ربما تكون نتيجة منتخب النشامى مع منتخب الأوروجواي مؤلمة وربما مخيبة للآمال والطموحات والأمنيات التي توقعها الجمهور فإنها أيضاً أبرزت أن الفرق بين مستوانا الكروي والمستوى الإحترافي الذي تمثله الأورجواي وهي سادسة التصنيف الدولي للمنتخبات في العالم ما زال واضحاً نحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت والإنجاز لنصل إليه . هذا الأمر لا يدعونا لوضع النتيجة مرآة للمستقبل وننس أن وصولنا إلى التنافس على مقعد الذهاب إلى البرازيل 2014 جاء بعد إنجازات غير مسبوقة في تاريخ الكرة الأردنية وأن التنافس على ذلك كان مع فريق فاز بأول بطولة لكأس العالم نظمها عام 1930 في بلده وعاد ليفوز بها عام 1950 واستطاع أن يصل (10) مرات إلى نهائيات كأس العالم وأن هذا المنتخب الذي لعب مع النشامى تأسس عام 1900 ويملك عدداً من اللاعبين الدوليين المحترفين في أوروبا وأمريكا الجنوبية يكاد ثمنهم يزيد عن 500 مليون دولار . لا أريد في كلمتي أن أخلق اليأس أو أهرب إلى الأحلام وخلق مبررات الخسارة لأننا يجب أن نكون واقعيين مقتنعين أولاً بما أنجزه المنتخب متطلعين لغد أكثر إشراقاً لهذه اللعبة الشعبية الأولى في العالم والتي بدأنا نضع أقدامنا لنسير الخطوات الأولى للإحتراف الدولي الحقيقي الذي يمهد لكي تكون لدينا كرة أفضل. لا شك أن الإتحاد الأردني لكرة القدم يدرك أبعاد هذه النتيجة ويدرك أيضاً أنه يجب تقييم المرحلة الكاملة لمشوار مشاركتنا في تصفيات كأس العالم من الناحيتين الفنية والإدارية مع التأكيد بأننا استفدنا كثيراً من هذه المشاركة ليس على المستوى الكروي البحت بل على كل المستويات أهمها خلق أجواء من الإعتزاز الوطني والوحدة الوطنية ووقوف قائد الوطن وكل الشعب خلف منتخب النشامى الذي بذل أقصى ما يمكن تقديمه أمام فرق كبيرة عريقة مدعومة مادياً ومعنوياً وبشكل لا يقارن بإمكاناتنا كاليابان والصين وأستراليا وأزبكستان وغيرها ... لقد أعطى جلالة الملك درساً واقعياً عندما حضر للشوط الثاني من المباراة وكانت النتيجة صفر /2 لصالح الأوروجواي . حضر جلالته ليقول للجميع بأن الربح أو الخسارة مهما كانت ليس الأساس لأن الرياضة فوز وخسارة وللتأكيد أيضاً على أن النشامى وصلوا إلى مرحلة متقدمة من العطاء والإنجاز وهذه هي إمكاناتهم وطاقاتهم أمام فريق عريق وقوي ولا يجوز إحباطهم بأي شكل من الأشكال خاصة وأن لهم مباراة ثانية في الأورجواي ستكون نتيجتها إنشاء الله أفضل من المباراة الأولى . إن الذين آزروا المنتخب ووقفوا إلى جانبه بكل إرادتهم ومشاعرهم وتمنوا الفوز للنشامى هم الذين ننتظرهم أن يستمروا بل يضاعفوا دعمهم ومؤازرتهم المادية والمعنوية لأن المنتخب ما زال بخير وأن المستقبل له وللكرة الأردنية خاصة وأن أمام منتخب النشامى تصفيات بطولة الأمم الآسيوية وهي محطة هامة في مسيرته .