الجنرال علي محسن الأحمر يستعرض هذه الأيام قوته بإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى حضرموت بعد الهزائم التي لحقت به وبجيوشه وبترسانته وأسلحته في الحروب الستة التي خاضها مع الحوثيين. فهاهو الجنرال يتوجه شرقاً لعرض عضلاته وفي اعتقاد خاطئ بأنه يستطيع إرهاب الناس في هذه المناطق. أناس لم يجربهم بعد والذين لا يقلون رجولة وشجاعة دفاعاً عن الأرض والعرض عن الحوثيين. ورغم ذلك فعلى الحضارم وأبناء الجنوب جميعاً أن يكونوا في حالة تأهب واستعداد دائمين في مواجهة أية مغامرة قد يقدم عليها من يشعرون بأن مصالحهم قد أصبحت في خبر كان بعد الهبة الشعبية التي انطلقت من وادي نحب في العشرين من ديسمبر 2013م. تلك الهبة التي وحدت الحضارم في المدن والأرياف و أكدت على التخلص و إلى الأبد من الاحتلال الشمالي الجاثم على الصدور والرقاب لما يقارب العشرين عاماً وهيمنته المطلقة على الأرض والثروات والبسط على الأرض والاتجار ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتوثيقها بوثائق رسمية باعتبارها فيد وغنائم حرب. مع العلم أن لا مشروعية لها كونها تمت نتيجة لحرب عدوانية. إذاً لم يتعلموا من الدروس والعبر تجاربهم مع الحوثيين ودروس 1972م – 1989م مع الجنوبيين والحضارم قبل الوحدة ( المؤامرة ) وقرروا السير قدماً لإخضاع المحافظات الجنوبية بالقوة فلا شك أنهم يسيرون نحو الانتحار والهاوية وسوف تتحول مناطق الجنوب جميعها إلى مقابر للغزاة فهذه طبيعة ومصير كل طاغي ينتفخ شيئاً فشيئاً كالبالون إلى أن يصل مستوى لا يستطيع أن يتقبل نسمة هواء عند ذلك ينفجر. وقبل الختام لا بد من تذكيرهم بأن من حقق النصر عام 1994م هم أبناء الجنوب الذين لجئوا إلى صنعاء في فترات مختلفة بسبب الممارسات والسياسات الخاطئة والجرائم التي ارتكبتها الأنظمة المتعاقبة في الجنوب نتيجة للحروب الأهلية الموسمية. أما في الوقت الحاضر فقد تغيرت الأوضاع بالكامل وأصبح أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية على قلب واحد في مواجهة أي عدوان أو تواجد للاحتلال الشمالي. وما على هذا الاحتلال الهمجي إلا أن يحمل عصاه ويرحل عن أرض الجنوب كما رحل الاحتلال البريطاني وبريطانيا لا زالت لم تغب عنها الشمس بعد.