اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    المبادرة المُطَالِبة بالكشف عن قحطان تثمن استجابة الشرعية وتحذر من الانسياق وراء رغبات الحوثي    الحوثيون يواصلون افتعال أزمة الغاز بمحافظتي إب والضالع تمهيد لرفع الأسعار إلى 9 آلاف ريال    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    قائد الحراك التهامي السلمي يعقد لقاء مع المعهد الديمقراطي الأمريكي لبحث آفاق السلام    الحوثيون يواصلون حملة اعتقال الطلاب الفارين من المراكز الصيفية في ذمار    المشهد العسكري... وحدة القيادة والعقيدة واستقلال التمويل!    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    ما معنى الانفصال:    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    البوم    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    دموع ''صنعاء القديمة''    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنوب ... ثورة الهوية والوطن
نشر في عدن الغد يوم 10 - 10 - 2012


كتب / عادل الكندي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجنوب ... ثورة الهوية والوطن
شعب الجنوب كغيره من شعوب الدول العربية والعالم له هويته الخاصة به ، بكل مكوناتها ومقوماتها بما فيها ثقافتها التي تتميز بها عن باقي الشعوب والتي لا تخلوا كغيرها من الثقافات من السمات التي تربطها بثقافات اوسع كالعربية والاسلامية والانسانية .
فالهوية الجنوبية تتمتع بكامل المكونات والمقومات المطلوبة للبقاء والاستمرار والتميز فدينياً نجدها قائمة على الاسلام عقيدة وعبادة ومعاملة ، وتاريخياً وحضارياً ممثلة بماضيها القريب والبعيد بكل احداثه وحقائقه واثارة وابعاده وموجوداته المادية والمعنوية ... ، وجغرافياً : بوحدة كل المساحة والوطن الذي يعيش عليه ابنائها بحدود دولتهم السياسية ووجودهم المصيري وسيادتهم الشرعية عليها براً وجواً وبحراً ... ، وثقافياً بالثقافة العامة الخاصة بشعبها والمتكونة من مجموع السمات والعادات والتقاليد والانماط السلوكية والفكرية المتوارثة والمكتسبة لتجمعات الجنوب السكانية وخصوصيات ثقافتها المحلية ... والمتتبع لتاريخ شعب الجنوب سيجد ان هذه الهوية الواحدة الراسخة والمتجذره كانت ولا زالت هي الاساس والحقيقة التي يقف خلفها صمود وثبات وشموخ هذا الشعب ، فبها - أي الهوية - ومن اجلها سطر ويسطر هذا الشعب اعظم التضحيات والملاحم التاريخية ، فأبناء الجنوب لم يتوانوا أو يترددوا يوماً في الوقوف والتضحية والمقاومة بقلب رجل واحد ضد وامام كل الاخطار والاستهدافات التي قد تعترض أو تهدد هويتهم ووطنهم ، وهذا يتجلى في كل الثوارات والمراحل والمنعطفات التاريخية لشعب الجنوب ... وتصديه لكل الغزاه والمستعمرين .. ونورد على سبيل الذكر لا الحصر ما كان من هذا الشعب في مقاومته ونضاله وصموده الاسطوري في وجه الاستعمار البريطاني ... وكيف التف كل ابنائه من مختلف القبائل والسلطنات والمشيخات والامارات والمناطق الجنوبية وتوحدوا حول هويتهم ووطنهم وسيادتهم ووجودهم المصيري عليه ، وواحدية اسباب