بن حبريش يختزل حضرموت: "ما أريكم إلا ما أرى".. نزعة فرعنة تشق الصف الحضرمي    الاتحاد البرلماني العربي يؤكد على ضرورة انهاء معاناة اليمنيين وصون وحدة البلاد    تحالف الأحزاب: الاعتراف الصهيوني بأرض الصومال عدوان مباشر يهدد أمن اليمن والبحر الأحمر    الصين تدعو إلى التمسك بسيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه    وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان تنفي وجود أي انتهاكات في حضرموت والمهرة    تحذير أمريكي: تحولات شرق اليمن تهدد التهدئة وتفتح الباب لصراع إقليمي    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع خمس كيانات مصرفية    الكثيري: تظاهرات سيئون تفويض شعبي للقوات الجنوبية    الأرصاد يتوقع حدوث الصقيع على أجزاء محدودة من المرتفعات    بدء إجراءات صرف مرتبات موظفي الدولة لشهر نوفمبر وفق "الآلية الاستثنائية"    إدارة أمن عدن تكشف حقيقة قضية الفتاة أبرار رضوان وتفند شائعات الاختطاف    قراءة تحليلية لنص "من بوحي لهيفاء" ل"أحمد سيف حاشد"    بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    احتجاجات واسعة في مقديشو تنديدًا باعتراف العدو الصهيوني بإقليم أرض الصومال    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    الشرعية حين تتحول من مبدأ قانوني إلى أداة تعطيل    عاجل: مصرع القيادي الإرهابي رويس الرويمي وخمسة من عناصر القاعدة في عملية أمنية بحضرموت    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    نائب وزير العدل يتفقد تجهيز مقرات المحاكم الابتدائية المنشأة حديثًا بأمانة العاصمة    الإفراج عن 108 سجناء من الحديدة بمناسبة جمعة رجب    حمداً لله على السلامة    خلال تدشينه مشروع التحول الإلكتروني لصندوق التقاعد الأمني .. اللواء المرتضى: المتقاعدون يستحقون الاهتمام فقد أفنوا سنوات طويلة في خدمة الوطن    المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ينفذ عمليات واسعة لإتلاف مخلفات العدوان بمحافظة الجوف    هل يهزم ابن زايد بن سلمان ويتسبب بقسمة تركة الرجل المريض؟    إيمان الهوية وهوية الإيمان    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    الدكتور هادي دلول أستاذ العلاقات الدولية والمستشار في الفيزياء النووية في طهران:نبارك اتفاق إطلاق الأسرى في اليمن وتنفيذه متوقف على مصداقية الطرف الآخر والتزامه    الطبيب الخزان يشكو ما تعرض له في مبنى قضائي بصنعاء للنائب العام    فلسطين الوطن البشارة    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    العليمي يشن الحروب على الجنوب لحماية سرقاته لنفط شبوة وحضرموت    منذ أكثر من شهر.. مليشيا الحوثي تمنع دخول عشرات الشاحنات المحملة بمادة الأخشاب    مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة غدا لبحث الاعتراف الإسرائيلي ب"أرض الصومال"    ميلان يقسو على فيرونا بثلاثية ويعتلي صدارة "الكالتشيو" مؤقتاً    ورشة حول الصحة والسلامة المهنية بصنعاء    خفر السواحل تحذر من السباحة قبالة سواحل عدن وأبين وشبوة    المحرّمي يطّلع على سير العمل في المؤسسة العامة للاتصالات وخططها المستقبلية    نيجيريا تسقط تونس في مباراة مثيرة وتبلغ ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    رشاد العليمي يسهل لنجله عبدالحافظ سرقة نفط حضرموت    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    الصحفي المهتم بقضايا الناس وانشطة الصحافة الثقافية عبدالعزيز الويز    قراءة تحليلية لنص «صدمة استقبلتها بقهقهة» ل"أحمد سيف حاشد"    دوري روشن السعودي: اتحاد جدة يهزم الشباب بثنائية نظيفة    اكتشاف آثار حضارة متطورة في باكستان    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    ما علاقة ضوء الشمس بداء السكري.. نصيحة للمصابين    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنوب ... ثورة الهوية والوطن
نشر في عدن الغد يوم 10 - 10 - 2012


كتب / عادل الكندي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجنوب ... ثورة الهوية والوطن
شعب الجنوب كغيره من شعوب الدول العربية والعالم له هويته الخاصة به ، بكل مكوناتها ومقوماتها بما فيها ثقافتها التي تتميز بها عن باقي الشعوب والتي لا تخلوا كغيرها من الثقافات من السمات التي تربطها بثقافات اوسع كالعربية والاسلامية والانسانية .
