هو للشعب الجنوبي ولكن ذلك يمكنه من خلال البرامج وصناديق الاقتراع والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين ولا يمكن للمرء أن يدخل مجرى النهر مرتين في آن واحد فما مضى مضى ولن يتكرر ونحن اليوم نناضل لبناء الدولة المدنية الحديثة التي تحترم عقول الناس وإرادتهم وحرياتهم وليس لأحياء الدول الديكتاتورية المتسلطة التي عفى عليها الزمن وإلى غير رجعه نقول ذلك لأن السبب الرئيس في هذا الصراع إنما يعود للرغبة في التفرد بالحكم والجاه والثروة...إلخ مما تعلموه من النظام الشمالي الفاسد حسب تقديرنا حيث أن تلك القوى قد عملت من حيث تدري أولاً تدري على عرقلة مسيرة الثورة بهذه التصرفات وبثت الخوف من المستقبل والخوف من عودة الماضي حيث عمل ذلك على وجود حاله من الاضطراب في الشارع الجنوبي المتماسك حتى اللحظة وخلق حالة من الإحباط والخيبة لدى الجميع.
حيث استقل النظام الشمالي هذه التباينات وأخذ يكرر مراراً وتكراراً بأن الجنوبيين لا يستطيعون أن يتفقوا على رأي واحد وأن الجنوب سوف يتقسم إلى دويلات هذا غير الاقتتال فيما بينهم وعمل على إحداث المزيد من التفريخات والمزيد من زرع بذور الشقاق من خلال عناصره التي اخترقت مكونات الحراك وأخذت تفتعل الصراعات والإشكالات وتبث سموم الإشاعات والاتهامات والتخوين ونجحت في زرع بذوراً للشك والريبة بين صفوف الحراك ولعبت دوراً كبيراً في هذه الانقسامات التي نعيشها اليوم حيث أن نظام صنعاء يسلط إمكانياته المادية في شراء الذمم وصنع كل الألاعيب الإعلامية والاستخباراتية بهدف شق صفوف الحراك وصولاً إلى إضعافه والإجهاز عليه ونحن نلمس ذلك وبصورة مستمرة وتعينه على ذلك الدول الإقليمية ودول أعضاء مجلس الأمن.
شريحة المتكسبين من الصراع:
ولم يتوقف الأمر على النظام الشمالي وألاعيبه بل أن هناك من هم أخطر منه وهم شريحة المستفيدين من الصراع حيث أن هناك أناس يعيشون على الصراع فينقلوا الأمور على غير حقيقتها ويصنعون الأحداث التي تظهر أن زيداً يتآمر على عمر أو أن له مآرب معاكسة لأهداف الثورة ويثيرون البلبلة والقلقلة ليظهرون بمظهر الحرص والولاء للقائد فلان وهم في الحقيقة يبتكرون التدابير والوسائل لوصول المزيد من النقود إلى جيوبهم ولا يهمهم ما يلحق الثورة الجنوبية من أذى وضرر وهؤلاء من سماتهم اللئامة وحياكة المؤامرات وإثارة النعرات المناطقية والقبيلة والنبش في الماضي للوصول إلى أهدافهم ومتبغاهم حيث ألحق هؤلاء بالثورة الجنوبية الضرر الجسيم مستغلين ضعف المستوى التعليمي والثقافي بين أفراد الشعب في الوقت الذي نحن أو الثورة بحاجة إلى مجهودات الجميع وتلاحم كافة القوى الوطنية على قاعدة أن الوطن لجميع أبنائه وأن الوطن مسئولية الجميع.
