شبام نيوز . عدن - خاص بسم الله الرحمن الرحيم بيان المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب ، حول الهبة الشعبية أن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب يؤكد على أهمية الهبة الشعبية الجنوبية في تاريخ القضية الجنوبية ، وأنها تساهم بطبيعتها السلمية وامتدادها من حوف المهرة إلى مضيق باب المندب في عدن إلى توحيد الصف الجنوبي ،وفي خلق جبهة نوعية جديدة مبنية على قاعدة التحرير والاستقلال . أن شرارة الثورة التحررية السلمية الجنوبية بكافة أشكالها لازالت مستمرة حتى تحرير كامل أرض الجنوب المحتل من المهرة إلى مضيق باب المندب وإسقاط المشروع اليمني في الجنوب . ونناشد كافة مكونات الحراك الثوري وشرائح المجتمع الجنوبي إلى الانضمام للهبة الشعبية التي هي امتداد طبيعي لتلك التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الجنوبي منذ احتلاله عام 1994م , وإلى انخراط الشعب الجنوبي بأكمله في هذا الفعل النضالي الذي وحد الريف، والساحات ، والمدينة في عمل نضالي وشعبي متواصل، أدى إلى هزيمة أوهام الاحتلال، في خلق واقع جنوبي مفكك ومدمر ويقبل الاحتلال ومخلفاته، كما ستبدد الهبة الشعبية أيضا أوهام الاحتلال اليمني ، التي انتعشت خلال ما يسمى بالحوار الوطني اليمني بإمكانية إضعاف الحراك الثوري الجنوبي ، أو النيل من تمثيله الشرعي الوحيد للقضية الجنوبية. إننا ندعو في هذه اللحظة من مفارق الطرق إلى: 1: إن هذه لحظة الهبة الشعبية الشاملة للشعب الجنوبي من حوف المهرة إلى مضيق باب المندب في عدن بكل ما يملكه هذا الشعب العظيم من قوة لمحاصرة الاحتلال سلميا وطرده من أرض الجنوب ، لا لحظة غير لحظة الهبة الشعبية . علما بأننا كثورة تحررية غير مرتبطين بأي زمن فهذه معركة مصيرية، حياة أو موت، الاحتلال اليمني هو المضغوط لأن صورته أصبحت تجسد البربرية والإجرام في كل المجالات، وهو الخائف على نفسه وأملاكه في الجنوب والثروات التي ينهبها ، بينما نحن الثوار لا نخشى إلا الله. أما الشعب الجنوبي فلم يعد لديه ما يخسره في ظل هذا الاحتلال الغاشم الاستبدادي الفاسد. 2: يؤكد المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب على أن دعوة الهبة الشعبية وَحدت كل أبناء شعبنا الجنوبي وقواه الحية وهدمت جدار الفرقة وأفشلت الأهداف الخبيثة لإغراق شعبنا في متاهات الضياع حتى أطلت علينا المشاريع السياسية الخبيثة.. واليوم ونحن نستشعر معاني الهبة الشعبية وفضائلها نؤكد بان خيار الانتفاضة الشعبية الشاملة هي السبيل الوحيد لتحرير الجنوب المحتل واسترجاع الحقوق المغتصبة وطرد الاحتلال اليمني . 3: يدعو المجلس الأعلى للحراك إلى تجسيد حالة اللحمة والوحدة الوطنية الجنوبية التي كنا عليها قبل أن يغزونا الاختراق الأمني والانقسام اللعين كي نتفرغ للتصدي لمؤامرات ومخططات الاحتلال اليمني الرامية لاجتثاث الجنوب واستعباد شعبنا. 4: المقصود بالهبة الشعبية ، أن تتجه المظاهرات اليومية النهارية والليلية إلى النقاط العسكرية لرفعها من المدن وأماكن الغاز والنفط على أن تستبدل بلجان شعبية من السكان أنفسهم ، وأن يسعى طلاب المدارس والجامعات إلى الخروج في الاتجاه نفسه. وأن يقوم العمال والموظفون الجنوبيون بالأضراب العام وتوقيف العمل. وهذا في حد ذاته يؤدى إلى حالة من الشلل العام . 5: دعوة عمال الشركات النفطية والمصانع والمصارف والمؤسسات وغيرها والموظفين إلى الالتحاق بالاعتصامات والإضرابات في أماكن العمل. 6: تصعيد كل أساليب العصيان المدني في مجال مقاطعة دفع فواتير المياه والكهرباء والغاز والتليفون وغير ذلك من الوسائل . 