فالهوية الجنوبية تتمتع بكامل المكونات والمقومات المطلوبة للبقاء والاستمرار والتميز فدينياً نجدها قائمة على الاسلام عقيدة وعبادة ومعاملة ، وتاريخياً وحضارياً ممثلة بماضيها القريب والبعيد بكل احداثه وحقائقه واثارة وابعاده وموجوداته المادية والمعنوية ... ، وجغرافياً : بوحدة كل المساحة والوطن الذي يعيش عليه ابنائها بحدود دولتهم السياسية ووجودهم المصيري وسيادتهم الشرعية عليها براً وجواً وبحراً ... ، وثقافياً بالثقافة العامة الخاصة بشعبها والمتكونة من مجموع السمات والعادات والتقاليد والانماط السلوكية والفكرية المتوارثة والمكتسبة لتجمعات الجنوب السكانية وخصوصيات ثقافتها المحلية ... والمتتبع لتاريخ شعب الجنوب سيجد ان هذه الهوية الواحدة الراسخة والمتجذره كانت ولا زالت هي الاساس والحقيقة التي يقف خلفها صمود وثبات وشموخ هذا الشعب ، فبها - أي الهوية - ومن اجلها سطر ويسطر هذا الشعب اعظم التضحيات والملاحم التاريخية ، فأبناء الجنوب لم يتوانوا أو يترددوا يوماً في الوقوف والتضحية والمقاومة بقلب رجل واحد ضد وامام كل الاخطار والاستهدافات التي قد تعترض أو تهدد هويتهم ووطنهم ، وهذا يتجلى في كل الثوارات والمراحل والمنعطفات التاريخية لشعب الجنوب ... وتصديه لكل الغزاه والمستعمرين .. ونورد على سبيل الذكر لا الحصر ما كان من هذا الشعب في مقاومته ونضاله وصموده الاسطوري في وجه الاستعمار البريطاني ... وكيف التف كل ابنائه من مختلف القبائل والسلطنات والمشيخات والامارات والمناطق الجنوبية وتوحدوا حول هويتهم ووطنهم وسيادتهم ووجودهم المصيري عليه ، وواحدية اسباب وهدف مقاومتهم وثورتهم ضد هذا المستعمر الذي شعر يوماً بعد يوم بقوة وترابط هذا الشعب وتنامي الوعي والفعل والموقف الثوري لدى ابنائه بصورة لم يستطع (المستعمر) القضاء عليها أو تفسيرها .. لنجده - برغم تاكده من عدم امتلاك هذا الشعب لأي من وسائل وادوات التواصل والاتصال والمواصلات والتوعية والاعلام المطلوبة لوجود واحداث هذا الترابط والتوحد والتنامي للوعي والفعل والهدف الثوري والموقف الثوري لشعب الجنوب ومع هذا حرص هذا المستعمر على استخدام كل اساليب وادوات فرض العزله بين مشيخات وسلطنات ومناطق الجنوب ومنع وعرقلة ابنائها من الحركة والتنقل فيما بين بينها ، كما حرص على الخداع والدس السياسي محاولاً زرع الفرقة والعداء واثارة البغضاء والشك والخوف بين أبناء القبائل والمشيخات والسلطنات والمناطق من خلال محاولاته وسعيه لكسبهم واستمالتهم بطرق عديدة كمظاهر الاحتفالات الكرنفاليه والاستقبالية .. والاموال وغيرها من وسائل وامكانات وادوات التضليل وسياسات التفريق .. وكل مشاريع واساليب هذا المستعمر الذي عجز عن انجاحها ، بل ولم يسلم من هول صدمات وصفعات فشلة وخيبات توقعاته وخطأ تصوراته عن هذا الشعب واصالته ووطنيه كل ابناءه بغض النظر عن نخبهم ومناطقهم وتياراتهم .. حيث ان الامراء والسلاطين والمشائخ والدعاه والعلماء والضباط والمتعلمين (على قلة عددهم حينها) كانوا من اوائل من ادركوا خطورة بقاء هذا المستعمر على الهوية والوطن والشعب الجنوبي ، وقد تفاجئت سلطات وقوات الاستعمار حين وجدتهم من بين السباقين مع عامة أبناء الشعب في اشعال قناديل الثورة في مختلف المناطق الجنوبية ، الأمر الذي اثار غضب المستعمر الذي اخذ يشن غاراته الجوية على منازل وديار وقرى المشائخ والامراء والسلاطين وعامة أبناء شعب الجنوب وفي معظم المناطق ... إلا ان القوة كغيرها من طرق محاولات هذا المستعمر لم تفلح في تفكيك أو تمزيق وحدة الهوية الجنوبية ولم تمنع أو تحجب التواصل الروحي بين ابنائها كما لم تثني أو توقف أو تخمد حمم بركان ثورة هذا الشعب الذي زحف وتدفق من كل مناطق الجنوب بهوية وارادة وهدف ومصير واحد مجبراً هذا المستعمر على الرحيل في 30 من نوفمبر 1967م المجيد .
