يبدو أن لوبي الفساد والإفساد الذي دمر البلاد وأفقر العباد لا يزال مصر على البقاء من خلال البحث عن مخرج ينجيه من الأمر الواقع الذي فرضته الثورة الشعبية التي انطلقت منذ أكثر من عشرة أشهر. لقد حاول خلال الفترة الماضية من خلال وسائله المختلفة أن يخدع الداخل و الجارح بأن ما يحدث في اليمن مجرد خلاف شخصي بين أشخاص معدودين على كرسي الحكم لكنه لم يفلح لان الشعب اليمني قد فاق وصار على درجة كبيرة من الوعي , فالشعب اليمني عندما خرج إلى ميادين الحرية والتغيير وقدم التضحيات كان يعرف جيد لماذا خرج وماذا يريد من هو عدوه الحقيقي لذلك لايمكن أن يسكت أو يستكين حتى يقضى على هذا العدو اللدود إذ أذاقه مرارة الحرمان وجعله من أفقر شعوب الأرض رغم انه غنى بالخيرات , وهذا ما يجب على لوبي الفساد أن يدركه جيد فلا داعي لمكابرة والعناد ومواجهة التحدي بالتحدي لأن ذلك لم يجد فالشعب سوف ينتصر حتماً لأن إرادة الشعوب من إرادة الله تعالى التي لا تقهر. إن ثورة المؤسسات التي انتشرت في كل مؤسسات الدولة كانتشار النار في الهشيم بشكل عفوي دون تدخل من احد ما هي إلا دليل واضع على إرادة الشعب وإصراره على القضاء على عدوه الذي يعرفه جيد, هذه الثورة اثبتت أن الثورة الشعبية التي هي امتداد لها لم تكون ضد أشخاص تنتهي بتغيير هؤلاء الأشخاص إنما هي ثورة ضد منظومة الفساد والإفساد لن تتوقف إلا بالقضاء عليه على لوبي الفساد أن يعلم جيداً لأن لله سنناً في الكون هذا السن لا تتغير ولا تتبدل ومن هذه السنن سنة التغير فدوام الحال من المحال فقد طال بهم الأمد هم يمارسون الفساد بكل أنواعه ينهون ثروة الشعب دون حسيب او رقيب, والآن جاءت ساعة المحاسبة (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) فقد جاء اليوم الذي تشخص فيه الأبصار لأنه لا يزال أمامكم متسع من الوقت لكي تنقذوا أنفسكم وتنجوا بجلودكم . فمن حسن حظكم أنكم في شعب طيب متسامح يمكن أن يعفوا، لكن التمادي في الغي والإصرار على الضلال وتجاهل إرادة الشعب سوف تكون عاقبته وخيمة، فقد يدفع الشعب ضريبة لكنه حتما سوف ينتصر . لأنه صاحب حق وصاحب قضية عادلة .