جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحراك الجنوبي.. 10 مكونات أقواها ثوري وحدوي وأبرزها باع نفسه لإيران
نشر في الأهالي نت يوم 17 - 07 - 2012

ما الذي يجري في الجنوب؟ هل صحيح أن الشعب الجنوبي يرغب في الانفصال؟ هل صحيح أن أبناء الجنوب يُريدون "فيدراليّة"؟ هل صحيح أن ما يسمّى بالحراك الجنوبي يمثّل كل أبناء الجنوب؟ ثمّ أيّ فصائل الحراك يمثّل الجنوب يستحق تمثيل أبناء الجنوب، بينما هو نفسه مقسّمٌ على نفسه فصائل وأقسام لكلٍ حجمه ومصدر تمويله؟!
من مطالب الرواتب إلى (فكّ الارتباط)
عام 2005م كنت من واقع اختصاصي الصحفي بصحيفة (الناس) محرراً حقوق وحريّات أنزل ميدانياً لتغطية احتجاجات المتقاعدين العسكريين الجنوبيين الذين كانوا يتواجدون بالعشرات والمئات أحياناً أمام مجمع العرضي (وزارة الدفاع) وكان من بينهم العميد ناصر النوبة، وكانت مطالبهم لا تتجاوز الإطار الحقوقي القانوني المشروع.
حينها تحمّل النوبة هو وزملاؤه المتضررون من عسكر الجنوب كل ممارسات وألفاظ الصدّ والنهر والإهانة بينما كانوا لا يطالبون بأكثر من حقهم في الاستقرار المعيشي.. وفي تصريح لموقع ناس برس قبل فترة سألت العميد النوبة عن موافقته على توظيف البعض لمطالب العسكريين المتقاعدين سياسياً للحديث عن الانفصال وفكّ الارتباط؟ وقال بالحرف الواحد: "يا أخي الوحدة خطّ أحمر ولا يمكن لنا أن نتجاوزه، ولا نسمح لأيٍ كان استخدام مطالبنا بشكلٍ يسيء لوحدوية أبناء الجنوب".
الشاهد أن العميد النوبة رئيس ما بات اليوم (الهيئة الوطنية للحراك الجنوبي) أحد مكونات الحراك الجنوبي، لم يكن يوماً انفصالياً أو داعية فيدرالية لولا سياسة الاستهانة والتجاهل والاستخفاف التي صنعت منه ذلك. وخلاصة القضيّة الجنوبية أن ما مورس بحقّ النوبة وأمثاله من مختلف الرتب والمستويات العسكرية والمدنية وكذلك مع المطالب المدنيّة، هو الذي صنّع الغضب الجنوبي الذي هيّأ لبعض الانتهازيين السياسيين قلب المطالب إلى مطلب انفصال وفك ارتباط.
(ثغر اليمن).. لم يَعُد باسماً
قضيت في (عدن) أكثر أيام شهر (الوحدة) المنصرم، غصتُ في ثغر اليمن الذي ما عاد باسماً؟ اقتربتُ كثيراً من المجتمع الجنوبي.. وعدت بقناعة تؤيّد مطلب (إعادة النظر في شراكة أبناء الجنوب في الوحدة)، لأسبابٍ يمكن تلخيصها في نقاط.
أولاً وقبل كل شيءٍ يجدُر التأكيد أن الغاضبين والمحتقنين من أبناء الجنوب باتوا يرون صورة (المخلوع) في وجه كلّ شماليٍ أياً كان حتى وإن كان مظلوماً وعانى من النظام السابق أكثر منهم، لدرجة أن بعضهم يعتبر الشماليين هناك (مُحتلّين)، وبالتالي فإنهم معذورون في نظرتهم السلبيّة هذه، والمستقبل كفيلٌ بتصحيحها، لأن الوحدة.. أصلاً وحدة شعبٍ وقلوب لا زواج سياسة.
(عدن) حاضنة الوحدة، والأم التي احتضنت أحرار اليمن وثوّارها، باتت في الإعلام الرسمي تُعامل وكأنها مُحافظةً ثانوية، رجالاتها الذين كانوا دعائم دولةٍ وقيادات وطن، عوملوا من نظام المخلوع وكأنهم بقايا ستالين وماركس، وليس شركاء وطن ورجال دولة.