وكما كانت لا زالت الهوية هي ذاتها تمثل الهدف والسبب الجوهر والرئيسي في الثورة والمقاومة السلمية التي يخوضها أبناء الجنوب منذو تعرضهم للغزو الاحتلال في 1994م والمستمرة باستمراره إلى اليوم ..
وهنا قد ينبري مقرر أو دعي للقول : ان ما نقول عنه من ثورة شعب الجنوب السلمية ليست سوى حركة انانية انفصالية لجماعة فقدت مصالحها وتطمع بالاستئثار بالثروات الموجودة في الجنوب !.
إلا ان الوقائع والاحداث والحقائق التاريخية الموثقة والثابته تكشف زيف وكذب وهرطقة وسفه مثل هذا القول ، حيث لا يجرأ عاقل أو سوي على نكران حقيقية كون الجنوب هوية وشعب ووطن مستقل بذاته له جمهوريته (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) المعترف بسيادتها وحدودها الجغرافية والسياسية وشعارها وجيشها .. وتمثيلها وعضويتها في المؤسسات والهيئات الاقليمية والدولية .
كما ان قيادتها (ج ي د ش) هي من اندفعت وآثرت وتنازلت لمشروع الوحدة بمنصب الرئاسة والعاصمة تحقيقياً بمبادئ ومفاهيم وافكار مثالية في طريق الوصول إلى الاتحاد والوحدة العربية والاسلامية التي انساق شعب الجنوب وقيادته لاجلها في اقامة مشروع الوحدة بروح من المآثرة ونكران الذات وبصورة من صور الصدق والاخلاص والبراءة الساذجة رغم معرفتهم ان مساحة وثروات وطنهم ودولتهم تزيد اضعافاً مضاعفة عن مساحة جمهورية ادعياء الوحدة (الجمهورية العربية اليمنية) المعروفة بفقرها ومساحتها الخالية من الثروات ومصادرها ورغم معرفتهم كذلك بان عدد سكان (ج. ع. ي) يزيد سبعة اضعاف عن عدد سكان جمهوريتهم (ج. ي. د. ش) التي اقدمت مع هذا في اقامة مشروع الوحدة الذي انقلبت عليه (ج. ع. ي) في مرحلته الانتقالية باعلانها للحرب واجتياحها للجنوب (ج. ي. د. ش) في 1994م ليجد الجنوبيون انفسهم وقد افاقوا من اوهام واحلام القومية والاممية . واقعين تحت اعتى واقبح واخطر احتلال عرفة الجنوب طوال تاريخه ، احتلال يعمل على طمس واجتثاث الهوية وكل ما امكنه من ملامحها ومقوماتها ، احتلال يفتري ادعياءه على الله ويحرفون باسم الدين شريعته ، فاباح وانتهك العرض والارض والمال وكل ما هو جنوبي ... ، فها هو الواقع يثبت والحقائق تفضح جرائم الاحتلال وتثبيت انها ليست حركة جماعة انانية ايها الادعياء ؟ بل هي ثورة شعب الجنوب ثورة الهوية والوطن الشرف والحرية و.... و.... والثروة فالثروة وان كانت احد اسباب الثورة الجنوبية إلا انها تاتي بعد سلسلة من الاهداف والأسباب القيمية والوجودية والمصيرية في كل ثورات هذا الشعب العظيم بعقيدته وهويته وصموده وتاريخه فابناء الجنوب الذين قاموا وفجروا ثورتهم ضد المستعمر الانجليزي لم يكونوا يدركون حينها اهمية موقعهم الجغرافي وسيطرته على أهم احد الممرات الدولية ، ولا بوجود الثروات المسترخيه تحت صحاري ورمال وطنهم الطاهرة ، كما ان ذلك المستعمر لم يسلب أو يبسط على اراضيهم ومزراعهم على نحو ما نجده من الاحتلال الحالي كما ان المستعمر البريطاني لم يهدم مساجدهم ولا مدارسهم .. ولم يطرد موظفيهم ان لم يكن قد اوجد عدداً منها لبعضهم ولم يفكك أو ينهب مؤسساتهم ونقاباتهم واتحاداتهم وانديتهم ومسارحهم وو....، ان لم يكن قد وضع لبناتها الأولى ... ، واذا كان احتلال (ج. ع. ي) يفعل ويرتكب كل ما ارتكبه المستعمر الانجليزي وما لم يفعله أو يرتكبه . فان استمرار تواجده اشد خطورة على الهوية التي لا شك ان حمايتها ووحدتها وترسيخ ملامحها ومكوناتها بات أكثر من واجب وضرورة واولوية في انشطة وبرامج واهداف العمل الثوري اثناء كل مراحل هذه الثورة .
