صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من منهم يمثّل الجنوب فعلاً ؟.. الحراك الجنوبي 10 مكونات أقواهم ثوري وأبرزهم باع نفسه لإيران ؟
نشر في عدن أون لاين يوم 15 - 07 - 2012


عدن اون لاين/ كتب: وديع عطا
ما الذي يجري في الجنوب؟ هل صحيح أن الشعب الجنوبي يرغب في الانفصال؟ هل صحيح أن أبناء الجنوب يُريدون "فيدراليّة"؟ هل صحيح أن ما يسمّى بالحراك الجنوبي يمثّل كل أبناء الجنوب ؟ ، ثمّ أيّ فصائل الحراك يمثّل الجنوب يستحق تمثيل أبناء الجنوب، بينما هو نفسه مقسّمٌ على نفسه فصائل وأقسام لكل حجمه ومصدر تمويله.
من مطالب الرواتب إلى (فكّ الارتباط)
قبل الخوض في تفاصيل المشهد العدني كأنموذج للوضع الجنوبي المحتقن والغاضب ، فإنّي أشهد لله والتاريخ أنه عام 2005م كنت من واقع اختصاصي الصحفي بصحيفة (الناس) محرراً حقوق وحريّات أنزل ميدانياً لتغطية احتجاجات المتقاعدين العسكريين الجنوبيين الذين كانوا يتواجدون بالعشرات والمئات أحياناً أمام مجمع العرضي (وزارة الدفاع) وكان من بينهم العميد ناصر النوبة، وكانت مطالبهم لا تتجاوز الإطار الحقوقي القانوني المشروع. حينها تحمّل النوبة هو وزملاؤه المتضررون من عسكر الجنوب كل ممارسات وألفاظ الصدّ والنهر والإهانة بينما كانوا لا يطالبون بأكثر من حقهم في الاستقرار المعيشي.
وأذكر ذات مرّة أنني سألت العميد النوبة عن موافقته على توظيف البعض لمطالب العسكريين المتقاعدين سياسياً للحديث عن الانفصال وفكّ الارتباط ؟، وقال لي بالحرف الواحد:"يا أخي الوحدة خطّ أحمر ولا يمكن لنا أن نتجاوزه، ولا نسمح لأيٍ كان استخدام مطالبنا بشكلٍ يسيء لوحدوية أبناء الجنوب"، كان هذا تصريحاً لموقع (ناس برس) ولولا تلف أرشيف الموقع، لكان من السهل الاستشهاد به اليوم.
الشاهد أن العميد النوبة رئيس ما بات اليوم (الهيئة الوطنية للحراك الجنوبي) أحد مكونات الحراك الجنوبي، لم يكن يوماً انفصالياً أو داعية فيدرالية لولا سياسة الاستهانة والتجاهل والاستخفاف التي صنعت منه ذلك.
خلاصة القضيّة الجنوبية أن ما مورس بحقّ النوبة وأمثاله من مختلف الرتب والمستويات العسكرية والمدنية وكذلك مع المطالب المدنيّة، هو الذي صنّع الغضب الجنوبي الذي هيّأ لبعض الانتهازيين السياسيين قلب المطالب إلى مطلب انفصال وفك ارتباط .
(ثغر اليمن).. لم يَعُد باسماً
قضيت في (عدن) أكثر أيام شهر (الوحدة) المنصرم، غصتُ في ثغر اليمن الذي ما عاد باسماً ؟ اقتربتُ كثيراً من المجتمع الجنوبي .. وعدت بقناعة تؤيّد مطلب (إعادة النظر في شراكة أبناء الجنوب في الوحدة) ، لأسبابٍ يمكن تلخيصها في نقاط.
أولاً وقبل كل شيءٍ يجدُر التأكيد أن الغاضبون والمحتقنون من أبناء الجنوب باتوا يرون صورة (المخلوع) في وجه كلّ شماليٍ أياً كان حتى وإن كان مظلوماً وعانى من النظام السابق أكثر منهم لدرجة، أن بعضهم يعتبر الشماليين هناك (مُحتلّين)، وبالتالي فإنهم معذورون في نظرتهم السلبيّة هذه، والمستقبل كفيلٌ بتصحيحها، لأن الوحدة.. أصلاً وحدة شعبٍ وقلوب لا زواج سياسة.