ما هو الحراك الجنوبي؟
يمكن القول إن الحراك الجنوبي بدأ فعلاً جنوبياً شاملاً من حيث العاطفة ووحدة المشاعر الغاضبة تجاه ما تعرض له الجنوب رموزاً وحقوقاً من إقصاء وتعسّف، انخرط فيه ابتداءً أغلب أبناء الشعب الجنوبي، وتعاطف معهم كثيرون في الشمال، لأن المتضررين من سياسة الإقصاء ليسوا بالقليل، لأن الحزب الاشتراكي الذي كان حاكماً في الجنوب قبل الوحدة، كان يعتمد على قوته كنظام حكم مُسيطر على سياسة الاحتواء الرسمي بالعسكرة والتجنيد.
وكانت نسبة المنتسبين للمؤسسة العسكرية أكبر فئات المجتمع الجنوبي، لذلك فإنهم كانوا يعتمدون على مرتباتهم في المعيشة إضافةً لما توفّره حكومتهم من تأمينٍ صحي وبعض المواد الغذائية الرئيسيّة، وقد فقدوا هذه الامتيازات بعد الوحدة، بل وفقدوا مرتباتهم مصدر استقرارهم المعيشي والنفسي إثر حرب الانفصال، في حملة تطهيرٍ شعواء لم يُراعى فيها البعد الانساني، فلا غرابة إذاً أن يكون أكثر وأقوى المتضررين هم المتقاعدون العسكريون.. لكن سياسة التعتيم السياسي والإعلامي التي تعاطى بها نظام المخلوع، عكست الغضب والمطالب الجنوبية على أنها مطالب شخصيّة، ويقدّمها على أنها ممارسات ابتزاز سياسي ممن فقدوا مصالحهم كما كان يقول المخلوع ورموزه وإعلامه.
شيئاً فشيئاً تصدّر مشهد الحراك إعلامياً رموز الانفصال لرمزيتهم السياسيّة ولما لهم من بقايا أتباع في الجنوب، وبرز في الصورة علي سالم البيض وحيدر العطّاس خارجياً، وداخلياً برز حسن باعوم وبن فريد والحراكي الطائر عبدالرحمن الجفري ونحوهم وكلٌ أمسك من سجّادة الحراك بطرف يشدّ فيه حسب قوّته الشعبيّة والماديّة.
فصائل ومكونات الحراك
- المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب
وهو من أكبر مكونات الحراك، فهو يتواجد شعبياً في كل محافظات الجنوب، ويتزعمّ هذا الفصيل علي سالم البيض، ويضم في قيادته شخصيات ذات ثقل سياسي واجتماعي في الجنوب سواء في الداخل والخارج، ويعتمد في تمويله على ما يقدّمه أنصاره ومؤيدوه من التجار وبعض المغتربين، إضافةً إلى تمويل دولي غير مباشر وغير مكشوف.
وتؤكد المعطيات أن هذا الفصيل بات يشهد تبايناً ملحوظاً بين قياداته، بين من يتبّنى الاستقلال والانفصال وفك الارتباط عن الشمال، ويعتبرون الجنوب أرضاً محتلة، ومن أبرز قيادات هذا التيار الحراكي حسن باعوم وهو الأكثر شعبية والأقوى تأثيراً، وشلال علي شائع، والبرلماني/ ناصر الخبجي، وعيروس حقيس، وقاسم عسكر، وحسن بنان.. بينما يدعو البعض للفيدرالية (إقليمين في إطار دولة اتحاديّة)، بشرط إعطاء الشعب الجنوبي خيار الاستفتاء على تقرير مصيرهم بشكلٍ حر، ومن بين من يتبنّى ذلك المهندس/ حيدر أبوبكر العطاس رئيس أول حكومة في دولة الوحدة، والرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد وغيرهم من رموز الجنوب في الخارج، يؤيدهم في ذلك من قيادات الداخل البرلماني/ صلاح الشنفرة، وعبدالله مهدي، ود. المعطري، وعلي السعدي، وقاسم الداعري، وصالح عبدالحق، ود. علي البيشي، وناصر الطويل.