كما أن هناك من القوى السياسية من دخل الثورة الجنوبية على قاعدة (الربح والخسارة) أي أنه انخرط في العملية السياسية كمستثمر ولا ضير لديه أن يخسر كم مليون في سبيل أن يستردها أضعاف مضاعفة وهو يفكر بالوصول إلى السلطة ومنهم يعمل على تنفيذ أجندة خارج إطار أجندة الشعب الجنوبي فتراه يراوغ ويتستر بالشعارات ويضع العراقيل تحت مبرر الحرص ويبدي شكوكه ويطالب بالضمانات...إلخ مبدياً حرصه على الجنوب وقضيته...إلخ وفي حقيقة الأمر هو مأجور لجهة ماء أو لدولة ماء ولا يملك أي بعد وطني أو مشروع حقيقي لصالح القضية الجنوبية ويمكن القول أن هؤلاء يتعاطون مع القضية الجنوبية بانتهازية بقصد الحصول على منافع خاصة ووحدة الحراك هي الضمان لسقوط هؤلاء وانكشاف أقنعتهم.
كيف ينظر إلى الحراك محلياً:
ترى الأحزاب والنخب في الشمال إلى أن نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح قد تعامل مع الوحدة والشريك الجنوبي بصورة غير مسؤولة حيث عمل على إقصائه وخطط للانقلاب عليه مبكراً بل منهم من يرى أن الشمال قد احتل الجنوب بقوة السلاح وذلك هو السبب الرئيس في وجود القضية الجنوبية والمطالبة بالاستقلال أو فك الارتباط وهو الوقود المحرك للحراك الجنوبي ومنهم من عمل على خلط الأوراق وقال أن جذور القضية الجنوبية تعود إلى 1967م عندما أزاحت الجهة القومية شركائها في الثورة وما تلته من قضايا وأن المعالجة للقضية الجنوبية تتطلب النظر إلى جذورها...إلخ من الطروحات بقصد التنصل عن المسئولية وتمييع الأسباب الحقيقية لوجود القضية الجنوبية وترى الأحزاب الرئيسية في الشمال أن الهوية التاريخية والثقافية واحدة وأن الأرض واحدة والثورة واحدة والعملية النضالية التحررية واحدة حيث قاتل الشماليون إلى جانب الجنوبيون ضد الاستعمار وقاتل الجنوبيون إلى جانب الشماليين ضد الملكيين للدفاع عن صنعاء ويرون بأن الوحدة هي ثمرة من ثمار الحركة الوطنية التي ناضلت في سبيل تحقيقها وأدرجتها في أدبياتها منذ الخمسينات من القرن المنصرم ويرون في أن المعالجة يمكن أن تحقق من خلال نظام الأقاليم والحكم المحلي واسع الصلاحيات ...إلخ، وأنهم لن يفرطوا بوحدة دفعوا في سبيلها آلاف الشهداء خاصة وأن النظام القديم قد زال وأن العزم جاري على بناء دولة مدنية حديثة تحترم حقوق الإنسان وتعطى فرص متكافئة في ظل مواطنة متساوية ويرون أن ليس هناك أفق سياسي حامل لهذه المطالب، إلا أن حقيقة الأمر غير ما يعلنون فالهدف الرئيسي من هذا الطرح هو تذويب الهوية الجنوبية والاستيلاء على الثروة والأرض والسوق وفرض سياسة الأمر الواقع خاصة وأن ما ينادون به لا يقف على أرضه وطنية كما يزعمون وإنما على أرضية نفعية ومصلحية لا غير الأمر الذي جعل الجنوبيون هم أكثر تشدداً في مطالبهم السياسية خاصة وأنهم خبروا الطرف الشمالي طيلة عشرون عاماً هي عمر الوحدة المزعومة.
أما على صعيد المواطن الجنوبي فيمكن القول أن 90% من المواطنين هم مع مطالب الحراك الجنوبي والذي يتحدد في فك الارتباط عن نظام صنعاء واستعادة دولتهم وينظرون إلى النظام الشمالي كنظام محتل للأرض بالقوة وقد تسبب بالكثير من الويلات ويجب طرده. والمواطن الجنوبي لا يثق في النظام الشمالي ولا في خطابه ووعوده بل أن هذه الريبة انعكست على مواطني البلدين وكل منهم ينظر إلى الآخر بشك وعدم ثقة وذلك ما نراه في المعاملات اليومية ووجهات النظر السياسية بل أن هناك بوادر عداء حقيقي خاصة بعد أعمال الإرهاب والقتل التي يمارسها الطرف الشمالي تجاه الطرف الجنوبي حتى اليوم.
