اعلم ان هناك قدر من الاحساس بالإحباط والفشل والكآبة التي تعيشها مصر هذه الايام فلا انكر ان هذا الاحساس يتزايد داخلي كل يوم واشعر بقدر كبير من الاسى لان مصر لا تستحق هذا وشعب مصر لم يكن ينتظر هذا. نعم جماعه الاخوان تسعى بكل ما هو مشروع وغير مشروع لا فساد الحياة واشاعه الفوضى متوهمة ان تعطيل البلاد وشلها سوف يكون سبيلاً الى ثورة جياع تطيح بالأخضر واليابس في مصر واقول متوهمة لان المورث الحضاري والثقافي لدى المواطن المصري سوف يكون حائلاً تجاه هذا وبخاصه مع تنامى الادراك والوعى السياسي لدى المواطن المصري البسيط وعلمه اليقيني بان الجماعة لا ترى الا صالحها ولا تعرف للشعب قيمة .
ولكن تصرفات الحكومة الحالية تثير كثير من الشكوك والريبة حولها ... فلا هي حكومة ثورة حاسمه قاطعه صارمه ولا هي حكومة اقتصادية تسعى للحسم الاقتصادي على الارض بفرض متغير ملموس في حياة الناس ولا هي حكومة سياسية تستطيع ان تخرجنا من المشهد العقيم الذى نعيشه ولا هي حكومة ذات رؤيه يمكن ان تؤسس في لمرحله انتقالية مما يكون نواه للبناء حيث استقرار الاوضاع السياسية وانها تعود الاوضاع في البلاد من سيء الى اسواء كما ان الشكوك حولها تتزايد حول اصرارها لدفع الناس نحو المصالحة مع الجماعة الخائنة العملية كما لو كان الامر ( تصالح في ايصال امانه ) حتى هذا لا يليق ، فالمصالحة في ايصالات الأمانة تأتى بعد سداد المدين كامل ديون الدائن ويتحمل المصاريف واتعاب المحاماة ايضاً.
وهم يريدون ان يخرجوا الجماعة بلا حساب او مسألة وهناك اصرار رهيب لا بقائهم في المشهد السياسي حتى يظل التنظيم الدولي قائم يفسد على مصر كل مقدراتهاكأنه الحنظل ) علينا ان نشربه ونورثه لأجيالنا وهى كارثه بكل ما تحمل من معانى.
هذا غير الرئيس الذى التمس له كل العذر فهو قاضى بعيد كل البعد عن السياسة ولم يشارك في عمل سياسي طوال حياته والظروف هي من اتت به على سده بلاد في احرج اوقاتها واشدها مراراً ، ثم نأتي الى الاعلام والفنانين والحزب الوطني السابق الذى يدفع الناس نحو تأليه الفريق السيسي واجبار الرجل ليكون رئيساً متجاهلين المرحلة واخطارها واهداف ثورتين لم يتحقق منها شيء ، ثم الامريكان والغرب واجهزه مخابرات العالم تتأمر على الوطن في حالة من الطمع والغضب من بلاد استطاعت ان تقول ( لا ) بكل حزم وحسم لتفسد على الجميع خططه واهدافه في الداخل والخارج.
وتأتى الى شباب الثورة ووقودها في 25 يناير و30 يونيو في كل مرة نفس الاخطاء بسبب غياب قيادة تنظيمية او سياسية او حتى فكرية وصراعات من اجل المجهول وثورته لم تكتمل والحصول على هدايا وتمويلات افسدت البعض والسعي نحو مجلس الشعب والمجالس النيابية خدعت البعض والبعض الاخر عزف وانعزل كارهاً لكل ما يحدث وجزء اخر انحرف في مثاليات سوف تقضى عليهم وتقضى على مصر.
ومجتمع مدنى وحقوقي يدعى حقوق الانسان متجاهلين ان هذه الحقوق لا تترتب الا في وطن قوى مستقر امن يكون القانون فيه هو السائد وهو السيف ولكن سبوبه العيش والتمويل الأجنبي تدفعهم نحو الاستحمار والاستماء بقصد لانهم اصحاب حقوق الدولار لا حقوق الانسان.
وشعب حائز في الاختيار ولكنه يقيم ويدرك ويرصد عن كثب كل المشاهد السابقة والجميع بات مكشوفاً امامه سواء الاخوان واتباعهم او الحزب الوطني واتباعه او الاعلام او المجتمع المدني او المجلس العسكري وقيادات الجيش او الثوار او الامريكان او الغرب وصار الشعب مدركاً ملاحظاً مراقباً للجميع سوف تأتى لحظه الاختيار ليفرض ارادته بشكل مفاجئ ومبهر سوف يخدع به الجميع ويمنح درساً جديداً للعالم ويؤكد انه صاحب الحضارة وهو الملهم والمعلم هذا هو رهاني الوحيد رغم كل السواد الذى نعيشه فالكل يريد ان يستخدم الشعب حسب الحاجه والطلب لصالحه.
كما لو كان هذا الشعب بدله في دولاب يرتدونها وقمتما يشاؤوا ويتركونها وقتما يشاؤوا ونسوا ان الشعب بوعيه وأدراكه سوف يستخدم الجميع لصالحه وسيوظف الجميع لحسابه لأنه سيفرض ارادته رغماً عن انف الجميع 0 لذا فالأمل لن يموت في مصر.