لمن فاتته متابعة نشرة الأخبار نذكركم بأهم العناوين: مواجهات عنيفة بين الحوثي وآل الأحمر وسقوط مناطق بيد الحوثي - الحوثي يقترب من مسقط الأحمر في خمر وقصف عنيف لمنزل الأحمر -الحوثي يقضم أجزاء جديدة من حاشد وتراجع ذليل للأحمر.
تلك هي العناوين والان دعونا نستعرض فلم (الأحمر) المخزون في ذاكرتنا عن حاشد منذ عقود, أغمضوا أعينكم قليلا واستعينوا بمخيلتكم واستعرضوا فلم (الأحمر) المخزون في الذاكرة, أعيدوا الفلم إلى الوراء قليلاً, أنظروا في ثنايا العرض كيف تبدو قبيلة الأحمر متغطرسة بذاتها ومتبخترة بجبروتها ومتفردة بظلمها .. مازلنا في ثنايا عرض فلم (الأحمر), أنضروا كيف تتحكم بمفاصل الدولة, وكيف تتمدد بطول اليمن وعرضه بالمال والجاه والسلطان والحروب كمان, لاحظوا كيف تبدو مغرورة بذاتها قوة لا تقهر وتحكُم ولا تحكَم .. اوكيييه دعوا الفلم يمشي إلى ما لا نهاية, خلاص انتهى العرض. مابين ما استعرضناه في مخيلتنا عن آل الأحمر وما بين عناوين أخبار البداية ذلك مشهد بسيط لما كانت عليه حاشد وما آلت إليه الآن.
دخلت مع الحوثي بمعركة مجهولة المعالم لاستعادة كبريائها, ولكنها كمن جنت على نفسها براقش, فمع كل معركة وفي كل يوم يقضم الحوثي أجزاء جديدة من حاشد ومعاقل الأحمر تتهاوى مع تراجع مذل ومهين لتلك الإمبراطورية التي لم تكن تغب عنها ثروات البلاد وأراضي العباد وليست الشمس.
وبالرغم من مشاركة جهات أخرى مع آل الأحمر في مواجهة الحوثي كالسلفيين والإصلاح إلا إن الحوثي استطاع إن يلقن آل الأحمر دروساً من دروس الموت والذل التي كانت تجرعه الآخرين فيما مضى وتتساقط مناطق الأحمر بيد الحوثي واحد تلو الآخر كجلمود صخرٍ حطه السيل من علٍ, , وكأن الحال يقول لهم وبشر الظالم بالظلم ولو بعد حين. في هذه الحرب كم أضحت حاشد مشتته وممزقة, قوتهم تأخذ بالأفول مع تصاعد قوة أخرى اسمها (الحوثي) وجاك الموت يا تارك الصلاة.