التواصل الاجتماعي ,, Social Media) ) ,, اسم على مسمى ,, بالرغم انها وسيلة للتواصل بين الزملاء والاصدقاء , والتواصل مع العالم , الا ان هذه الوسيلة بقدر ما تنقل الينا الاخبار بمسراتها ,, ودفئها ,, تزف الينا ايضا تلك الاخبار ,المحزنة والاليمة . كان للخبر الذي نقل الي عبر صديقي الدكتور الصيدلاني , محمد الشقاع , عن وفاة المناضل الوالد علي محمد الفاطمي ,والد صديقي الدكتور محمد الفاطمي , استاذ علم العقاقير في كلية الصيدلة جامعة عدن , اثرا بالغا ,. وكان ذلك في 29 من يناير مساءا ,حيث لفظت انفاسه الى باريها , فجر ذلك اليوم. لقد كتبت في احدى التناولات ,, في الصحيفة الالكترونية عدن المنارة في ابريل من العام المنصرم 2013 قائلا " بان علي الفاطمي هو من مناضلي الجبهة القومية الاشاوس, من قرية أمشعة الابية, مديرية لودر, والي هذه القرية ينتمي ايضا المناضل محمد علي أحمد. وفي بداية السبعينات قد حسب على الفاطمي على الرئيس قحطان الشعبي, وبما عرف حينها اليمين الرجعي. ولقد اكلت الثورة في الجنوب ابنائها تحت هذا المسمى, ذهب ضحيتها الكثير من المناضلين" . لكن في هذه التناولة لا اود الحديث عن ادوار الفاطمي , النضالية والسياسية , وخاصة خلال الفترة 1963- 1967 . ساترك ذلك لمن هم اهلا لهذه المهمة التاريخية التوثيقية ,, لزملائه ورفاقه . بداية معرفتي بالوالد علي الفاطمي تعود الى النصف الاول من السبعينات من القرن الماضي . كنت في المرحلة الاساسية للتعليم . وكنت استذكر دروسي مع صديقي الدكتور محمد الفاطمي ,, وذلك في منزلهم في المعلا , عمارة الكاتب . تلك مراحل لا تنسى , وكان الفاطمي الصغير , يمتلك غرفة صغيرة ,, بها مكتبة , تحوي امهات الكتب , في العلوم والآداب ,, ولان هذه الامكانية لا تتوفر لدي ,, كنت اذهب بشكل دائم الى منزل الفاطمي لمراجعة الدروس ,, . وكان الفاطمي الوالد , يطل علينا بين الفينة والاخرى ونحن منسجمين في مناقشة دروسنا اولا ,, ثم الابحار في بطون الكتب المتوفرة ,, وخاصة اعداد من مجلات العربي وطبيبك ,, كانت مكتبة الفاطمي الابن عامرة بها ,, وهو ورثها عن ابيه . وكان يطل علينا الوالد الفاطمي , والابتسامة لا تفارقه ,,ويسأل سؤالا واحدا او اثنين وينصرف الى اموره . وكان يسال قائلا " هل فاتكم صلاة العصر ,, او هل فاتكم المغرب . وكشباب احيانا نبتسم ,, ويرد مبتسما ايضا " الصلاة كلها 5 دقائق , لا تفوتكم . استمرت هذه الزيارات الى منزل الفاطمي ,, في مرحلة الدراسة الاعدادية ,, والثانوية ايضا . ولقد صقلت معارفنا ايضا ,, وكثرت قراءاتنا في الادب ايضا ,, من الادب العربي الكلاسيكي ,, وثلاثية نجيب محفوظ الى الادب العالمي الكلاسيكي ,, ورائعة الام لمكسيم غوركي ,, وقصة مدينتين لشارلز ديكنز . كل هذه الكتب كانت متوفرة في مكتبة الفاطمي , واحيانا كنا نستعير بعض الروايات العالمية ,كروايات ديتوفيسكي , الاخوة الاعداء , من الاستاذ القدير طه علوي محسن ,, اطال الله في عمره . لكن طلة الفاطمي الاب لم تتغير ,, لكن الاسئلة اختلفت ايضا . احيانا كان يسأل قائلا " ماذا تقرؤون ؟ . ويلقي نظرة على الكتاب وينصرف الى عمله . أما وقد وصلنا المرحلة الثانوية ,, وبدأت تتشكل اتجاهاتنا واهتماماتنا العلمية . فان الفاطمي الابن ,, كان متعدد المواهب ,, علمي حتى النخاع ,, لكنه ادبي الهوى ,وعاشق للصحافة والكتابة . لكن طلة الفاطمي الاب لا تفارقنا ,و في فترات العصرية ونحن في انسجام كامل مع دروسنا ورواياتنا المفروشة على الارض وعلى السرير . ويدخل الفاطمي الاب , وهو ينادي العائلة , هاتوا الشاي . كانت في غرفة الفاطمي الابن صورة على الجدار ,, وعندما سالته في احدى المرات عن تاريخ هذه الصورة ,, قال انها للوالد علي الفاطمي وهو ضابطا في الجيش ,, احدى صوره النادرة . ولقد اشار الوالد