- المجلس الوطني للحراك
كان قوياً على المستوى الشعبي إلا أن التحاق أبرز قياداته بمجلس البيض أضعفه كثيراً ولم يبقَ من قياداته إلا د. عبدالحميد شكري، والقياديان أمين صالح ومحمد العقله.
- الهيئة الوطنية للحراك الجنوبي
ويتزّعم هذا المكون العميد المتقاعد/ ناصر النوبة، وهو من أضعف المكونات إذ بات محصوراً فقط في بعض الفعاليات في محافظة شبوة، لكن رموز النظام في الجنوب من المرتزقة نجحوا في استقطاب أنشطته إلى (عدن) من خلال دعم ورعاية بعض الفعاليات التي يكون الحضور فيها عاطفياً، وقد بدأ أولى فعالياته في أكتوبر 2011م مستغلين أجواء الغضب الثوري، وحاولوا تنظيم فعاليات أسبوعية تقتصر على بعض المناشط المتقطعة وإقامة بعض الجمع، مثل/ جمعة (الصمت) 21 أكتوبر، ثم جمعة (رص الصفوف) 21 أكتوبر، وكل فعالياته يمولها رموز نظام المخلوع في عدن ليس مالياً فقط بل وبالحشد الجماهيري الشكلي الذي لسوء حظّه لم يتجاوز في أحسن أحواله ال100 فرد.
ومن قيادات هذا الفصيل العميد/ محمد سالم قطن والبرلماني المؤتمري د. مهدي عبدالسلام رئيس فرع المؤتمر بعدن، وكان وزير الدفاع الحالي يحضر من حينٍ لآخر بعض فعالياتهم قبل سقوط المخلوع.
- الحركة الشبابية والطلابية
لا يتواجد هذا المكون إلا في محافظة عدن فقط، ويعتبر جناحاً من أجنحة المجلس الأعلى للحراك (فصيل البيض) ويراد منه احتواء الشباب الغاضبين من خلال بعض الأنشطة والحضور الإعلامي والتواصل الجيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر وغيرهما، ولذلك يهدأ حيناً وينشط أحياناً، ومن قياداته فادي حسن باعوم، وعلي عبدالرب، وعبدالفتاح الربيعي جماجم، واستطاع هذا المكون اختراق الشباب العدني حيث نجح في تكوين جناحٍ له في مديرية (المنصورة)، الأمر الذي قد يبرر الفوضى التي تشهدها المنصورة منذ انفلات الأمن مطلع العام الماضي.
- اتحاد شباب الجنوب
وهو مكون ضعيف أغلب قياداته انفصلت عن (مجلس البيض)، ومن أبرز قياداته المحامي/ علي الصيّا، ووجدي الشعيبي، وأنور إسماعيل، وله تواجدٌ ملحوظ في محافظات (عدن - لحجأبين)، وأقوى مناشطه هي التي تقام في عدن فقط، ويتميّز بأنه يتبنّى إقامة ما يسمّى (دولة الجنوب العربي).
- حركة تجمع أبناء الجنوب (تاج)
مكونٌ لا وجود له إلا إعلامياً فقط، وليس له حضورٌ في المشهد الحراكي إلا من خلال بعض الأشخاص الذين يظهرون إعلامياً فقط مثل قائد البحرية اللاجئ في الخارج الحسني وعبده النقيب.
- شباب 16 فبراير
ولد مطلع العام المنصرم مع بدايات ثورة التغيير، وتبنّى أول قيامه شعار الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام"، لكن استحواذ بعض الشباب الانفصاليين انحرف به عن مساره الوطني فأصبح يتبنّى شعار الانفصال.
ويعرف عن منتسبي هذا المكون وإن كانوا قلّة لجوءهم للعنف والفوضى وقطع الشوارع، وهم من يتبنّى حالياً أعمال قطع شارع المنصورة (أقدم شوارع الجزيرة العربية)، ويعتقد أنه يحصل على الدعم المالي من الأمن القومي وبعض قيادات رابطة أبناء اليمن المؤيدين لخيار الانفصال.. وباستحواذه على شارع المنصورة وإقفاله له أقام ساحةً وصلاة جمعة كان يستدعي للخطبة فيها بعض المحسوبين على أنصار الشريعة والجهاديين السابقين المؤيدين للانفصال، بل يحاول بعضهم شرعنة الانفصال ببعض التدليس الديني، ويفتون بأن التواجد الشمالي احتلال ويجب دحره، وقد قام بعض المتأثرين بهذا الخطاب ببعض أعمال التخريب والتدمير لمصالح ومحلات يملكها شماليون.