(عدن) حاضنة الوحدة، والأم التي احتضنت أحرار اليمن وثوّارها، باتت في الإعلام الرسمي تُعامل وكأنها مُحافظةً ثانوية، رجالاتها الذين كانوا دعائم دولةٍ وقيادات وطن،عوملوا من نظام المخلوع وكأنهم بقايا ستالين وماركس، وليس شركاء وطن ورجال دولة.
ما هو الحراك الجنوبي ؟
يمكن القول أن الحراك الجنوبي بدأ فعلاً جنوبياً شاملاً من حيث العاطفة ووحدة المشاعر الغاضبة تجاه ما تعرض له الجنوب رموزاً وحقوقاً من إقصاء وتعسّف، انخرط فيه ابتداءً أغلب أبناء الشعب الجنوبي، وتعاطف معهم كثيرون في الشمال ؟ لأن المتضررين من سياسة الإقصاء ليسو بالقليل، لأن الحزب الاشتراكي الذي كان حاكماً في الجنوب قبل الوحدة، كان يعتمد على قوته كنظام حكم مُسيطر على سياسة الاحتواء الرسمي بالعسكرة والتجنيد. وكانت نسبة المنتسبين للمؤسسة العسكرية أكبر فئات المجتمع الجنوبي، لذلك فإنهم كانوا يعتمدون على مرتباتهم في المعيشة إضافةً لما توفّره حكومتهم من تأمينٍ صحي وبعض المواد الغذائية الرئيسيّة، وقد فقدوا هذه الامتيازات بعد الوحدة ، بل وفقدوا مرتباتهم مصدر استقرارهم المعيشي والنفسي إثر حرب الانفصال؟ في حملة تطهيرٍ شعواء لم يُراعى فيها البعد الإنساني، فلا غرابة إذاً أن يكون أكثر وأقوى المتضررين هم المتقاعدون العسكريون.
لكن سياسة التعتيم السياسي والإعلامي التي تعاطى بها نظام المخلوع، عكست الغضب والمطالب الجنوبية على أنها مطالب شخصيّة ، ويقدّمها على أنها ممارسات ابتزاز سياسي ممن فقدوا مصالحهم كما كان يقول المخلوع ورموزه وإعلامه.
شيئاً فشيئاً تصدّر مشهد الحراك إعلامياً رموز الانفصال لرمزيتهم السياسيّة ولما لهم من بقايا أتباع في الجنوب، وبرز في الصورة علي سالم البيض وحيدر العطّاس خارجياً ، وداخلياً برز حسن باعوم وبن فريد والحراكي الطائر عبدالرحمن الجفري ونحوهم وكلٌ أمسك من سجّادة الحراك بطرف يشدّ فيه حسب قوّته الشعبيّة والماديّة.
فصائل ومكونات الحراك الجنوبي
1- المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب
وهو من أكبر مكونات الحراك، و يتواجد شعبياً في كل محافظات الجنوب، ويتزعمّ هذا الفصيل علي سالم البيض ، ويضم في قيادته شخصيات ذات ثقل سياسي واجتماعي في الجنوب سواء في الداخل والخارج ، ويعتمد في تمويله على ما يقدّمه أنصاره ومؤيدوه من التجار وبعض المغتربين ، إضافةً إلى التمويل دولي غير مباشر وغير مكشوف.
وتؤكد المعطيات أن هذا الفصيل بات يشهد تبايناً ملحوظاً بين قياداته، بين من يتبّنى الاستقلال والانفصال وفك الارتباط عن الشمال ، ويعتبرون الجنوب أرضاً محتلة، ومن أبرز قيادات هذا التيار الحراكي حسن باعوم وهو الأكثر شعبية والأقوى تأثيراً، وشلال علي شائع، والبرلماني/ ناصر الخبجي ، وعيروس حقيس، وقاسم عسكر، وحسن بنان. ينما يدعو البعض للفيدرالية (إقليمين في إطار دولة اتحاديّة)، بشرط إعطاء الشعب الجنوبي خيار الاستفتاء على تقرير مصيرهم بشكلٍ حر، ومن بين من يتبنّى ذلك المهندس/ حيدر أبوبكر العطاس رئيس أول حكومة في دولة الوحدة، والرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد وغيرهم من رموز الجنوب في الخارج، يؤيدهم في ذلك من قيادات الداخل البرلماني/ صلاح الشنفرة، وعبدالله مهدي، ود. المعطري، وعلي السعدي، وقاسم الداعري، وصالح عبدالحق، ود. علي البيشي، وناصر الطويل، وصالح عبدالحق.