وهدف مقاومتهم وثورتهم ضد هذا المستعمر الذي شعر يوماً بعد يوم بقوة وترابط هذا الشعب وتنامي الوعي والفعل والموقف الثوري لدى ابنائه بصورة لم يستطع (المستعمر) القضاء عليها أو تفسيرها .. لنجده - برغم تاكده من عدم امتلاك هذا الشعب لأي من وسائل وادوات التواصل والاتصال والمواصلات والتوعية والاعلام المطلوبة لوجود واحداث هذا الترابط والتوحد والتنامي للوعي والفعل والهدف الثوري والموقف الثوري لشعب الجنوب ومع هذا حرص هذا المستعمر على استخدام كل اساليب وادوات فرض العزله بين مشيخات وسلطنات ومناطق الجنوب ومنع وعرقلة ابنائها من الحركة والتنقل فيما بين بينها ، كما حرص على الخداع والدس السياسي محاولاً زرع الفرقة والعداء واثارة البغضاء والشك والخوف بين أبناء القبائل والمشيخات والسلطنات والمناطق من خلال محاولاته وسعيه لكسبهم واستمالتهم بطرق عديدة كمظاهر الاحتفالات الكرنفاليه والاستقبالية .. والاموال وغيرها من وسائل وامكانات وادوات التضليل وسياسات التفريق .. وكل مشاريع واساليب هذا المستعمر الذي عجز عن انجاحها ، بل ولم يسلم من هول صدمات وصفعات فشلة وخيبات توقعاته وخطأ تصوراته عن هذا الشعب واصالته ووطنيه كل ابناءه بغض النظر عن نخبهم ومناطقهم وتياراتهم .. حيث ان الامراء والسلاطين والمشائخ والدعاه والعلماء والضباط والمتعلمين (على قلة عددهم حينها) كانوا من اوائل من ادركوا خطورة بقاء هذا المستعمر على الهوية والوطن والشعب الجنوبي ، وقد تفاجئت سلطات وقوات الاستعمار حين وجدتهم من بين السباقين مع عامة أبناء الشعب في اشعال قناديل الثورة في مختلف المناطق الجنوبية ، الأمر الذي اثار غضب المستعمر الذي اخذ يشن غاراته الجوية على منازل وديار وقرى المشائخ والامراء والسلاطين وعامة أبناء شعب الجنوب وفي معظم المناطق ... إلا ان القوة كغيرها من طرق محاولات هذا المستعمر لم تفلح في تفكيك أو تمزيق وحدة الهوية الجنوبية ولم تمنع أو تحجب التواصل الروحي بين ابنائها كما لم تثني أو توقف أو تخمد حمم بركان ثورة هذا الشعب الذي زحف وتدفق من كل مناطق الجنوب بهوية وارادة وهدف ومصير واحد مجبراً هذا المستعمر على الرحيل في 30 من نوفمبر 1967م المجيد .
وكما كانت لا زالت الهوية هي ذاتها تمثل الهدف والسبب الجوهر والرئيسي في الثورة والمقاومة السلمية التي يخوضها أبناء الجنوب منذو تعرضهم للغزو الاحتلال في 1994م والمستمرة باستمراره إلى اليوم ..
وهنا قد ينبري مقرر أو دعي للقول : ان ما نقول عنه من ثورة شعب الجنوب السلمية ليست سوى حركة انانية انفصالية لجماعة فقدت مصالحها وتطمع بالاستئثار بالثروات الموجودة في الجنوب !.
إلا ان الوقائع والاحداث والحقائق التاريخية الموثقة والثابته تكشف زيف وكذب وهرطقة وسفه مثل هذا القول ، حيث لا يجرأ عاقل أو سوي على نكران حقيقية كون الجنوب هوية وشعب ووطن مستقل بذاته له جمهوريته (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) المعترف بسيادتها وحدودها الجغرافية والسياسية وشعارها وجيشها .. وتمثيلها وعضويتها في المؤسسات والهيئات الاقليمية والدولية .
