ياأيها الوالي لا أحد مفوض أن يتحدث باسم الشعب الجنوبي ولا شرعية لك أو لغيرك فالقضية الجنوبية ليست للبيع . الجنوب وطناً هو الأقوى والأقدر والأبقى، ولا وطن بدون شعب، والشعب هو المعلم والقائد والملهم وصاحب الحق في الاختيار ولست انت أو من نراهم من المكونات ممن يتمسحون فى الشعب ويزعمون أنهم من يتحدث باسمه ويسعى لمصلحته. وإذا كانت العلوم والنظريات السياسية هى بنت الواقع، ونتاج الممارسة فإن ما قام به الشعب الجنوبي منذ بداية حراكة وحتى الآن سيكون المادة التى ستثرى الفكر السياسى العالمى، لأن ما تم يؤكد أن إرادة الشعوب هى الأهم والأبقى وهى التى يجب التوقف أمامها واحترامها وترجمتها على أرض الواقع، حيث إن هذا هو جوهر الديمقراطية والشرعية الثورية التى تلوكها الألسن هذه الأيام، فالشعب الجنوبي بهباته الثورية وغير المسبوقة هو ملهم هذه الهبات ومنفذها وحارسها بعيدا عن أى تنظيمات ثورية أو وصاية سياسية، والنتائج التى أحدثها هذا البركان الثورى الرائع، أول نتائجه اثبت أن الشعب هو السيد ، فالتفويض لم يمنح لأى من كان، فالشعب وحده هو صاحب القرار، وعندما يتكلم الشعب على الجميع أن يصمت،
الجنوب لا ولن يستطيع فصيل سياسى واحد اختزاله خاصة فى ظل هذه المرحلة الاستثنائية، وعلينا جميعا ان نعي انه لن يستطيع أحد أن يفرض إرادته على هذا الشعب العظيم، فكفى مراوغة وسعيا لتحقيق مصالح خاصة على حساب الوطن وشعبه ودماء شهداء ثورته الاخيار والوطن أهم والشعب شب عن الطوق ولا وصاية لأحد عليه، وحتى تظل الجنوب لكل الجنوب.