2- المجلس الوطني للحراك
وهو مكون كان قوياً على المستوى الشعبي إلا أن التحاق أبرز قياداته بمجلس البيض أضعفه كثيراً ولم يبقَ من قياداته إلا د. عبدالحميد شكري ، والقياديان أمين صالح ومحمد العقله كقيادات بارزة وما يزال محافظا على هيكلته وقواعد لابأس بها في أغلب الجنوب.
3- الهيئة الوطنية للإستقلال
ويتزّعم هذا المكون العميد المتقاعد / ناصر النوبة ، وهو من أضعف المكونات إذا بات محصوراً فقط في في بعض الفعاليات في محافظة شبوة، ومن خلال فعاليات يتصدرها النوبه نفسه في عدن وهي مناسباتية، لكن رموز النظام في الجنوب من المرتزقة نجحوا في استقطاب أنشطته إلى (عدن) من خلال دعم ورعاية بعض الفعاليات التي يكون الحضور فيها عاطفياً ، وقد بدأ أولى فعالياته في أكتوبر 2011م مستغلين أجواء الغضب الثوري، وحاولوا تنظيم فعاليات أسبوعية تقتصر على بعض المناشط المتقطعة وإقامة بعض الجمع، مثل/ جمعة (الصمت) 21 أكتوبر، ثم جمعة (رص الصفوف) 21 أكتوبر ، وكل فعالياته يمولها رموز نظام المخلوع في عدن ليس مالياً فقط بل وبالحشد الجماهيري الشكلي الذي لسوء حظّه لم يتجاوز في أحسن أحواله ال100 فرد.
ومن قيادات هذا الفصيل العميد/ محمد سالم قطن والبرلماني المؤتمري د. مهدي عبدالسلام رئيس فرع المؤتمر بعدن ، وكان وزير الدفاع الحالي يحضر من حينٍ لآخر بعض فعالياتهم قبل سقوط المخلوع.
4- الحركة الشبابية والطلابية
ولا يتواجد هذا المكون إلا في محافظة عدن فقط ، ويعتبر جناحاً من أجنحة المجلس الأعلى للحراك (فصيل البيض) ويراد منه احتواء الشباب الغاضبين من خلال بعض الأنشطة والحضور الإعلامي والتواصل الجيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر وغيرهما، ولذلك يهدأ حيناً وينشط أحياناً ، ومن قياداته فادي حسن باعوم، وعلي عبدالرب ، وعبدالفتاح الربيعي جماجم، واستطاع هذا المكون اختراق الشباب العدني حيث نجح في تكوين جناحٍ له في مديرية (المنصورة)، الأمر الذي قد يبرر الفوضى التي تشهدها المنصورة منذ انفلات الأمن مطلع العام الماضي.
5- اتحاد شباب الجنوب
وهو مكون ضعيف أغلب قياداته انفصلت عن (مجلس البيض)، ومن أبرز قياداته المحامي/ علي الصيّا، ووجدي الشعبي، وأنور إسماعيل، وله تواجدٌ ملحوظ في محافظات (عدن - لحجأبين)، وأقوى مناشطه هي التي تقام في عدن فقط، ويتميّز بأنه يتبنّى إقامة ما يسمّى (دولة الجنوب العربي).
6- حركة تجمع أبناء الجنوب (تاج)
وهو مكونٌ لا وجود له إلا إعلامياً فقط ، وليس له حضورٌ في المشهد الحراكي إلا من خلال بعض الأشخاص الذين يظهرون إعلامياً فقط مثل قائد البحرية اللاجئ في الخارج الحسني وعبده النقيب .
7- شباب 16 فبراير
وهذا المكون بالتحديد ولد مطلع العام المنصرم مع بدايات ثورة التغيير، وتبنّى أول قيامه شعار الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام"، لكن استحواذ بعض الشباب الانفصاليين انحرف به عن مساره الوطني فأصبح يتبنّى شعار الانفصال. ويعرف عن منتسبي هذا المكون وإن كانوا قلّة لجوءهم للعنف والفوضى وقطع الشوارع ، وهم من يتبنّى حالياً أعمال قطع شارع المنصورة (أقدم شوارع الجزيرة العربية) ، ويعتقد أنه يحصل على الدعم المالي من الأمن القومي وبعض قيادات رابطة أبناء اليمن المؤيدين لخيار الانفصال.