كما ان قيادتها (ج ي د ش) هي من اندفعت وآثرت وتنازلت لمشروع الوحدة بمنصب الرئاسة والعاصمة تحقيقياً بمبادئ ومفاهيم وافكار مثالية في طريق الوصول إلى الاتحاد والوحدة العربية والاسلامية التي انساق شعب الجنوب وقيادته لاجلها في اقامة مشروع الوحدة بروح من المآثرة ونكران الذات وبصورة من صور الصدق والاخلاص والبراءة الساذجة رغم معرفتهم ان مساحة وثروات وطنهم ودولتهم تزيد اضعافاً مضاعفة عن مساحة جمهورية ادعياء الوحدة (الجمهورية العربية اليمنية) المعروفة بفقرها ومساحتها الخالية من الثروات ومصادرها ورغم معرفتهم كذلك بان عدد سكان (ج. ع. ي) يزيد سبعة اضعاف عن عدد سكان جمهوريتهم (ج. ي. د. ش) التي اقدمت مع هذا في اقامة مشروع الوحدة الذي انقلبت عليه (ج. ع. ي) في مرحلته الانتقالية باعلانها للحرب واجتياحها للجنوب (ج. ي. د. ش) في 1994م ليجد الجنوبيون انفسهم وقد افاقوا من اوهام واحلام القومية والاممية . واقعين تحت اعتى واقبح واخطر احتلال عرفة الجنوب طوال تاريخه ، احتلال يعمل على طمس واجتثاث الهوية وكل ما امكنه من ملامحها ومقوماتها ، احتلال يفتري ادعياءه على الله ويحرفون باسم الدين شريعته ، فاباح وانتهك العرض والارض والمال وكل ما هو جنوبي ... ، فها هو الواقع يثبت والحقائق تفضح جرائم الاحتلال وتثبيت انها ليست حركة جماعة انانية ايها الادعياء ؟ بل هي ثورة شعب الجنوب ثورة الهوية والوطن الشرف والحرية و.... و.... والثروة فالثروة وان كانت احد اسباب الثورة الجنوبية إلا انها تاتي بعد سلسلة من الاهداف والأسباب القيمية والوجودية والمصيرية في كل ثورات هذا الشعب العظيم بعقيدته وهويته وصموده وتاريخه فابناء الجنوب الذين قاموا وفجروا ثورتهم ضد المستعمر الانجليزي لم يكونوا يدركون حينها اهمية موقعهم الجغرافي وسيطرته على أهم احد الممرات الدولية ، ولا بوجود الثروات المسترخيه تحت صحاري ورمال وطنهم الطاهرة ، كما ان ذلك المستعمر لم يسلب أو يبسط على اراضيهم ومزراعهم على نحو ما نجده من الاحتلال الحالي كما ان المستعمر البريطاني لم يهدم مساجدهم ولا مدارسهم .. ولم يطرد موظفيهم ان لم يكن قد اوجد عدداً منها لبعضهم ولم يفكك أو ينهب مؤسساتهم ونقاباتهم واتحاداتهم وانديتهم ومسارحهم وو....، ان لم يكن قد وضع لبناتها الأولى ... ، واذا كان احتلال (ج. ع. ي) يفعل ويرتكب كل ما ارتكبه المستعمر الانجليزي وما لم يفعله أو يرتكبه . فان استمرار تواجده اشد خطورة على الهوية التي لا شك ان حمايتها ووحدتها وترسيخ ملامحها ومكوناتها بات أكثر من واجب وضرورة واولوية في انشطة وبرامج واهداف العمل الثوري اثناء كل مراحل هذه الثورة .
ولا غرابة ان تكون ثورة الجنوب الحالي أكثر نضجاً وتفساً وترابطاً وبعداً وتعقيداً من ثوراته الماضية لاسباب موضوعية وذاتيه تتعلق بتطور وسائل وآليات وتقنيات التواصل والاتصال والمواصلات ، وادوات اساليب ومناهج ومتطلبات وطرق قيادة الثورة ... وحجم عمق ومستوى القدرات العسكرية والتقنية والاستخباراتيه للاحتلال الحالي .. ، والتغيير والتواجد الديموجرافي والاجتثاث الثقافي وكل ما ينتهجة ويعتمد عليه احتلال (ج ع ي) في تواجده الاستيطاني واستمراره بالجنوب هذا من جهة .. ، وما اكتسبه وحققه وعايشه شعب الجنوب من احداث وتجارب وخبرات طوال الفترة الماضية والممتدة مما قبل انتصار ثورة اكتوبر ومرحلة الاستقلال ، والدولة الجنوبية .. فوقوعها تحت احتلال (ج ع ي) وثورة الجنوب المصيرية للخلاص والتخلص منه والمستمرة باستمراره حتى اللحظة .. ، وهذه الفترة الزمنية على قصرها مقارنة باعمار الشعوب إلا انها كانت مليئة بالاحداث الكثيفة والمتسارعة التي عايشها واختبرها شعب الجنوب واكتسب فيها من التجارب والخبرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ما لم يحضى أو يتسنى لشعب من الشعوب ان يكتسبه أو يختبره من مجموع الاحداث التي عايشها طوال مراحل وقرون من تاريخه .. وهذه الفترة تشكل جزءً من تاريخ الجنوب الذي يفتخر به جميع أبناؤه ايما فخر باعتباره مدرسة عملية وانسانية ووطنية وثورية .. تعلم فيها ومنها أبناء الجنوب الكثير والكثير من الحقائق والمتطلبات المطلوبة والضرورية في حماية وانقاض هويتهم وتحرير وطنهم واعادة بناء دولتهم وضمان استمرارها وازدهارها واستقرارها ...