ولا غرابة ان تكون ثورة الجنوب الحالي أكثر نضجاً وتفساً وترابطاً وبعداً وتعقيداً من ثوراته الماضية لاسباب موضوعية وذاتيه تتعلق بتطور وسائل وآليات وتقنيات التواصل والاتصال والمواصلات ، وادوات اساليب ومناهج ومتطلبات وطرق قيادة الثورة ... وحجم عمق ومستوى القدرات العسكرية والتقنية والاستخباراتيه للاحتلال الحالي .. ، والتغيير والتواجد الديموجرافي والاجتثاث الثقافي وكل ما ينتهجة ويعتمد عليه احتلال (ج ع ي) في تواجده الاستيطاني واستمراره بالجنوب هذا من جهة .. ، وما اكتسبه وحققه وعايشه شعب الجنوب من احداث وتجارب وخبرات طوال الفترة الماضية والممتدة مما قبل انتصار ثورة اكتوبر ومرحلة الاستقلال ، والدولة الجنوبية .. فوقوعها تحت احتلال (ج ع ي) وثورة الجنوب المصيرية للخلاص والتخلص منه والمستمرة باستمراره حتى اللحظة .. ، وهذه الفترة الزمنية على قصرها مقارنة باعمار الشعوب إلا انها كانت مليئة بالاحداث الكثيفة والمتسارعة التي عايشها واختبرها شعب الجنوب واكتسب فيها من التجارب والخبرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ما لم يحضى أو يتسنى لشعب من الشعوب ان يكتسبه أو يختبره من مجموع الاحداث التي عايشها طوال مراحل وقرون من تاريخه .. وهذه الفترة تشكل جزءً من تاريخ الجنوب الذي يفتخر به جميع أبناؤه ايما فخر باعتباره مدرسة عملية وانسانية ووطنية وثورية .. تعلم فيها ومنها أبناء الجنوب الكثير والكثير من الحقائق والمتطلبات المطلوبة والضرورية في حماية وانقاض هويتهم وتحرير وطنهم واعادة بناء دولتهم وضمان استمرارها وازدهارها واستقرارها ...
فابناء الجنوب باتو يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى ان ثورة الشعوب المؤمنة بعدالة قضيتها قادرة بعون (الله) على الانتصار وتحقيق حريتها واستقلالها ولكنها قد ترتكب من الاخطاء ما يوقعها تحت مستعمر جديد .. كما ادركوا ضرورة ان ثورة الهوية لابد ان تحمي كل أبناء وطنها ولا تأكلهم أو تخون بعضهم .
كما عرفوا خطورة شمولية وسياسات الانغلاق واهمية التعددية ومدنية الدولة والانفتاح السياسي في الداخل ومع دول الجوار والاقليم والعالم ، وفي نفس الوقت خطورة قيام وبناء نظام وسياسات الدولة على اساس استيراد أو تطبيق قوالب اياً من النظريات والادلوجيات التي تتعارض وتتناقض مع مكونات هوية الشعب وخصوصياته وموروثاته وعادته ومع مصلحة ورفاهية كل ابناؤه ... وكذا ضرورة واهمية حرية التعبير والاعلام ومدنية الدولة وحماية الحقوق والملكية الشخصية وتشجيع ودعم القطاع الخاص كشريك اساسي في بناء الاقتصاد الوطني ..
