هل هي نهاية مشوار، أم بداية لمشوار طويل؟! سؤالان أطرحهما بمناسبة ختام مشوار المنتخب الوطني الاردني لكرة القدم في التصفيات الاسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم (مونديال البرازيل 2014). قبل الخوض في تفاصيل المشهد الاخير لحكاية الكرة الاردنية في تصفيات المونديال، وقد كنت شاهد عيان عليه في قلب الحدث هناك في قلب مونتيفيدو عاصمة الاوروجواي، المطلة على شواطئ نهر لابلانا العظيم وشواطئ المحيط الاطلسي، قبل الخوض في التفاصيل اجيب قائلاً: «هي البداية وليست النهاية».
بداية عهد جديد للكرة الاردنية هذه المرة بنكهة عالمية بعدما تجاوزنا بكل فخر واعتزاز الحدود العربية والقارية. بداية لإنطلاقة جديدة للكرة الاردنية عنوانها المنافسة بقوة، ليس فقط التأهل للمرة الثالثة لنهائيات كأس أسيا (استراليا 2015) بل الفوز بكأس أسيا لما لا؟! هذا أمر ممكن في نظري على طبيعة المنتخبات ال16 المتأهلة ونتائج النشامى معها في تصفيات المونديال ونهائيات كأس أسيا وغيرها من المناسبات.
بداية عهد جديد للكرة الاردنية وهي تتأهب لتحقيق الحضور الثامن على التوالي في بطولة غرب أسيا في الدوحلة الشهر المقبل، تحت شعار الفوز ولأول مرة بلقب هذه البطولة التي انطلقت هنا من عمان.
بداية مرحلة جديدة في عالم الاحتراف «التسويق والاستثمار»، عهد جديد للكرة الاردنية الجميع عليه، واجبات ومسؤوليات مالية ومعنوية وغيرها.
الاستقبال الرسمي والشعبي، بل التاريخي لبعثة النشامى لدى عودتها في ساعة متأخرة من مساء الاربعاء الماضي إلى عمان قادمة من الاوروغواي، كنت شاهد عيان على تفاصيله مفاجأة سارة من الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والملكة رانيا العبدالله والأمير هاشم بن عبد الله، ينتظرون لفترة من الوقت عند سلم الطائرة الخاصة التي حرص على أن يكون على متنها في رحلتي الذهاب والعودة الى الاوروغواي الامير الشاب علي بن الحسين قائد ربان مسيرة الكرة الأردنية.
كلام عفوي على لسان الملك، يعبر عن سعادته بإنجاز النشامى، وهم يعودون مرفوعي الرأس بتعادل تاريخي مع الاوروغواي بطلة العالم مرتي،ن وبطلة كأس أمريكا اللاتينية، صاحبة التصنيف السادس عالمياً، منتخب النجوم العالميين الكبار سواريز وكافاني وفولاران وغيرهم.
كلام الملك للنشامى وعفويته في التعامل معهم هو أكثر من رسالة لمن يريد وينبغي أن يقرأ ما بين السطور. اهتمام ملكي يؤشر على أن منتخب النشامى أضحى بالفعل حالة اعتزاز وطني لدى كل الأردنيين، بل حالة اعتزاز قومي عربي عبرت عنه مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حاكم دبي وفارستنا الهاشمية الأميرة هيا بنت الحسين، بوضع طائرتهما العملاقة الخاصة ذات الطابقين بتصرف النشامى في رحلة تاريخية عبر المحيط طائرة انتظرتنا سبعة أيام كاملة في مونتيفيدو لتعيدنا إلى عمان مرفوعي الرأس. نعم فرحتنا لم تكتمل بالوصول ولأول مرة إلى كأس العالم. نعم كان بالإمكان أفضل مما كان.
نعم كان بالإمكان التأهل المباشر حتى على حساب اليابانواستراليا، بل حتى على حساب الأوروغواي نفسها، ولكن علينا في النهاية أن نرفع رأسنا بإنجاز النشامى الذين وضعوا اسم الأردن على خارطة الكرة العالمية للنشامى. تحية للنشامى الذين سوقوا الأردن الدولة أمام العالم.
تحية للذين قاتلوا حتى النهاية لم يرفعوا راية الاستسلام، حافظوا على الفرصة المستحيلة حتى النهاية التي أراها مشرفة. أدعو اتحاد الكرة إلى فتح ملفات المشاركة في تصفيات المونديال، بما له وما عليه، أدعوه إلى فتح ملفات ساخنة ولإحداث التغيير اللازم.
التغيير الذي يمنحنا الفرصة لمواصلة التحليق والبناء على ما تحقق من أساس متين وإنجاز ثمين. دون مجاملات ودون تصفية حسابات، ينبغي أن نعمل في المرحلة المقبلة. واقع الحال يفرض التغيير، والتغيير ظاهرة صحية، بل ضرورية. والله الموفق ** نقلاً عن صحيفة السبيل الأردنية