فابناء الجنوب باتو يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى ان ثورة الشعوب المؤمنة بعدالة قضيتها قادرة بعون (الله) على الانتصار وتحقيق حريتها واستقلالها ولكنها قد ترتكب من الاخطاء ما يوقعها تحت مستعمر جديد .. كما ادركوا ضرورة ان ثورة الهوية لابد ان تحمي كل أبناء وطنها ولا تأكلهم أو تخون بعضهم .
كما عرفوا خطورة شمولية وسياسات الانغلاق واهمية التعددية ومدنية الدولة والانفتاح السياسي في الداخل ومع دول الجوار والاقليم والعالم ، وفي نفس الوقت خطورة قيام وبناء نظام وسياسات الدولة على اساس استيراد أو تطبيق قوالب اياً من النظريات والادلوجيات التي تتعارض وتتناقض مع مكونات هوية الشعب وخصوصياته وموروثاته وعادته ومع مصلحة ورفاهية كل ابناؤه ... وكذا ضرورة واهمية حرية التعبير والاعلام ومدنية الدولة وحماية الحقوق والملكية الشخصية وتشجيع ودعم القطاع الخاص كشريك اساسي في بناء الاقتصاد الوطني ..
ولا شك إنهم – الجنوبيين – قد ادركوا ايضاً ان حماية الهوية لا تتاتا إلا بجميع أبناء وطنها ، وليس بوصاية حزب معين أو منطقة أو فكر أو فئة على حساب اخرى كما ان ثورة الهوية والوطن يجب ان تتضمن اهدافاً مرحلية ، وان ترقى وتخدم وتتناسب بانشطتها واساليبها وبرامجها وآلياتها مع حجم هدفها الاستراتيجي فتشمل حفظ وتوثيق ورصد واحياء واثراء ورفد كل الجوانب المكونة للهوية الجنوبية فتبدأ من كل بيت وعزلة وقرية وبادية ومركز ومديرية ومحافظة جنوبية بتوثيق لهاجاتها العامية وقصصها واساطيرها وزواملها وحكمها وفنونها وتقاليدها في كل جوانب الحياة والمناسبات المختلفة .. كذا اسماء ونماذج الادوات والمكونات المادية والمعنوية لمختلف الحرف والمهن والانشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وكذا حصر وتوثيق وتقييم كل المواقع الحضارية والانثرية وما يتعلق بها من روايات شفوية ، وحماية ما تبقى منها من اعتداءات النهب والسلب والسرقة والتخريب ومواجهة كل اساليب التجهيل التربوي والتعليمي والفقهي والثقافي والفنون الادبية والابداعية والرياضية ، كما ان ثورة الهوية لا تنتهي باستعادة الدولة إذ لا بد ان تقام وتدار وتبنى دولة الجنوب بشراكة كل ابناءه على مبدأ الكفاءات ، وهذا قد يكون من خلال ايجاد شكل ونوع النظام الذي سيعطي ويحفظ خصوصيات ومميزات كل منطقة من مناطق الجنوب ويحافظ ويضمن في نفس الوقت على واحدية الهوية لابناء الجنوب وترابط وتماسك ثقافتهم العامة ووحدتهم السياسية والجغرافية ويضمن الشراكة والمنافسة السياسية العادلة بين ابناء الجنوب واحزابه ونخبه في بناء دولتهم المدنية ووطنهم وحفظ امنه واستقراره وتنميته والذود عن حياضه وهويته وكرامته وسيادته الوطنية .

