يكفي الزعيمان لعبآ بعواطف الشعوب لقد قلنا لهما بالامس نعم واثبتا فشلهما وكان عاقبة افعالهما قاتلة .. والمؤمن لايلدغ من الجحر مرتين بحسب الحديث النبوي الشريف .. لقد كانت الوحدة الاندماجية في الاصل هروب من الفشل الاصغر الى الفشل الاكبر لعبت ادوارة قيادات اندفاعية متوترة ساقت شعوبها عاطفيآ الى الجحيم تحت غطاء شرعي ودار الصحن وعاد الزعيمان الى واجهت المشهد مرة ثانية يكرران فشلهما فالمخلوع فقد السلطة والاضوا و يضغط في الباطن السياسي والميداني لدفع البلد بقوة بطريقة خبيثة غير مدروسة الى الانفصال شعارة اما انا او الوحدة غير مبالي بالتبعات المترتبة او المنعكسة على الشعب في الشمال او الجنوب على قاعدة ( علي وعلى اعدائي). وفي المقابل تشنج زعيمنا الجنوبي البيض مع اننا نؤيد موقفه الثابت ازاء قضية شعبه في الجنوب إلا انني شخصيآ اتعارض مع طريقته الفردية ( وتمسكة بالخيار الفردي الشمولي ) الغير مدروس واستمراره في اقصاء اخوانه قادة الجنوب الاخرين ورفضه قديمآ وحديثآ تحقيق مصالحة وطنية جنوبية جنوبية وفي المقابل نراه اليوم يتعجل ويشمر عن ساعديه لاستعادة دولة الجنوب دولة (ماقبل 90 م) (دولة الطغمة ) بطريقة فردية عشوائية لاشباع نزوات انتقامية ذاتية غير مبالي بالتمزق والاحتقان الحاصل في الجنوب من القمة الى القاعدة غير مبالي بتيار (الزمرة) وبالتيارات والتنظيمات المسلحة المزروعة في الجنوب بالاضافة الى تركة الاحتلال من التارات القبلية والمناطقية و... الخ من التركة السلبية عميقة الاغوار .
واذا ما اعدنا شريط الاحداث قليلآ الى الوراء نجد انه في العام 1990 م كان الشعب الجنوبي 100 ./' مؤيد للوحدة اليمنية يطبل خلف قيادته السياسية ممثلة في امين عام الحزب الاشتراكي اليمني المخول سياسيآ بتمثيل الجنوب في الذهاب الى صنعاء وتحقيق مايراه مناسب فالشعب مسكين لايعلم خفايا ومطبات السياسة والاقتصاد والامن وكانت قيادته هي الموكلة بادارة الامور واختيار السبيل الامثل التي تراه يخدم شعبها و يلبي طموحاته لما تمتلك من اجهزة استخباراتية تعلم دبيب النمل وخبرات طويلة والمام بالجغرافيا والتاريخ ونظرة بعيدة المدى .
وللاسف قيادة الجنوب تلك اصابها الغرور واستفردت برآيها ولم تمد يدها لاخوانها ولم تعطى الاصوات الجنوبية الاخرى فرصة لتدلي بدلوها اوتبدي رآيها بل حاربتها وتم استبعادها نهائيآ من المشهد امثال الرئيس علي ناصر محمد ومحمد علي احمد وعبدربة منصور هادي وغيرها من القيادات الجنوبية الاكثر ثقل في الجنوب التي كان يطلق عليها حينة (الزمرة) ومنذ ذلك الحين ونحن ندفع ضريبة ذلك الانشقاق والتمزق الجنوبي الجنوبي ونجني اشواك تلك الرؤية وذلك الفكر الفردي . لقد كان الجنوب انذاك ممزق ومشحون وكان كل طرف يتربص بالآخر ( اشبة بالوضع الذي نعيشة اليوم ؟؟ ) فلم يتم تحقيق مصالحةجنوبية جنوبية إطلاقآ قبل الذهاب الى مزبلة صنعاء.
لقد اصرت (الطغمة) على تحقيق الوحدة اليمنية الاندماجية وفق رؤيتها الفردية واستبعدت قادة الجنوب الاخرين (الزمرة) وقالت الطقمة حينها انها استمدت تلك الرؤية والخيارات والرغبات 100./' من شعب الجنوب ( سيناريو مكرر يضرب على وتر العاطفة ) وكانت صادقة في ذلك فشعب الجنوب كان حينها مكبوت محتقن ممزق( زمرة طغمة) ويطمح في الهروب الى وضع آخر اكثر انفتاحآ على العالم يتمتع فية بالحرية والحياة الكريمة .
في الوقت الذي كانت فيه قادة الجنوب الموقعة على الوحدة هاربة في الاصل من غيمة فشل كبيرة كانت قادمة من الافق البعيد عقب انهيار حليفها الاستراتيجي الشرقي الاتحاد السوفياتي والانهيارات الاقتصادية والسياسية والامنية التي رافقت الدول الصديقة له وعجزها عن مجابهة المد الغربي او الوقوف في وجهه فارتمت في احضان صنعاء مستغلة العاطفة الشعبية ضاربة عصفورين بحجر ؟؟؟ كالمستجير من الرمضاء بالنار .
و كان عاقبة فشل قادة الجنوب في تحقيق مصالحة جنوبية جنوبية قبل الولوج في الوحدة اليمنية ان استغل نظام صنعاء ذلك الانشقاق وضرب الحجر باختها وحصل ماحصل في شوارع صنعاء وماتبعه في العام 1994 م وصولآ الى يومنا هذا لايحتاج شرح وتفصيل فالجميع يبكي ويتألم ويعلم تفاصيله .
وكان الاجدر بقيادة الجنوب اخذ العبر والدروس والاستفادة من اخطاء الماضي والترفع عن سياسة الاقصاء او الاستفراد بالرآي ووضع مصلحة ووحدة الوطن الجنوبي فوق كل الاعتبارات والشروع الان في تحقيق مصالحة وطنية جنوبية جنوبية والاتفاق على رؤية موحدة توقع عليها كافة فصائل الجنوب وتتقيد بها نصآ وروحآ قبل كل شي لنتحاشى تكرار سيناريوهات واخطاء قاتلة في المستقبل ؟ واكرر القول حذاري من الانفصال على نمط وسيناريو العام 1990 م ؟