ويرى الجنوبيون أن مطلب فك الارتباط (الاستقلال) الذي يرفعه الحراك الجنوبي هو مطلب له إسناد من الواقع فهناك أسباب عديدة تمنع من استمرار الوحدة أهمها اختلاف الهوية واختلاف العادات والتقاليد والاختلاف في المستوى المدني خاصة وأن الجنوب يعيش في ظل الدولة والنظم والقوانين منذ العام 1835م حيث انحسرت القبليات والمشيخيات وأتاحت المجال لسيادة الدولة لتنظيم حياة الناس على العكس من الشمال الذي ظهرت فيه الدولة منذ الستينات والتي يمكن أن نسميها الدولة المشيخية حيث أن ما أعطي لها هو العلاقات الخارجية أما الداخل فلازال يستظل بظل القبيلة ومراكز النفوذ العسكرية والسياسية والمالية فهم الدستور وهم القانون وهم القضاء أي هم الدولة المسماة بالجمهورية اليمنية اليوم، الأمر الذي أوجد تنافر حقيقي بين هذا الواقع وبين المواطن الجنوبي الذي تعود على دولة تقوم بمهامها على صعيد الأمن والدفاع والتربية والتعليم والصحة والخدمات والتأمينات حتى وإن كانت دولة شمولية حيث اختفت من حياتهم الكثير من الأسباب التي تعد مصدر قلق تواجههم اليوم ليلاً ونهارًا.
المشكلات والمعوقات المانعة للحراك من إنجاز ثورته:
في تاريخ 16/10/2013م أجرى كاتب هذه السطور استبيان على ثمانية عشر شخصية من الناشطين في الثورة الجنوبية مدنيين وعسكريين ووجه إليهم سؤالين وطلب من كل منهم أن يجيب عليهما كما يراه وكان السؤالين هما:
كيف يرى الحراك الجنوبي اليوم؟
ما هي المشكلات الماثلة أمام الحراك الجنوبي؟
حيث جاءت الإجابات تقريباً متشابهة فيما يخص السؤال الأول في أن الحراك الجنوبي الميداني قد أدى مهمته وأظهر القضية الجنوبية بتفاصيلها على الصعيد المحلي وعلى الصعيد الدولي وقد أربك ذلك نظام صنعاء ومرغ هيبته بالتراب وقدم الشهداء والجرحى والمعتقلين إلا أنه لم يستطع أن ينجز مهامه كاملة بسبب قادته الذين لم يحسنوا تحويل النضالات الميدانية إلى إنجازات سياسية على الواقع أما لقلة خبرتهم أو لأن المُخرج لا يريد ذلك هذا غير المنازعات على الزعامة التي صرفتهم عن التفكير بالقضية والمخارج والحلول إلى دهاليز المنازعات والمكايدات فالبيت الجنوبي اليوم بحاجة إلى إصلاح من الداخل حتى نستطيع مواجهة الخارج.