شعب الجنوب كغيره من شعوب الدول العربية والعالم له هويته الخاصة به ، بكل مكوناتها ومقوماتها بما فيها ثقافتها التي تتميز بها عن باقي الشعوب والتي لا تخلوا كغيرها من الثقافات من السمات التي تربطها بثقافات اوسع كالعربية والاسلامية والانسانية .
فالهوية الجنوبية تتمتع بكامل المكونات والمقومات المطلوبة للبقاء والاستمرار والتميز فدينياً نجدها قائمة على الاسلام عقيدة وعبادة ومعاملة ، وتاريخياً وحضارياً ممثلة بماضيها القريب والبعيد بكل احداثه وحقائقه واثارة وابعاده وموجوداته المادية والمعنوية ... ، وجغرافياً : بوحدة كل المساحة والوطن الذي يعيش عليه ابنائها بحدود دولتهم السياسية ووجودهم المصيري وسيادتهم الشرعية عليها براً وجواً وبحراً ... ، وثقافياً بالثقافة العامة الخاصة بشعبها والمتكونة من مجموع السمات والعادات والتقاليد والانماط السلوكية والفكرية المتوارثة والمكتسبة لتجمعات الجنوب السكانية وخصوصيات ثقافتها المحلية ... والمتتبع لتاريخ شعب الجنوب سيجد ان هذه الهوية الواحدة الراسخة والمتجذره كانت ولا زالت هي الاساس والحقيقة التي يقف خلفها صمود وثبات وشموخ هذا الشعب ، فبها - أي الهوية - ومن اجلها سطر ويسطر هذا الشعب اعظم التضحيات والملاحم التاريخية ، فأبناء الجنوب لم يتوانوا أو يترددوا يوماً في الوقوف والتضحية والمقاومة بقلب رجل واحد ضد وامام كل الاخطار والاستهدافات التي قد تعترض أو تهدد هويتهم ووطنهم ، وهذا يتجلى في كل الثوارات والمراحل والمنعطفات التاريخية لشعب الجنوب ... وتصديه لكل الغزاه والمستعمرين .. ونورد على سبيل الذكر لا الحصر ما كان من هذا الشعب في مقاومته ونضاله وصموده الاسطوري في وجه الاستعمار البريطاني ... وكيف التف كل ابنائه من مختلف القبائل والسلطنات والمشيخات والامارات والمناطق الجنوبية وتوحدوا حول هويتهم ووطنهم وسيادتهم ووجودهم المصيري عليه ، وواحدية اسباب وهدف مقاومتهم وثورتهم ضد هذا المستعمر الذي شعر يوماً بعد يوم بقوة وترابط هذا الشعب وتنامي الوعي والفعل والموقف الثوري لدى ابنائه بصورة لم يستطع (المستعمر) القضاء عليها أو تفسيرها .. لنجده - برغم تاكده من عدم امتلاك هذا الشعب لأي من وسائل وادوات التواصل والاتصال والمواصلات والتوعية والاعلام المطلوبة لوجود واحداث هذا الترابط والتوحد والتنامي للوعي والفعل والهدف الثوري والموقف الثوري لشعب الجنوب ومع هذا حرص هذا المستعمر على استخدام كل اساليب وادوات فرض العزله بين مشيخات وسلطنات