- حركة (حتم)
يمكن القول إن هذه الحركة هي أقدم مكونات الحراك الجنوبي، فقد ظهرت عام 1997م كنتاجٍ لحرب صيف 94م وكانت تتبنّى استهداف نقاط الأمن وبعض مؤسسات الأمن والجيش بأعمال تفجير واغتيالات للضباط، وهي محسوبة على (فصيل البيض) ومدعومة منه وكان يتزعمها عيدروس عبدالعزيز، ويلاحظ تواجد عناصرها بكثرة في لحج وقليلون منهم يتواجدون في عدن وأبين، ويتزعم هؤلاء الآن الشيخ حسن بنان، وعبدالفتاح الربيعي.
ويعتقد البعض أن قرار العفو الذي صدر عام 2000م ساهم في إضعافها، يتخلّي بعض عناصرها عن منهج العنف والتخريب، إلا أن البيض تبنّى إيقاضها من جديد عن طريق الدعم المالي واستغلاله للمرتزقة منهم، خصوصاً الشباب المتحمسين للحراك الذين تتم تغذيتهم وتعبئتهم ضدّ أبناء الشمال ويعتبرون كل شماليٍ (محتل)، وكل مصالحةٍ يملكها شمالي هدفاً لهم.
ونشأ مؤخراً كيانان أحدهما محسوب على تيار الفيدرالية يقال بأنه مقرب من (الرياض) ويتزعمه عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن، ويحاول تيار إيران إفشال كل فعالياته منذ تأسيسه في مايو الماضي. وتيارٌ هو الأكثر شعبيةً الآن ضمّ كل مكونات الجنوب الثورية (مجلس تنسيق قوى الجنوب الثورية) ويرأسه أ. عبدالقوي رشاد شقيق أول رئيس وزراء لجمهورية اليمن الجنوبية عقب الاستقلال، ويحظى هذا المكون بدعم ورعاية أعلى دوائر الدولة، كما يحظى بأغلبية شعبية وتقابل تحركاته ومناشطه بالرضا والتأييد الشعبي.
علاقة الحراك الجنوبي بالحوثيين
تفيد المعلومات المؤكدة أن أكبر وأبرز مكونات الحراك الانفصالي الذي يتزعمه البيض ارتبط بالحوثيين، لأسبابٍ غير واضحة، وذلك للتناقض الايدولوجي بين التيارين.
وبدأت هذه العلاقة بزيارتين تمتا قبل شهر رمضان الماضي قامت بهما مجموعتان أرسلهما عبدالملك الحوثي إلى كلٍ من عدن ولحج وأبين، الزيارة الأولى لوفدٍ برئاسة مدير مكتب عبدالملك الحوثي، والثانية قامت بها مجموعة من شباب (الصمود) المحسوبين على ثورة التغيير، وتمت هذه الزيارة تحت غطاء الثورة، وقد استهدفت عددا من شباب الساحات الملتحقين بعد ذلك بالحراك الانفصالي، وكذلك مع عناصر من الحراك الانفصالي (فصيل البيض).. تلا ذلك زيارتان قام بهما وفدان من عناصر الحراك إلى (صعدة) مباشرةً، بدت وكأنها رداً على زيارة الحوثيين الأولى، حيث ضم الوفد الأول الجنوبي شبابٌ من شباب الساحات المحسوبين على ثورة التغيير في الجنوب تحت لافتة (اتحاد شباب الجنوب) برئاسة علي الصيا، فيما ضمّ الوفد الثاني عناصر من قيادات الحراك الانفصالي وكانوا برئاسة حسن بنان.