وباستحواذه على شارع المنصورة وإقفاله له أقام ساحةً وصلاة جمعة كان يستدعي للخطبة فيها بعض المحسوبين على أنصار الشريعة و الجهاديين السابقين المؤيدين للانفصال، بل يحاول بعضهم شرعنة الانفصال ببعض التدليس الديني، ويهرون بأن التواجد الشمالي احتلال ويجب دحره ، وقد قام بعض المتأثرين بهذا الخطاب ببعض أعمال التخريب والتدمير لمصالح ومحلات يملكها شماليون.
8- حركة (حتم)
يمكن القول أن هذه الحركة هي أقدم مكونات الحراك الجنوبي، فقد ظهرت عام 1997م كنتاجٍ لحرب صيف 94م وكانت تتبنّى استهداف نقاط الأمن وبعض مؤسسات الأمن والجيش بأعمال تفجير واغتيالات للضباط، وهي محسوبة على (فصيل البيض) ومدعومة منه وكان يتزعمها المدعو/ عيدروس عبدالعزيز، ويلاحظ تواجد عناصرها بكثرة في لحج وقليلون منهم يتواجدون في عدن وأبين، ويتزعم هؤلاء الآن الشيخ. حسن بنان، وعبدالفتاح الربيعي .
ويعتقد البعض أن قرار العفو الذي صدر عام 2000م ساهم في إضعافها يتخلّي بعض عناصرها عن منهج العنف والتخريب، إلا أن البيض تبنّى إيقاضها من جديد عن طريق الدعم المالي واستغلاله للمرتزقة منهم، خصوصاً الشباب المتحمسين للحراك الذين تتم تغذيتهم وتعبئتهم ضدّ أبناء الشمال ويعتبرون كل شماليٍ (محتل)، وكل مصالحةٍ يملكها شمالي هدفاً لهم.
ونشأ مؤخراً كيانان أحدهما محسوب على تيار الفيدرالية يقال بأنه مقرب من (الرياض) ويتزعمه عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن ، ويحاول تيار (إيران إفشال كل فعالياته منذ تأسيسه في مايو الماضي.
وتيارٌ هو الأكثر شعبيةً الآن ضمّ كل مكونات الجنوب الثورية (مجلس تنسيق قوى الجنوب الثورية ) ويرأسه أ. عبدالقوي رشاد شقيق أول رئيس وزراء لجمهورية اليمن الجنوبية عقب الاستقلال، ويحظى هذا المكون بدعم ورعاية أعلى دوائر الدولة ، كما يحظى بأغلبية شعبية وتقابل تحركاته ومناشطه بالرضى والتأييد الشعبي.
علاقة الحراك الجنوبي بالحوثيين
تفيد المعلومات المؤكدة أن أكبر وأبرز مكونات الحراك الانفصالي الذي يتزعمه البيض ارتبط بالحوثيين، لأسبابٍ غير واضحة، وذلك للتناقض الايدولوجي بين التيارين. وبدئت هذه العلاقة بزيارتين تمت قبل شهر رمضان الماضي قامت بهما مجموعتين أرسلهما عبدالملك الحوثي إلى كلٍ من عدن ولحج وأبين، الزيارة الأولى لوفدٍ برئاسة مدير مكتب عبدالملك الحوثي، والثانية قامت بها مجموعة من شباب (الصمود) المحسوبين على ثورة التغيير، وتمت هذه الزيارة تحت غطاء الثورة ، وقد استهدفت عدد من شباب الساحات الملتحقين بعد ذلك بالحراك الانفصالي، وكذلك مع عناصر من الحراك الانفصالي (فصيل البيض).
تلا ذلك زيارتين قام بهما وفدين من عناصر الحراك إلى (صعدة) مباشرةً، بدت وكأنها رداً على زيارة الحوثيين الأولى، حيث ضم الوفد الأول الجنوبي شبابٌ من شباب الساحات المحسوبين على ثورة التغيير في الجنوب تحت لافتة (اتحاد شباب الجنوب) برئاسة علي الصيا ، فيما ضمّ الوفد الثاني عناصر من قيادات الحراك الانفصالي وكانوا برئاسة حسن بنان.
وتفيد معلومات من مصادر مقرّبة من قيادات الوفدين أن الزيارتين اثمرتا اتفاقاً استرتيجياً يتمثّل في التزام الحوثيين بتقديم الدعم المالي المطلوب لكل الفعاليات والمناشط التي يقوم بها عناصر الحراك في الجنوب.
