عندما قرر مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية اقامة فعالية في عدن بمناسبة انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا شرعيا للبلاد واحتفاءً بثورة الشباب وسقوط اول شهيد في ثورة التغيير انزعجت قوى الحراك الجنوبي التابعة لعلي سالم البيض واظهرت الفعالية اعلاميا وكأنها مصيبة ستحل بالجنوب ووصفتها بانها استفزازية وكان من وراء ذلك اسباب خمسة هي : السبب الاول : ان علي سالم البيض يغالط العالم ويقول لهم ان شعب الجنوب مع فكرته التي يتبناها ولا يوجد من يخالف ما يريده البيض ، وهو بهذا يحقق مكاسب شخصية مادية كونه المسيطر على الشارع الجنوبي والمحرك له من وجهة نظر من يقف خلفه ، وبالتالي يضمن ان أي دعم يكون عن طريقة سواءً من ايران او غيرها ، واقامة فعالية في الجنوب وفي عدن بالذات التي تخطط ايران للسيطرة عليها يعني ان هناك قطاع كبير من الجنوبيين من جميع شرائح المجتمع منهم سياسيين وشخصيات وشباب ثورة وانصار تغيير خارج سيطرة البيض وهو بذلك يفقد مصداقيته ويقل الدعم عليه. السبب الثاني : ان الفعالية كانت احتفاءً بسقوط المخلوع علي صالح ، وهو اليوم يعتبر شريك علي سالم البيض في كثير من القواسم المشتركة منها تخريب الجنوب وعمل ثورة مضادة فيه تقلق الوضع وتخلط الاوراق ، وقد لاحظ الجميع ان تيار البيض يصف الفعالية بالاستفزازية لأبناء الجنوب وهي في الحقيقة استفزازية للمخلوع وانصاره كون شرعيته سقطت في هذا اليوم التاريخي ولم يستفز ابناء الجنوب منها بل على العكس كان الناس في الجنوب سعداء بذكرى كهذه اعادة للجنوب مكانته وانتزعت الرئاسة من رئيس شمالي واعطتها لرئيس جنوبي ، لكن علي سالم البيض وتياره هم من اعتبروا الفعالية استفزازية لهم تضامنا مع شريكهم في تخريب الجنوب اليوم المخلوع علي صالح وانصاره في الجنوب الذين ردوا على الفعالية بالتخريب والعنف كونها استفزت مشاعرهم فعلا . السبب الثالث : الخلفية التاريخية للصراع في الجنوب بين الزمرة والطغمة ، حيث وجد علي سالم البيض زعيم الطقمة ان تيار الزمرة وهم اتباع علي ناصر محمد في فترة تاريخية قد عادوا ليتمكنوا في الجنوب من بوابة الرئيس عبدربه منصور هادي المحسوب عليهم ، واحتفالية بهذه المناسبة أي تنصيب عبدربه منصور رئيسا شرعيا شعبيا ، استفزت مشاعر البيض من هذه الناحية فهو من اشترط عند تحقيق الوحدة خروج علي ناصر واصحابه من اليمن تماما فكيف له اليوم ان يعود زعيما جديدا ورقما صعبا ويكون احد افراده رئيسا للبلاد ، وهذا مؤشر خطير على مستقبل الجنوب كون القيادات بدت تستدعي الماضي وتعمل لتصفية الحسابات من جديد . السبب الرابع : ان الفعالية كانت ايضا احتفاءً بانتصار الثورة الشبابية التي حققت الهدف الرئيسي لها وهو سقوط رأس النظام المخلوع علي صالح ، وحققت ايضا كثير من اهدافها منها القضاء على مشروع التوريث ، وعزل العائلة الحاكمة ، وتسير بخطى ثابته نحو تحقيق باقي اهدافها في فترة وجيزة لا تتجاوز سنتين ، في الوقت الذي لم يحقق تيار البيض أي اهداف تذكر او انجاز يسجل خلال (18) عام منذ ان بدأ ينادي بالانفصال ، و(7) سنوات ومنذ ان انخرط تياره مع الحراك الجنوبي ، وهذا يسبب له احراج واحراق امام الشارع الجنوبي كون انصار ثورة الشباب يحتفلون بتحقيق اهداف ثورتهم فماذا حققت انت يا علي سالم للجنوب غير الدمار والتخريب والتفريق ؟ السبب الخامس : كانت الفعالية مقرره ايضا للاحتفال بأول شهيد في ثورة الشباب وهو من ابناء عدن ، وهذا يؤكد على حقيقة واضحة وجلية وهي ان ابناء الجنوب عامة وعدن خاصة شركاء في هذه الثورة ، وان الدماء التي سالت في عدن قبل صنعاء انما هي تأكيد على دور ابناء الجنوب في الثورة ورغبتهم في التضحية من اجل اصلاح الاوضاع وتحقيق عملية التغيير المنشودة ، وانهم شركاء مع ابناء اليمن في التغيير وإزالة الحكم الذي ظلم ابناء الجنوب وليس لإزالة الوحدة التي هي مكسب بالنسبة للشعب في الجنوب والشمال ، وهي رسالة ان مشكلتنا ليست مع الوحدة بل مع النظام الظالم الذي يقوده المخلوع علي صالح واننا في الجنوب سنحتفل بتأبين شهيد الثورة حتى نعمق القيم المشتركة التي خرجنا من اجلها جميعا .