ولا شك إنهم – الجنوبيين – قد ادركوا ايضاً ان حماية الهوية لا تتاتا إلا بجميع أبناء وطنها ، وليس بوصاية حزب معين أو منطقة أو فكر أو فئة على حساب اخرى كما ان ثورة الهوية والوطن يجب ان تتضمن اهدافاً مرحلية ، وان ترقى وتخدم وتتناسب بانشطتها واساليبها وبرامجها وآلياتها مع حجم هدفها الاستراتيجي فتشمل حفظ وتوثيق ورصد واحياء واثراء ورفد كل الجوانب المكونة للهوية الجنوبية فتبدأ من كل بيت وعزلة وقرية وبادية ومركز ومديرية ومحافظة جنوبية بتوثيق لهاجاتها العامية وقصصها واساطيرها وزواملها وحكمها وفنونها وتقاليدها في كل جوانب الحياة والمناسبات المختلفة .. كذا اسماء ونماذج الادوات والمكونات المادية والمعنوية لمختلف الحرف والمهن والانشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وكذا حصر وتوثيق وتقييم كل المواقع الحضارية والانثرية وما يتعلق بها من روايات شفوية ، وحماية ما تبقى منها من اعتداءات النهب والسلب والسرقة والتخريب ومواجهة كل اساليب التجهيل التربوي والتعليمي والفقهي والثقافي والفنون الادبية والابداعية والرياضية ، كما ان ثورة الهوية لا تنتهي باستعادة الدولة إذ لا بد ان تقام وتدار وتبنى دولة الجنوب بشراكة كل ابناءه على مبدأ الكفاءات ، وهذا قد يكون من خلال ايجاد شكل ونوع النظام الذي سيعطي ويحفظ خصوصيات ومميزات كل منطقة من مناطق الجنوب ويحافظ ويضمن في نفس الوقت على واحدية الهوية لابناء الجنوب وترابط وتماسك ثقافتهم العامة ووحدتهم السياسية والجغرافية ويضمن الشراكة والمنافسة السياسية العادلة بين ابناء الجنوب واحزابه ونخبه في بناء دولتهم المدنية ووطنهم وحفظ امنه واستقراره وتنميته والذود عن حياضه وهويته وكرامته وسيادته الوطنية .

شعب الجنوب كغيره من شعوب الدول العربية والعالم له هويته الخاصة به ، بكل مكوناتها ومقوماتها بما فيها ثقافتها التي تتميز بها عن باقي الشعوب والتي لا تخلوا كغيرها من الثقافات من السمات التي تربطها بثقافات اوسع كالعربية والاسلامية والانسانية .
فالهوية الجنوبية تتمتع بكامل المكونات والمقومات المطلوبة للبقاء والاستمرار والتميز فدينياً نجدها قائمة على الاسلام عقيدة وعبادة ومعاملة ، وتاريخياً وحضارياً ممثلة بماضيها القريب والبعيد بكل احداثه وحقائقه واثارة وابعاده وموجوداته المادية والمعنوية ... ، وجغرافياً : بوحدة كل المساحة والوطن الذي يعيش عليه ابنائها بحدود دولتهم السياسية ووجودهم المصيري وسيادتهم الشرعية عليها براً وجواً وبحراً ... ، وثقافياً بالثقافة العامة الخاصة بشعبها والمتكونة من مجموع السمات والعادات والتقاليد والانماط السلوكية والفكرية المتوارثة والمكتسبة لتجمعات الجنوب السكانية وخصوصيات ثقافتها المحلية ... والمتتبع لتاريخ شعب الجنوب سيجد ان هذه الهوية الواحدة الراسخة والمتجذره كانت ولا زالت هي الاساس والحقيقة التي يقف خلفها صمود وثبات وشموخ هذا الشعب ، فبها - أي الهوية - ومن اجلها سطر ويسطر هذا الشعب اعظم التضحيات والملاحم التاريخية ، فأبناء الجنوب لم يتوانوا أو يترددوا يوماً في الوقوف والتضحية والمقاومة بقلب رجل واحد ضد وامام كل الاخطار والاستهدافات التي قد تعترض أو تهدد هويتهم ووطنهم ، وهذا يتجلى في كل الثوارات والمراحل والمنعطفات التاريخية لشعب الجنوب ... وتصديه لكل الغزاه والمستعمرين .. ونورد على سبيل الذكر لا الحصر ما