أما السؤال الثاني حول ماهية المشكلات الماثلة أمام الحراك الجنوبي فكانت كالتالي:
الاضطراب في الرؤية.2- الموروث وصراعاته مازالت حاضرة 3- التنازع على الزعامة 4- المناطقية والقبلية 5- الخوف من المستقبل 6-الإرادة الدولية والإقليمية المنحازة لاستمرار الوحدة 7-التباين في الرؤية إلى الهوية الجنوبية 8-قصور حاد في أداء النخب والمثقفين الجنوبيين في التفاعل مع الثورة الجنوبية والتنوير والتعبئة والتبصير بكيفية الخروج من المشكلات والأساليب والطرق والانفتاح على الفعاليات الثقافية والإعلامية لتوصيل القضية إلى أقصى مدى داخلياً وخارجياً والجعل من أنفسهم وفكرهم رافداً حقيقياً للثورة حيث شغل الفراغ الذي تركوه العقليات المتخلفة والجاهلة والتي هي سبب في الكثير من مشاكلنا حيث أصبح بسيط المعرفة يقود العالم والمثقف!! بسبب من خوفهم وأنانيتهم وترددهم. 9-ومن العقبات الجنوبيين الذين في السلطة والذين ويتآمرون مع الطرف الشمالي على الثورة ويصرفون الخارج عن النظر إلى القضية الجنوبية ويشككون في مصداقيتها وعدالتها ويبيعون ويروجون الوهم للشعب الجنوبي و الشعب الشمالي من حيث شحن الآخر ضداَ على الثورة الجنوبية. 11- الأنانية والشمولية وعدم القدرة على التعايش مع الآخر المختلف في الأسلوب والمنهج المتفق عليه في الهدف.
12-عدم وجود الآلية السياسية المشتركة للتعامل مع الخارج وكيفية جعله يعيد النظر في سياسته تجاه الثورة الجنوبية لأنه لا يعقل أن تكون سياسة الدول الكبرى قوالب جامدة فلابد أن تكون مرنة حتى يمكن أن تتعاطى مع القضايا الدولية ومنها قضية الثورة الجنوبية.
13-عدم احترام قيادة بعض المكونات لإرادة الشعب الجنوبي والذين يجب أن يترجموها على الواقع قولاً وعملاً، ويرسمون التكتيكات لتحقيقها.
14-لابد من إيجاد الموارد المالية للثورة الجنوبية لأن المال هو العصب الذي يمكن الثورة من الحركة من خلال رسم السياسات والتحركات لتحقيق أهدافها.
15-لابد من القيادة الموحدة السياسية والقيادة الموحدة الميدانية.
16-لابد من المصداقية والالتفاف حول المؤتمر الجنوبي الجامع، والعمل على إنجاحه وعلى القادة أن يدركوا الواقع السياسي للحراك الجنوبي الذي يمر من عنق الزجاجة ومستوى حجم المؤامرات والضغوط الواقعة عليه وضيق الشعب الجنوبي من صراع الزعامات الذي يتصاعد بصوردة مطردة

17-لابد من وجود رؤية سياسية وإعلامية واحدة للخطاب السياسي والإعلامي مع الداخل والخارج.
18-لابد من تعزيز الإعلام وتمكينه من القيام بمهامه بمهنية عالية وتوفير الإمكانات اللازمة والعمل على تطوير وتجذير قناعة عدن لايف وإخراجها من دائرة الشبهات وافتتاح قنوات أخرى في ذات الاتجاه وتوفير المال اللازم وإعداد سياسة إعلامية للترويج والتحبيب والإقناع للجماهير بدعم الحراك مالياً ومعنوياً..
19-يجب العمل على إقناع الجنوبيون بدفع الزكاة إلى أيادي أمينة لتمويل الثورة الجنوبية ويجب رسم آلية العمل السياسي والإعلامي لتحقيق ذلك.
20- لابد من رسم خارطة طريق توافقية للعمل النضالي ما بعد مؤتمر الحوار لأن مخارجه باتت واضحة ولا تلبي أهداف الشعب الجنوبي ومطالبه.
الخاتمة:
تلك كانت مداخلة متواضعة لسبر أغوار الحراك الجنوبي أو هكذا نرى وهي ليس بجديدة وإنما كل ما عملناه هو تجميعها وسبكها في قالب واحد وهو جهد بحاجة للتدقيق والتحقيق والمزيد من البلورة والأطناب وأنا أعلم بأن رفاقي في الحراك (أقصد النخب) سيتصدون لذلك وسيولون هذا الأمر المزيد من البحث والتحقيق لما فيه من خدمة للمشتغل والمتهم والقائد في الحراك الجنوبي فإن أصبت فهو من الله وإن أخطأت فهو مني وأرجو المعذرة والمغفرة، والله من وراء القصد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.