ومناطق الجنوب ومنع وعرقلة ابنائها من الحركة والتنقل فيما بين بينها ، كما حرص على الخداع والدس السياسي محاولاً زرع الفرقة والعداء واثارة البغضاء والشك والخوف بين أبناء القبائل والمشيخات والسلطنات والمناطق من خلال محاولاته وسعيه لكسبهم واستمالتهم بطرق عديدة كمظاهر الاحتفالات الكرنفاليه والاستقبالية .. والاموال وغيرها من وسائل وامكانات وادوات التضليل وسياسات التفريق .. وكل مشاريع واساليب هذا المستعمر الذي عجز عن انجاحها ، بل ولم يسلم من هول صدمات وصفعات فشلة وخيبات توقعاته وخطأ تصوراته عن هذا الشعب واصالته ووطنيه كل ابناءه بغض النظر عن نخبهم ومناطقهم وتياراتهم .. حيث ان الامراء والسلاطين والمشائخ والدعاه والعلماء والضباط والمتعلمين (على قلة عددهم حينها) كانوا من اوائل من ادركوا خطورة بقاء هذا المستعمر على الهوية والوطن والشعب الجنوبي ، وقد تفاجئت سلطات وقوات الاستعمار حين وجدتهم من بين السباقين مع عامة أبناء الشعب في اشعال قناديل الثورة في مختلف المناطق الجنوبية ، الأمر الذي اثار غضب المستعمر الذي اخذ يشن غاراته الجوية على منازل وديار وقرى المشائخ والامراء والسلاطين وعامة أبناء شعب الجنوب وفي معظم المناطق ... إلا ان القوة كغيرها من طرق محاولات هذا المستعمر لم تفلح في تفكيك أو تمزيق وحدة الهوية الجنوبية ولم تمنع أو تحجب التواصل الروحي بين ابنائها كما لم تثني أو توقف أو تخمد حمم بركان ثورة هذا الشعب الذي زحف وتدفق من كل مناطق الجنوب بهوية وارادة وهدف ومصير واحد مجبراً هذا المستعمر على الرحيل في 30 من نوفمبر 1967م المجيد .
وكما كانت لا زالت الهوية هي ذاتها تمثل الهدف والسبب الجوهر والرئيسي في الثورة والمقاومة السلمية التي يخوضها أبناء الجنوب منذو تعرضهم للغزو الاحتلال في 1994م والمستمرة باستمراره إلى اليوم ..
وهنا قد ينبري مقرر أو دعي للقول : ان ما نقول عنه من ثورة شعب الجنوب السلمية ليست سوى حركة انانية انفصالية لجماعة فقدت مصالحها وتطمع بالاستئثار بالثروات الموجودة في الجنوب !.
إلا ان الوقائع والاحداث والحقائق التاريخية الموثقة والثابته تكشف زيف وكذب وهرطقة وسفه مثل هذا القول ، حيث لا يجرأ عاقل أو سوي على نكران حقيقية كون الجنوب هوية وشعب ووطن مستقل بذاته له جمهوريته (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) المعترف بسيادتها وحدودها الجغرافية والسياسية وشعارها وجيشها .. وتمثيلها وعضويتها في المؤسسات والهيئات الاقليمية والدولية .