كان من هذا الشعب في مقاومته ونضاله وصموده الاسطوري في وجه الاستعمار البريطاني ... وكيف التف كل ابنائه من مختلف القبائل والسلطنات والمشيخات والامارات والمناطق الجنوبية وتوحدوا حول هويتهم ووطنهم وسيادتهم ووجودهم المصيري عليه ، وواحدية اسباب وهدف مقاومتهم وثورتهم ضد هذا المستعمر الذي شعر يوماً بعد يوم بقوة وترابط هذا الشعب وتنامي الوعي والفعل والموقف الثوري لدى ابنائه بصورة لم يستطع (المستعمر) القضاء عليها أو تفسيرها .. لنجده - برغم تاكده من عدم امتلاك هذا الشعب لأي من وسائل وادوات التواصل والاتصال والمواصلات والتوعية والاعلام المطلوبة لوجود واحداث هذا الترابط والتوحد والتنامي للوعي والفعل والهدف الثوري والموقف الثوري لشعب الجنوب ومع هذا حرص هذا المستعمر على استخدام كل اساليب وادوات فرض العزله بين مشيخات وسلطنات ومناطق الجنوب ومنع وعرقلة ابنائها من الحركة والتنقل فيما بين بينها ، كما حرص على الخداع والدس السياسي محاولاً زرع الفرقة والعداء واثارة البغضاء والشك والخوف بين أبناء القبائل والمشيخات والسلطنات والمناطق من خلال محاولاته وسعيه لكسبهم واستمالتهم بطرق عديدة كمظاهر الاحتفالات الكرنفاليه والاستقبالية .. والاموال وغيرها من وسائل وامكانات وادوات التضليل وسياسات التفريق .. وكل مشاريع واساليب هذا المستعمر الذي عجز عن انجاحها ، بل ولم يسلم من هول صدمات وصفعات فشلة وخيبات توقعاته وخطأ تصوراته عن هذا الشعب واصالته ووطنيه كل ابناءه بغض النظر عن نخبهم ومناطقهم وتياراتهم .. حيث ان الامراء والسلاطين والمشائخ والدعاه والعلماء والضباط والمتعلمين (على قلة عددهم حينها) كانوا من اوائل من ادركوا خطورة بقاء هذا المستعمر على الهوية والوطن والشعب الجنوبي ، وقد تفاجئت سلطات وقوات الاستعمار حين وجدتهم من بين السباقين مع عامة أبناء الشعب في اشعال قناديل الثورة في مختلف المناطق الجنوبية ، الأمر الذي اثار غضب المستعمر الذي اخذ يشن غاراته الجوية على منازل وديار وقرى المشائخ والامراء والسلاطين وعامة أبناء شعب الجنوب وفي معظم المناطق ... إلا ان القوة كغيرها من طرق محاولات هذا المستعمر لم تفلح في تفكيك أو تمزيق وحدة الهوية الجنوبية ولم تمنع أو تحجب التواصل الروحي بين ابنائها كما لم تثني أو توقف أو تخمد حمم بركان ثورة هذا الشعب الذي زحف وتدفق من كل مناطق الجنوب بهوية وارادة وهدف ومصير واحد مجبراً هذا المستعمر على الرحيل في 30 من نوفمبر 1967م المجيد .
وكما كانت لا زالت الهوية هي ذاتها تمثل الهدف والسبب الجوهر والرئيسي في الثورة والمقاومة السلمية التي يخوضها أبناء الجنوب منذو تعرضهم للغزو الاحتلال في 1994م والمستمرة باستمراره إلى اليوم ..
وهنا قد ينبري مقرر أو دعي للقول : ان ما نقول عنه من ثورة شعب الجنوب السلمية ليست سوى حركة انانية انفصالية لجماعة فقدت مصالحها وتطمع بالاستئثار بالثروات الموجودة في الجنوب !.
إلا ان الوقائع والاحداث والحقائق التاريخية الموثقة والثابته تكشف زيف وكذب وهرطقة وسفه مثل هذا القول ، حيث لا يجرأ عاقل أو سوي على نكران حقيقية كون الجنوب هوية وشعب ووطن مستقل بذاته له جمهوريته (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) المعترف بسيادتها وحدودها الجغرافية والسياسية وشعارها وجيشها .. وتمثيلها وعضويتها في المؤسسات والهيئات الاقليمية والدولية .