7: مع هذا الإصرار على مواصلة المظاهرات والاعتصامات والوقفات والإضراب العام ، لا شك أننا سنقترب من النصر. ولا شك أن هذه الأشكال النضالية التحررية فرصة تاريخية لتطهير هذه المؤسسة الجنوبية من أدران الاحتلال والفساد والسلب والنهب اليومي الذي تتعرض له . لقد اقتربت اللحظة التي سيلتحق فيها الجيش الجنوبي والشرطة والأمن وسيرفضون قتل أبنائهم وإخوتهم وآبائهم من الشعب الجنوبي الذي ينتمون اليه، وقوات الاحتلال تعيش ما بين إرهاق الجسد وإرهاق الضمير وإرهاق الفشل. وعندئذ سيسهل على الموظفين الجنوبيين إدارة مؤسساتهم ورفض إرسال دخل محافظات الجنوب إلى عاصمة الاحتلال صنعاء وأن يقوموا كذلك بتصحيح الأوضاع، ليعود الأمن والشرطة والمرور إلى مهامهم الوطنية الأصلية والرفيعة التي أفتقدها الشعب الجنوبي . 8: الاتفاق على إعلان دولة الاستقلال. ونحن نرى بوضوح أن عدم تبنى جوهر ومضمون هذا الإعلان من أهم أسباب تعثر الحراك الثوري الجنوبي حتى الآن ومن أهم أسباب تأخر النصر.. لا يمكن لشعب أن ينتصر على عدو دون أن يتدرج في تحقيق الاستقلال على الأرض ، ولا يمكن حشد شعب في ثورة على هدف فرعى أو آني. 9: لا بد أن يدرك الشعب -قياداتٍ ومواطنين- أن رفض توحيد مكونات الثورة الجنوبية على قاعدة التحرير والاستقلال هو الذى سيؤخر تحقيق القرارات المصيرية وهو الذي سيؤخر الهبة الشعبية وأنه هو سبب خرابها فى كل المجالات، وأن تحرير الجنوب لن يبدأ إلا بتوحيد قوى التحرير والاستقلال والتعايش وقبول الآخر ، فكيف يمكن إخفاء هذا الهدف عن الشعب بحجة «التكتيك»؟ التكتيك يكون في الأمور الفرعية، أما تحديد الهدف الرئيسي فهو من المقومات البديهية للنصر. 10: لا يوجد مبرر لدى الجنوبيين الذين ما يزالون في سلك الوظيفة أن يظلوا مغيبين عن قضية الاستقلال عن صنعاء ، وليعلموا أن تغييب هذه القضية يرسخ معنى استبدال الوطن بالوظيفة. نحن نريد دولة جنوبية مستقلة بدون جيوش يمنية وبدون نهب منظم لثرواتنا وبدون عمل مشترك مع الاحتلال، وهو حرام شرعا بنص القرآن الكريم ، لا يجوز شرعا السماح لشركات يمنية وقيادات قبلية وعسكرية بالاستيلاء على ثرواتنا البترولية والمعدنية بالتعاون مع بعض الموظفين الجنوبيين. 11: مشروعنا للهبة الشعبية طرد الاحتلال اليمني وإقامة دولة فيدرالية ديمقراطية جنوبية مستقلة، تنطلق فى البناء والتنمية لإقامة مشروع حضاري مدني ، ودولة تصبح منارة للاستقرار والأمن والتداول السلمي للحكم ، يرتكز مشروعها على تنمية الموارد الذاتية والاعتماد على النفس. والتعاون الندى والمتكافئ مع الأشقاء في الإقليم وسائر المجتمعات والدول العربية والإسلامية والأجنبية. نقيم العدل بين الناس بالتركيز على إشباع الحاجات الضرورية للمواطنين الجنوبيين ، وإيتاء الزكاة، ووقف المرتبات الفاجرة والمجنونة، لرفع الحد الأدنى للأجور فورا. وتوفير الخبز والدواء والسكن للمواطنين. والصندوق الانتخابي حكم بيننا، وهو ضمانة للجميع. ولن نخشى من نتائج الصندوق إذا اتفقنا على مشروع الاستقلال. 12: نلفت إلى أنه وبسبب التجربة الشمولية في الحكم السابق للجنوب يتخوف البعض اليوم من وجود التباين في الآراء في إطار مكونات الحراك السلمي الجنوبي, ويعتبرونها بمثابة انقسامات في الصف الجنوبي بشكل عام وفي الجسد الحراكي بشكل خاص, والحقيقة أنها ظاهرة صحية ومصدر قوة له. فالحراك السلمي الجنوبي ليس حزبا شموليا, وإنما تجمع شعبي نضالي وطني عريض يضم في صفوفه كل القوى الجنوبية المؤمنة بحق شعبها في التحرير والاستقلال. 13: أننا نرفض لأي صورة كانت من محاولات الانتقاص من حق شعبنا في التحرر والاستقلال وفي دولة كاملة السيادة على مائها، وترابها، وحدودها، كما لا يمكنه القبول، بعد قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، أي محاولات متذاكية لتقويض أهدافه عبر مهاترات سياسية مكشوفة، وحوار يمني فاشل أو اتفاقات فردية ، أو ترتيبات ناقصة، لا تفعل سوى تشريع الاحتلال وخنق الاستقلال والسيادة. 