وكذلك التزامهم أيضاً بالتكفّل بعلاج الجرحى من عناصر الحراك إما داخلياً أو خارجياً إذا تطلّب الأمر، فضلاً عن المساهمة غير المباشرة في تقديم الدعم والرعاية لأسر قتلى الحراك في أية مواجهات مع السلطة، كما تم الاتفاق على أن يقوم الحوثيون بتدريب شباب الحراك الجنوبي.
وقد أثمر هذا التقارب المفاجئ لتيار الحوثي وتيار البيض (ارتباطاً مباشراً للبيض مع إيران)، وكان من نتائج ذلك لقاءات عقدها البيض في العاصمة اللبنانية بيروت مع ممثلين للحوثي بتنسيق وسطاء من شيعة لبنان.
ومن نتائج التقارب (البيض حوثي) ذهاب وفد من عناصر الحراك إلى طهران تحت غطاء حضور ما سمّي (مؤتمر الصحوة الإسلامية)، وتكوّن هذا الوفد من عبدالفتاح جماجم (من ناشطي الانفصال البارزين)، وجمال حمادي من أبناء (من المعلا)، ونبيل عبدالواسع (مراسل قناة المنار)، ونوفل عبدالواسع (مدير مكتب عدنان علي سالم البيض)، وحسين زيد بن يحيى (مسؤول حزب الحق في عدن ولحج وأبين)، وعائشة طالب (موظفة سابقة في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة)، وسمر فضل (من عدن).
وقالت مصادر مقرّبة من الوفد الزائر أن الإيرانيين طمأنوا الانفصاليين أن طهران تؤيّد (الفيدرالية)، وأنها ملتزمة بتقديم الدعم المالي المطلوب للحراك الانفصالي عبر مكتب الحوثي بصعدة.
جدير بالذكر أن الوفد الجنوبي مُنع من رفع علم الانفصال داخل قاعة المؤتمر، وعاد أعضاء الوفد متحمّسين لعلاقتهم مع إيران لدرجة أنهم طرحوا تغيير مسمى (الحركة الشبابية والطلابية لاستقلال وتحرير الجنوب) لتصبح (الحركة الشبابية والطلابية الإسلامية).
سبحان من جمع (رفاق عدن ) ب(آيات طهران)
بعشراتٍ من البلطجية والمرتزقة يعتمد البيض في إحداث بعض الفوضى وكثيرٍ من الضجيج الإعلامي ، ليعكس للخارج المموّل أنّه يملك أدوات اللعبة في الداخل الجنوبي ، وقد أفصح علناً عن نواياه الابتزازية ، وأنه مستعدٌ للتخلّي عن التقرّب من إيران مقابل تبنّي مشايخ الخليج خياره الانفصالي ، وبات واضحاً للعيان أن علاقته بآيات الله ليست إلا انتهازية مادية ، يراد منها ابتزاز الخليج .
ويجهل البيض ومن وراءه أن الغالبية العظمى من أبناء الجنوب لن يقبلون أبداً أية علاقةٍ قد تسيء للخليج الذي يحتضن 80% من مغتربي الجنوب، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على أوضاعهم ، خصوصاً وأن كثيراً من أثرياء اليمن الجنوبيين باتوا متجذرين في دول الخليج ولا سيما السعودية ، وأن أية شبهةٍ قد يثيرها البيض ولو كيداً عن علاقته بهم قد تودي بعقودٍ من الكد والعمل البريء في بلاد الاغتراب.
وأصبح غير خافٍ أن العشرات أو المئات المرتبطة بالبيض المعروفين حالياً (جناح طهران) ليسو إلا بعض المرتزقة وعديمو المبادئ ويمكن احتواءهم بشيءٍ من المال المطلوب لتحقيق استقرارهم المعيشي.
وبالتالي فإن الجنوب بشكلٍ عام وعدن خصوصاً بيئةٌ طاردة لأي فكرٍ شيعي مفترض، ولا ينبغي أن ينخدع البيض بالصمت القائم الناتج عن ترهل أجهزة الأمن ، لأن سليمة أبناء عدن تأبى عليهم أية مواجهة أو صدام مع أي فصيلٍ أياً كان، إلا إذا شعروا أن الخطر قد يطال استقرارهم المعيشي المرتبط باستقرار ذويهم المغتربين في الخليج العدو التقليدي لإيران الطائفية.
ملاحظة: التقرير يمثل بمافيه من جهد استخلاصات الكاتب الذي زار عدن مؤخرا وخرج بهذه الحصيلة معتمدا على المصادره التي وصل إليها..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.