كما ان قيادتها (ج ي د ش) هي من اندفعت وآثرت وتنازلت لمشروع الوحدة بمنصب الرئاسة والعاصمة تحقيقياً بمبادئ ومفاهيم وافكار مثالية في طريق الوصول إلى الاتحاد والوحدة العربية والاسلامية التي انساق شعب الجنوب وقيادته لاجلها في اقامة مشروع الوحدة بروح من المآثرة ونكران الذات وبصورة من صور الصدق والاخلاص والبراءة الساذجة رغم معرفتهم ان مساحة وثروات وطنهم ودولتهم تزيد اضعافاً مضاعفة عن مساحة جمهورية ادعياء الوحدة (الجمهورية العربية اليمنية) المعروفة بفقرها ومساحتها الخالية من الثروات ومصادرها ورغم معرفتهم كذلك بان عدد سكان (ج. ع. ي) يزيد سبعة اضعاف عن عدد سكان جمهوريتهم (ج. ي. د. ش) التي اقدمت مع هذا في اقامة مشروع الوحدة الذي انقلبت عليه (ج. ع. ي) في مرحلته الانتقالية باعلانها للحرب واجتياحها للجنوب (ج. ي. د. ش) في 1994م ليجد الجنوبيون انفسهم وقد افاقوا من اوهام واحلام القومية والاممية . واقعين تحت اعتى واقبح واخطر احتلال عرفة الجنوب طوال تاريخه ، احتلال يعمل على طمس واجتثاث الهوية وكل ما امكنه من ملامحها ومقوماتها ، احتلال يفتري ادعياءه على الله ويحرفون باسم الدين شريعته ، فاباح وانتهك العرض والارض والمال وكل ما هو جنوبي ... ، فها هو الواقع يثبت والحقائق تفضح جرائم الاحتلال وتثبيت انها ليست حركة جماعة انانية ايها الادعياء ؟ بل هي ثورة شعب الجنوب ثورة الهوية والوطن الشرف والحرية و.... و.... والثروة فالثروة وان كانت احد اسباب الثورة الجنوبية إلا انها تاتي بعد سلسلة من الاهداف والأسباب القيمية والوجودية والمصيرية في كل ثورات هذا الشعب العظيم بعقيدته وهويته وصموده وتاريخه فابناء الجنوب الذين قاموا وفجروا ثورتهم ضد المستعمر الانجليزي لم يكونوا يدركون حينها اهمية موقعهم الجغرافي وسيطرته على أهم احد الممرات الدولية ، ولا بوجود الثروات المسترخيه تحت صحاري ورمال وطنهم الطاهرة ، كما ان ذلك المستعمر لم يسلب أو يبسط على اراضيهم ومزراعهم على نحو ما نجده من الاحتلال الحالي كما ان المستعمر البريطاني لم يهدم مساجدهم ولا مدارسهم .. ولم يطرد موظفيهم ان لم يكن قد اوجد عدداً منها لبعضهم ولم يفكك أو ينهب مؤسساتهم ونقاباتهم واتحاداتهم وانديتهم ومسارحهم وو....، ان لم يكن قد وضع لبناتها الأولى ... ، واذا كان احتلال (ج. ع. ي) يفعل ويرتكب كل ما ارتكبه المستعمر الانجليزي وما لم يفعله أو يرتكبه . فان استمرار تواجده اشد خطورة على الهوية التي لا شك ان حمايتها ووحدتها وترسيخ ملامحها ومكوناتها بات أكثر من واجب وضرورة واولوية في انشطة وبرامج واهداف العمل الثوري اثناء كل مراحل هذه الثورة .
ولا غرابة ان تكون ثورة الجنوب الحالي أكثر نضجاً وتفساً وترابطاً وبعداً وتعقيداً من ثوراته الماضية لاسباب موضوعية وذاتيه تتعلق بتطور وسائل وآليات وتقنيات التواصل والاتصال والمواصلات ، وادوات اساليب ومناهج ومتطلبات وطرق قيادة الثورة ... وحجم عمق ومستوى القدرات العسكرية والتقنية والاستخباراتيه للاحتلال الحالي .. ، والتغيير والتواجد الديموجرافي والاجتثاث الثقافي وكل ما ينتهجة ويعتمد عليه احتلال (ج ع ي) في تواجده الاستيطاني واستمراره بالجنوب هذا من جهة .. ، وما اكتسبه وحققه وعايشه شعب الجنوب من احداث وتجارب وخبرات طوال الفترة الماضية والممتدة مما قبل انتصار ثورة اكتوبر ومرحلة الاستقلال ، والدولة الجنوبية .. فوقوعها تحت احتلال (ج ع ي) وثورة الجنوب المصيرية للخلاص والتخلص منه والمستمرة باستمراره حتى اللحظة .. ، وهذه الفترة الزمنية على قصرها مقارنة باعمار الشعوب إلا انها كانت مليئة بالاحداث الكثيفة والمتسارعة التي عايشها واختبرها شعب الجنوب واكتسب فيها من التجارب والخبرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ما لم يحضى أو يتسنى لشعب من الشعوب ان يكتسبه أو يختبره من مجموع الاحداث التي عايشها طوال مراحل وقرون من تاريخه .. وهذه الفترة تشكل جزءً من تاريخ الجنوب الذي يفتخر به جميع أبناؤه ايما فخر باعتباره مدرسة عملية وانسانية ووطنية وثورية .. تعلم فيها ومنها أبناء الجنوب الكثير والكثير من الحقائق والمتطلبات المطلوبة والضرورية في حماية وانقاض هويتهم وتحرير وطنهم واعادة بناء دولتهم وضمان استمرارها وازدهارها واستقرارها ...