كما ان قيادتها (ج ي د ش) هي من اندفعت وآثرت وتنازلت لمشروع الوحدة بمنصب الرئاسة والعاصمة تحقيقياً بمبادئ ومفاهيم وافكار مثالية في طريق الوصول إلى الاتحاد والوحدة العربية والاسلامية التي انساق شعب الجنوب وقيادته لاجلها في اقامة مشروع الوحدة بروح من المآثرة ونكران الذات وبصورة من صور الصدق والاخلاص والبراءة الساذجة رغم معرفتهم ان مساحة وثروات وطنهم ودولتهم تزيد اضعافاً مضاعفة عن مساحة جمهورية ادعياء الوحدة (الجمهورية العربية اليمنية) المعروفة بفقرها ومساحتها الخالية من الثروات ومصادرها ورغم معرفتهم كذلك بان عدد سكان (ج. ع. ي) يزيد سبعة اضعاف عن عدد سكان جمهوريتهم (ج. ي. د. ش) التي اقدمت مع هذا في اقامة مشروع الوحدة الذي انقلبت عليه (ج. ع. ي) في مرحلته الانتقالية باعلانها للحرب واجتياحها للجنوب (ج. ي. د. ش) في 1994م ليجد الجنوبيون انفسهم وقد افاقوا من اوهام واحلام القومية والاممية . واقعين تحت اعتى واقبح واخطر احتلال عرفة الجنوب طوال تاريخه ، احتلال يعمل على طمس واجتثاث الهوية وكل ما امكنه من ملامحها ومقوماتها ، احتلال يفتري ادعياءه على الله ويحرفون باسم الدين شريعته ، فاباح وانتهك العرض والارض والمال وكل ما هو جنوبي ... ، فها هو الواقع يثبت والحقائق تفضح جرائم الاحتلال وتثبيت انها ليست حركة جماعة انانية ايها الادعياء ؟ بل هي ثورة شعب الجنوب ثورة الهوية والوطن الشرف والحرية و.... و.... والثروة فالثروة وان كانت احد اسباب الثورة الجنوبية إلا انها تاتي بعد سلسلة من الاهداف والأسباب القيمية والوجودية والمصيرية في كل ثورات هذا الشعب العظيم بعقيدته وهويته وصموده وتاريخه فابناء الجنوب الذين قاموا وفجروا ثورتهم ضد المستعمر الانجليزي لم يكونوا يدركون حينها اهمية موقعهم الجغرافي وسيطرته على أهم احد الممرات الدولية ، ولا بوجود الثروات المسترخيه تحت صحاري ورمال وطنهم الطاهرة ، كما ان ذلك المستعمر لم يسلب أو يبسط على اراضيهم ومزراعهم على نحو ما نجده من الاحتلال الحالي كما ان المستعمر البريطاني لم يهدم مساجدهم ولا مدارسهم .. ولم يطرد موظفيهم ان لم يكن قد اوجد عدداً منها لبعضهم ولم يفكك أو ينهب مؤسساتهم ونقاباتهم واتحاداتهم وانديتهم ومسارحهم وو....، ان لم يكن قد وضع لبناتها الأولى ... ، واذا كان احتلال (ج. ع. ي) يفعل ويرتكب كل ما ارتكبه المستعمر الانجليزي وما لم يفعله أو يرتكبه . فان استمرار تواجده اشد خطورة على الهوية التي لا شك ان حمايتها ووحدتها وترسيخ ملامحها ومكوناتها بات أكثر من واجب وضرورة واولوية في انشطة وبرامج واهداف العمل الثوري اثناء كل مراحل هذه الثورة .
ولا غرابة ان تكون ثورة الجنوب الحالي أكثر نضجاً وتفساً وترابطاً وبعداً وتعقيداً من ثوراته الماضية لاسباب موضوعية وذاتيه تتعلق بتطور وسائل وآليات وتقنيات التواصل والاتصال والمواصلات ، وادوات اساليب ومناهج ومتطلبات وطرق قيادة الثورة ... وحجم عمق ومستوى القدرات العسكرية والتقنية والاستخباراتيه للاحتلال الحالي .. ، والتغيير والتواجد الديموجرافي والاجتثاث الثقافي وكل ما ينتهجة ويعتمد عليه احتلال (ج ع ي) في تواجده الاستيطاني واستمراره بالجنوب هذا من جهة .. ، وما اكتسبه وحققه وعايشه شعب الجنوب من احداث وتجارب وخبرات طوال الفترة الماضية والممتدة مما قبل انتصار ثورة اكتوبر ومرحلة الاستقلال ، والدولة الجنوبية .. فوقوعها تحت احتلال (ج ع ي) وثورة الجنوب المصيرية للخلاص والتخلص منه والمستمرة باستمراره حتى اللحظة .. ، وهذه الفترة الزمنية على قصرها مقارنة باعمار الشعوب إلا انها كانت مليئة بالاحداث الكثيفة والمتسارعة التي عايشها واختبرها شعب الجنوب واكتسب فيها من التجارب والخبرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ما لم يحضى أو يتسنى لشعب من الشعوب ان يكتسبه أو يختبره من مجموع الاحداث التي عايشها طوال مراحل وقرون من تاريخه .. وهذه الفترة تشكل جزءً من تاريخ الجنوب الذي يفتخر به جميع أبناؤه ايما فخر باعتباره مدرسة عملية وانسانية ووطنية وثورية .. تعلم فيها ومنها أبناء الجنوب الكثير والكثير من الحقائق والمتطلبات المطلوبة والضرورية في حماية وانقاض هويتهم وتحرير وطنهم واعادة بناء دولتهم وضمان استمرارها وازدهارها واستقرارها ...