وتفيد معلومات من مصادر مقرّبة من قيادات الوفدين أن الزيارتين أثمرتا اتفاقاً استراتيجياً يتمثّل في التزام الحوثيين بتقديم الدعم المالي المطلوب لكل الفعاليات والمناشط التي يقوم بها عناصر الحراك في الجنوب. وكذلك التزامهم أيضاً بالتكفّل بعلاج الجرحى من عناصر الحراك إما داخلياً أو خارجياً إذا تطلّب الأمر، فضلاً عن المساهمة غير المباشرة في تقديم الدعم والرعاية لأسر قتلى الحراك في أية مواجهات مع السلطة، كما تم الاتفاق على أن يقوم الحوثيون بتدريب شباب الحراك الجنوبي.. وقد أثمر هذا التقارب المفاجئ لتيار الحوثي وتيار البيض (ارتباطاً مباشراً للبيض مع إيران)، وكان من نتائج ذلك لقاءات عقدها البيض في العاصمة اللبنانية بيروت مع ممثلين للحوثي بتنسيق وسطاء من شيعة لبنان.
ومن نتائج التقارب (البيض حوثي) ذهاب وفد من عناصر الحراك إلى طهران تحت غطاء حضور ما سمّي (مؤتمر الصحوة الإسلامية)، وتكوّن هذا الوفد من عبدالفتاح جماجم (من ناشطي الانفصال البارزين)، وجمال حمادي (من أبناء المعلا)، ونبيل عبدالواسع (مراسل قناة المنار)، ونوفل عبدالواسع (مدير مكتب عدنان علي سالم البيض)، وحسين زيد بن يحيى (مسؤول حزب الحق في عدن ولحج وأبين)، وعائشة طالب (موظفة سابقة في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة)، وسمر فضل (من عدن).. وقالت مصادر مقرّبة من الوفد الزائر إن الإيرانيين طمأنوا الانفصاليين أن طهران تؤيّد (الفيدرالية)، وأنها ملتزمة بتقديم الدعم المالي المطلوب للحراك الانفصالي عبر مكتب الحوثي بصعدة.
جدير بالذكر أن الوفد الجنوبي مُنع من رفع علم الانفصال داخل قاعة المؤتمر، وعاد أعضاء الوفد متحمّسين لعلاقتهم مع إيران لدرجة أنهم طرحوا تغيير مسمى (الحركة الشبابية والطلابية لاستقلال وتحرير الجنوب) لتصبح (الحركة الشبابية والطلابية الإسلامية).
سبحان من جمع (رفاق عدن) ب(آيات طهران)
بعشراتٍ من البلطجية والمرتزقة يعتمد البيض في إحداث بعض الفوضى وكثيرٍ من الضجيج الإعلامي، ليعكس للخارج المموّل أنّه يملك أدوات اللعبة في الداخل الجنوبي، وقد أفصح علناً عن نواياه الابتزازية، وأنه مستعدٌ للتخلّي عن التقرّب من إيران مقابل تبنّي مشايخ الخليج خياره الانفصالي، وبات واضحاً للعيان أن علاقته بآيات الله ليست إلا انتهازية مادية، يراد منها ابتزاز الخليج.
ويجهل البيض ومن وراءه أن الغالبية العظمى من أبناء الجنوب لن يقبلوا أبداً أية علاقةٍ قد تسيء للخليج الذي يحتضن 80% من مغتربي الجنوب، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على أوضاعهم، خصوصاً وأن كثيراً من أثرياء اليمن الجنوبيين باتوا متجذرين في دول الخليج ولا سيما السعودية، وأن أية شبهةٍ قد يثيرها البيض ولو كيداً عن علاقته بهم قد تودي بعقودٍ من الكد والعمل البريء في بلاد الاغتراب.. وأصبح غير خافٍ أن العشرات أو المئات المرتبطة بالبيض المعروفين حالياً (جناح طهران) ليسوا إلا بعض المرتزقة وعديمي المبادئ ويمكن احتواءهم بشيءٍ من المال المطلوب لتحقيق استقرارهم المعيشي.
وبالتالي فإن الجنوب بشكلٍ عام وعدن خصوصاً بيئةٌ طاردة لأي فكرٍ شيعي مفترض، ولا ينبغي أن ينخدع البيض بالصمت القائم الناتج عن ترهل أجهزة الأمن، لأن سليمة أبناء عدن تأبى عليهم أية مواجهة أو صدام مع أي فصيلٍ أياً كان، إلا إذا شعروا أن الخطر قد يطال استقرارهم المعيشي المرتبط باستقرار ذويهم المغتربين في الخليج العدو التقليدي لإيران الطائفية.
* نقلا عن صحيفة الناس الأسبوعية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.