فابناء الجنوب باتو يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى ان ثورة الشعوب المؤمنة بعدالة قضيتها قادرة بعون (الله) على الانتصار وتحقيق حريتها واستقلالها ولكنها قد ترتكب من الاخطاء ما يوقعها تحت مستعمر جديد .. كما ادركوا ضرورة ان ثورة الهوية لابد ان تحمي كل أبناء وطنها ولا تأكلهم أو تخون بعضهم .
كما عرفوا خطورة شمولية وسياسات الانغلاق واهمية التعددية ومدنية الدولة والانفتاح السياسي في الداخل ومع دول الجوار والاقليم والعالم ، وفي نفس الوقت خطورة قيام وبناء نظام وسياسات الدولة على اساس استيراد أو تطبيق قوالب اياً من النظريات والادلوجيات التي تتعارض وتتناقض مع مكونات هوية الشعب وخصوصياته وموروثاته وعادته ومع مصلحة ورفاهية كل ابناؤه ... وكذا ضرورة واهمية حرية التعبير والاعلام ومدنية الدولة وحماية الحقوق والملكية الشخصية وتشجيع ودعم القطاع الخاص كشريك اساسي في بناء الاقتصاد الوطني ..
ولا شك إنهم – الجنوبيين – قد ادركوا ايضاً ان حماية الهوية لا تتاتا إلا بجميع أبناء وطنها ، وليس بوصاية حزب معين أو منطقة أو فكر أو فئة على حساب اخرى كما ان ثورة الهوية والوطن يجب ان تتضمن اهدافاً مرحلية ، وان ترقى وتخدم وتتناسب بانشطتها واساليبها وبرامجها وآلياتها مع حجم هدفها الاستراتيجي فتشمل حفظ وتوثيق ورصد واحياء واثراء ورفد كل الجوانب المكونة للهوية الجنوبية فتبدأ من كل بيت وعزلة وقرية وبادية ومركز ومديرية ومحافظة جنوبية بتوثيق لهاجاتها العامية وقصصها واساطيرها وزواملها وحكمها وفنونها وتقاليدها في كل جوانب الحياة والمناسبات المختلفة .. كذا اسماء ونماذج الادوات والمكونات المادية والمعنوية لمختلف الحرف والمهن والانشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وكذا حصر وتوثيق وتقييم كل المواقع الحضارية والانثرية وما يتعلق بها من روايات شفوية ، وحماية ما تبقى منها من اعتداءات النهب والسلب والسرقة والتخريب ومواجهة كل اساليب التجهيل التربوي والتعليمي والفقهي والثقافي والفنون الادبية والابداعية والرياضية ، كما ان ثورة الهوية لا تنتهي باستعادة الدولة إذ لا بد ان تقام وتدار وتبنى دولة الجنوب بشراكة كل ابناءه على مبدأ الكفاءات ، وهذا قد يكون من خلال ايجاد شكل ونوع النظام الذي سيعطي ويحفظ خصوصيات ومميزات كل منطقة من مناطق الجنوب ويحافظ ويضمن في نفس الوقت على واحدية الهوية لابناء الجنوب وترابط وتماسك ثقافتهم العامة ووحدتهم السياسية والجغرافية ويضمن الشراكة والمنافسة السياسية العادلة بين ابناء الجنوب واحزابه ونخبه في بناء دولتهم المدنية ووطنهم وحفظ امنه واستقراره وتنميته والذود عن حياضه وهويته وكرامته وسيادته الوطنية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.