لا يوجد تفسير على وجه الأرض يقنع أحد بما يجري على تراب اليمن شماله وجنوبه. منذ الوحدة المشؤومة الكل يقاسي العذاب وكأنها لعنة لحقت بنا في غفلة من الزمان . حلم الوحدة تحول الى كابوس رهيب ، براميل الحدود البرية تحولت الى صوامع حديدية في نفوس أبناء الوطن الطيبين . الدولة المدنية تراجعت عقود ، إشلاء البشر تتفحم وبنادق القبائل البالية تعود من جديد ، نضال الثورتين وأهدافها ترحلت الى ما وراء البحار. من الذ...ي خنق الوطن ، وذبح الضمير ودمر النخوة ورسم للعالم صورة بشعة عن أخلاقنا ، قبائل تتغني بالرجولة والشهامة ونصرة الحق ولكنها تمد يد الغدر وتصنع الخيانة في وضح النهار ، وجماعة تتغني بالقانون والمدنية وتخفي خلف كل وسام صدر " قلب أسود " ، وجماعة تتحدث باسم الأمة والدين وتخفي وراء كل لحية وعمامة فكرا متخلف ، تزرع الشك في نفوس من يسمع لها في المساجد ويرى أعمالها المتناقضة في خارجه . عقدين من الزمن منذ الوحدة المشؤومة وأجيال تتربى على ممارسات غريبة وعادات سيئة ، لا يخجل أحد من الرشوة والسرقة والكذب والتزييف وقلب الحقائق ، الناس تمارسها وكأنها مرادفات للشطارة والحذق والكسب الحلال ! عقدين من الزمن وكل شيء في الوطن المذبوح يتراجع بلا حياء ، كثر يتكلمون ولكن العمل مختلف ، لا شيء يبعث عن السعادة في وطن طعن من قبل أبناءه !!! من وحي زيارتي الأخيرة لمدينة " عدن " لم يعد للمكان زمان عدن التي كانت بالأمس أمان وجدتها ترسم الحزن بإتقان لا مكان لمكتبة الربيع ولا لقهوة الآمال عنوان. وصار ملعب العفرور مزروع بعشب من قات عنس ورداع وحلم الشباب اعتزل العلم والتحق في زخم الضياع كانت بالأمس المدينة اسمها عدن واليوم قرية اسمها درن لا شيء يستحق الفرح ولكن للقلب ذكرى وفي الذكرى مكان. وللأمل شمعة وفي حناياه إيمان.