14: بما أننا تبنينا النضال الوطني التحرري السلمي نطالب بملاحقة كل المسئولين عن ارتكاب الجرائم ضد الجنوبيين وتقديمهم للمحاكم الدولية ونطالب جمعيات ولجان حقوق الإنسان العالمية بالوقوف معنا . 15: ان المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب وهو يقود مع أخوانه المناضلين من مكونات الثورة الجنوبية التحررية يدعو للوقف الفوري للحوار الوطني اليمني ويدعو أبناء الجنوب إلى الأنسحاب والعودة إلى أحضان شعبهم المتسامح ويدعو الى اعادة الاعتبار للحراك الثوري الجنوبي بما يضمن ِ أوسع مشاركة لجماهير شعبنا فيها لدحر الاحتلال ومعسكراته من الجنوب المحتل. وفي ضوء كل ذلك، وتعزيزاً للهبة الشعبية ، واستجابة لإرادة جماهيرنا في الوطن المحتل وخارجه، ووفاءً للشهداء والجرحى والمعتقلين؛ فإن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب يقرر:- * في مجال تصعيد الهبة الشعبية واستمراريتها أ- توفير كل الوسائل والإمكانيات للتصعيد الثوري السلمي على مختلف الصعد وبمختلف السبل؛ من أجل ضمان استمرارها وتصاعدها. ب- دعم المؤسسات واللجان الشعبية في محافظات ومديريات وأحياء الجنوب المحتل. ج- تعزيز وتطوير اللجان الشعبية ومختلف الأطر الجماهيرية والنقابية؛ من أجل سيادة فعاليتها ودورها بما في ذلك المجموعات الميدانية التي يشرف عليها المجلس الأعلى للحراك. د- توطيد الوحدة الوطنية، التي تجلت وتأصلت خلال مسيرة الحراك الجنوبي السلمي. ه- تكثيف العمل على الساحة الدولية، من أجل إطلاق سراح المعتقلين، ووقف عمليات القمع والإرهاب الرسمي المنظم ضد أطفالنا ونسائنا ورجالنا وثورتنا السلمية. و- دعوة مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى وضع الجنوب المحتل تحت إشراف دولي؛ لحماية شعبنا من الآلة العسكرية الهمجية اليمنية. ز- دعوة المغتربين والمنفيين خارج الوطن إلى تكثيف وزيادة دعمهم وترسيخ العمل بالتكافل الأسرى. وعلى المستوى الوطني الجنوبي قرر المجلس الأعلى للحراك ما يلي: 1- تشكيل قيادة مؤقتة للهبة الشعبية في أقرب وقت ممكن، تضم كافة مكونات الحراك الثوري على قاعدة التحرير والاستقلال , وطبقاً للظروف وتطور الأحداث في المحافظات وعلى مستوى الجنوب. 2- يتم تشكيل القيادة المؤقتة للهبة الشعبية من القيادات والشخصيات والكفاءات وشرائح المجتمع الجنوبي , حتى لا تظل الهبة الشعبية فريسة التشنجات الشخصية وضحية الاختراقات الخطيرة التي يخطط لها الاحتلال اليمني ، وعلى أساس التعددية السياسية، وبما يجسد الوحدة الوطنية. 3- تحدد القيادة المؤقتة برنامجها على قاعدة وثيقة الاستقلال ودعوة تحالف حضرموت وشبوة وتحت قيادة وطنية تضم مكونات الحراك وشرائح المجتمع الجنوبي . 4- يكلف المجلس الأعلى للحراك اللجنة التنفيذية والجمعية الوطنية وهيئة رئاسة المجلس الأعلى للحراك ، بصلاحيات ومسؤوليات الأعمال الميدانية السلمية وتشكيل اللجان الشعبية ، لحين إعلان تشكيل القيادة المؤقتة . وعاهد المجلس الأعلى للحراك برئاسة قائد الثورة التحررية الجنوبية حسن أحمد باعوم جماهير شعبنا المرابط بان يبقى وفي لمعاناته وعذاباته وان تظل قابضة على المبادئ والحقوق حتى إعلاء راية الاستقلال خفاقة في الجنوب. ان مسيرة نضال شعبنا مازالت طويلة وتحتاج إلى رباطة جأش, وتواضع وقبول بالرأي الآخر وعدم تكررا أخطاء الماضي في إلغاء الآخرين. وكل الجنوبيين مدعوون للمشاركة في الهبة الشعبية التي لن تتوقف مهما واجهتها من عقبات وتفنن في القتل من قبل قوات الاحتلال اليمني حتى تحقيق كامل الأهداف المنصوص عليها أعلاه. هذا المشروع الوطني الجنوبي يشرّف كل جنوبي سواء كان في الداخل أم في المنفى. ، ولا نتصور أن يرفضه أحد. وإذا اتفقنا عليه فسنجد التباينات الراهنة بين بعض مكونات الحراك الثوري فرعية ولاحقة، وسنصل إلى حلها بسهولة أكبر. والله سبحانه وتعالى هو الموفق صادر عن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب 11 ديسمبر 2013م
