حتى المنهج المدرسي في اليمن يظهر كما لو أنه خرج من الفرقة الأولى مدرع ، أو في سلاح الصيانة .في حصة النحو - مثلاً - سنقرأ : ضرب زيد عمراً. اسألكم بالله ايش هي الصعوبة في جعل العبارة – مثلا- تصير: أحبّ زيد عمراً ؟ هل سيؤثر ذلك على الوحدة الوطنية لا سمح الله؟! • وفي امتحان الرياضيات (أو الفيزياء) للصف الثالث الثانوي ينبع لك سؤال على نحو : أطلقت دبابة قذيفة مدفعية على بعد 10 أمتار، فكم تبلغ سرعتها إذا كان الهدف على بعد 300 متر؟ أقسم بالله – حتى الضخم "على محسن " نفسه أتحداه أن يحل هذا السؤال . • وكله كوم وكتاب القراءة كوم لوحدة . ( أقصد كتاب القراءة الذي كان مقرراً على طلبة الابتدائية في الجمهورية العربية اليمنية سابقا). أربع شخصيات رئيسة في كتاب القراءة ذاك شكلت أدمغة ووعي جيل من اليمنيين ، وهي شخصيات : أبي صالح وأمي بلقيس.. و أخي أحمد و أختي أروى( الله يحفظهم كلهم ). • في كل درس من تلك الدروس سنجد "أبونا صالح" هو اليمني الضخم .فهو – بالصلاة على النبي- لوحده الآمر الناهي.. وهو اللي يدخل ويخرج .. ويقرر ، ويقرقر ، ويعصد الدنيا عصيد لو حد ضايقه . وإذا جلس يخزن في البيت ، أصه .. سكته .. محد يطلع صوت .. الضخم – بسلامة روحه- مُخزن . وبعد القات : أصه .. سكته .. ارقدوا .. الضخم بعد قات .. ضاااابح !! • وأما " أمنا بلقيس" حكايتها حكاية . فهي في المنهج - كما في الحياة – يا رحمتاه لها ، وطوال الوقت وهي "مُوسِّحة" في البيت تعصد للضخم .. وتخبز وتغسل الملابس وتكنس وتربي الجهال (الله يقوي ركبها) ادعوا لها أمانة .. هي طيبة ، وتستحق . وسيصعب عليك أن تجد لأمنا بلقيس صورة كاملة في المنهج ، على الأقل باعتبارها إنسانة مكتملة ، مش مجرد "عثيرة" مبتورة الصدر والخصر والساقين ، لكأنها فضيحة لا ينبغي وضعها في أكثر من صورة 4×6 فقط . (أساسا ، مايشتوش يمسخوهن للصور). • وعاد "أختنا" أروى "كضاااااك"، .فهي مقارنة (بأخونا أحمد) الذي سيصبح فيما بعد عبده الرجال .. هي مجرد عورة ، عرررر تطلع صوت . في المنهج كما في الحياة ايضا.. أحمد " يتقنفز " ويجري ، ويلعب و" يتنبع" وأروى لااااا " شبتسق" مثلا .
في حين ان أحمد الضخم يدخل ويخرج ..يحب ويبترع ويروي بطولاته .. وأروى "مقعلله في الزوًه" لا تدخل ولا تخرج ولا " تتقنفز" ولا " تتنبع" ولا تضحك ولا تبكي ولا تحب ولا تنحب ولا تختار ولا تقرر .. وكل وقتها – الله يقوي ركبها- وهي "موسحة" جنب الحجّة بلقيس في البيت ، مراعية لابن الحلال لما يجي ! الله يجبرها . داخل غالبية اليمنيين – عموما- رجل ضخم - تربى داخله منذ الصغر – وجعله يعيش الحياة وهو " مزرورا" ولا أضخم منه إلا "التنين" في الأساطير الصينية .