فابناء الجنوب باتو يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى ان ثورة الشعوب المؤمنة بعدالة قضيتها قادرة بعون (الله) على الانتصار وتحقيق حريتها واستقلالها ولكنها قد ترتكب من الاخطاء ما يوقعها تحت مستعمر جديد .. كما ادركوا ضرورة ان ثورة الهوية لابد ان تحمي كل أبناء وطنها ولا تأكلهم أو تخون بعضهم .
كما عرفوا خطورة شمولية وسياسات الانغلاق واهمية التعددية ومدنية الدولة والانفتاح السياسي في الداخل ومع دول الجوار والاقليم والعالم ، وفي نفس الوقت خطورة قيام وبناء نظام وسياسات الدولة على اساس استيراد أو تطبيق قوالب اياً من النظريات والادلوجيات التي تتعارض وتتناقض مع مكونات هوية الشعب وخصوصياته وموروثاته وعادته ومع مصلحة ورفاهية كل ابناؤه ... وكذا ضرورة واهمية حرية التعبير والاعلام ومدنية الدولة وحماية الحقوق والملكية الشخصية وتشجيع ودعم القطاع الخاص كشريك اساسي في بناء الاقتصاد الوطني ..
ولا شك إنهم – الجنوبيين – قد ادركوا ايضاً ان حماية الهوية لا تتاتا إلا بجميع أبناء وطنها ، وليس بوصاية حزب معين أو منطقة أو فكر أو فئة على حساب اخرى كما ان ثورة الهوية والوطن يجب ان تتضمن اهدافاً مرحلية ، وان ترقى وتخدم وتتناسب بانشطتها واساليبها وبرامجها وآلياتها مع حجم هدفها الاستراتيجي فتشمل حفظ وتوثيق ورصد واحياء واثراء ورفد كل الجوانب المكونة للهوية الجنوبية فتبدأ من كل بيت وعزلة وقرية وبادية ومركز ومديرية ومحافظة جنوبية بتوثيق لهاجاتها العامية وقصصها واساطيرها وزواملها وحكمها وفنونها وتقاليدها في كل جوانب الحياة والمناسبات المختلفة .. كذا اسماء ونماذج الادوات والمكونات المادية والمعنوية لمختلف الحرف والمهن والانشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وكذا حصر وتوثيق وتقييم كل المواقع الحضارية والانثرية وما يتعلق بها من روايات شفوية ، وحماية ما تبقى منها من اعتداءات النهب والسلب والسرقة والتخريب ومواجهة كل اساليب التجهيل التربوي والتعليمي والفقهي والثقافي والفنون الادبية والابداعية والرياضية ، كما ان ثورة الهوية لا تنتهي باستعادة الدولة إذ لا بد ان تقام وتدار وتبنى دولة الجنوب بشراكة كل ابناءه على مبدأ الكفاءات ، وهذا قد يكون من خلال ايجاد شكل ونوع النظام الذي سيعطي ويحفظ خصوصيات ومميزات كل منطقة من مناطق الجنوب ويحافظ ويضمن في نفس الوقت على واحدية الهوية لابناء الجنوب وترابط وتماسك ثقافتهم العامة ووحدتهم السياسية والجغرافية ويضمن الشراكة والمنافسة السياسية العادلة بين ابناء الجنوب واحزابه ونخبه في بناء دولتهم المدنية ووطنهم وحفظ امنه واستقراره وتنميته والذود عن حياضه وهويته وكرامته وسيادته الوطنية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.