الفاطمي الى تلك الفترة من حياته العملية في الجيش قبل الاستقلال في احدى مقابلاته قائلا " اسهمت في العمل الوطني وقد كانت مشاركتي في البداية من خلال الحركة العمالية كعضو ومن مؤسسي نقابة وموظفي القوات المسلحة وكذلك عضو في جمعية العواذل التي كانت احدى الجمعيات المساندة لقيام الثورة. وعند قيام الثورة في 14 اكتوبر 1963م تم التحاقي ضمن القطاع الفدائي وتحملت المسؤولية المباشرة لعدة خلايا في منطقة المعلا حتى يوم الاستقلال في ال30 نوفمبر 1967". شرب الوالد الفاطمي مهنة مساعدة الاخرين من مدرسة القوات المسلحة , ولم تفارقه هذه المهنة حتى اخر يوم في حياته . لكن عام 1969 , كانت علامة فارقة في حياة المناضل علي محمد الفاطمي , حيث تم الاطاحة بالرئيس قحطان الشعبي , وحسب الفاطمي على تيار قحطان او كما سمي حينها اليمين الرجعي ,انتقلت السلطة الى , جناح ما سمي الخطوة التصحيحية .او اليسار التقدمي . وعن هذه الفترة ,, يحدثنا الفاطمي الابن ,, بانه تم الزج بالفاطمي الى السجن . وهكذا فان رفاق الامس , فانهم كانوا يقيسون نجاح حركتهم بزج الفاطمي الى السجون ,, وكثيرون من رفاقه ايضا الذين حسبوا على جناح الرئيس قحطان الشعبي شملتهم هذه المكرمة الثورية . وللمفارقة العجيبة ,, كما حدثني , صديقي الفاطمي بانه كان يتم جر الفاطمي الى السجن في كل الازمات التي عصفت بالجنوب ,, حدث ذلك في 78 ايضا. لم تنقطع لقاءاتنا في منزل الفاطمي ,, الا بعد المرحلة الثانوية ,, في بداية الثمانينات , ولمحاسن الصدف ,, اجتمعنا ايضا في الخدمة العسكرية او التجنيد كما يسمى ,, حيث خدمنا في سلاح المدرعات في معسكر صلاح الدين . الا ان الفاطمي كان من العشرة الاوائل في المرحلة النهائية من التعليم الثانوي وتم اعفائه من الخدمة العسكرية ثم سافر فيما بعد الى ألمانيا ليتخصص في دراسة علم العقاقير . لكن هم الادب والصحافة لم يفارقه وضل يكتب في صحيفة 14 اكتوبر الغراء . بينما اتجهت انا الى دراسة الاحصاء ,, اخت الرياضيات . ولكن لقاءاتنا لم تنقطع بعد اكمال الدراسة الجامعية ,, ولمحاسن الصدف ايضا ,, جمعتنا الحياة العملية ,, لنجتمع مرة اخرى في الحقل الاكاديمي كأعضاء لهيئة التدريس في جامعة عدن . لكن طلة الفاطمي الاب لم تفارقني سوآءا في منزله , او احيانا بالصدفة في مدينة المعلا . تفرغ الفاطمي للعمل في السلك المدني ,شركة التجارة الداخلية حتى عام 1990 . وبعد الوحدة عين الفاطمي بقرار جمهوري كرئيس لهيئة شهداء ومناضلي حرب التحرير. وابلا بلاء حسنا في موقعه هذا في خدمة اسر مناضلي حرب التحرير والشهداء . وهو معروف ,, في تفانيه في عمله وخدمته للأخرين من الاسر . عام 2012 ,, طلبت من الفاطمي الابن ,, لزيارة الوالد الفاطمي في منزله ,, وكان شوق ايضا لزيارة المكان الذي قضينا فيه مراحل الدراسة ,, تلك المكتبة العامرة . وعندما طرقت الباب فتح لي الفاطمي الاب ,, مبتسما , بشوشا . لكن بدت عليه ,, اثار المرض الذي كان يعاني منه . ودخلت الى غرفة المكتبة ,, وتحدثنا عن الطفولة والصبى ,, ولم تتغير الغرفة كثيرا ,, الصور على الجدران تحكي تاريخ الفاطمي . لكن طلة الفاطمي لم تفارقنا ,, وهو ينادي بإحضار الشاي . لكن هذه المرة ,, جلس بجانبنا ولم ينصرف وتحدث معانا . وسألنا قائلا " فين ايامك" ,, والابتسامة لا تفارقه ,, تشعر بانك امام اب شامخ ,, لم يتغير بتغير المكان والزمان . قال له الفاطمي الابن ,, بان السقاف عضو هيئة التدريس في جامعة عدن ,, كما جمعتنا هذه الغرفة ,, المكتبة قبل 40 عاما , التقينا ايضا في الجامعة كاكاديميين . لاحظت الابتسامة والفرحة على وجه الفاطمي الاب . ربما شعر براحة وسعادة بان الثمرة التي زرعها ,, اثمرت ,, وانجبت الاستاذ الدكتور محمد علي الفاطمي عالم العقاقير ,وشعرت ايضا الابتسامة والفرحة شملتنا ايضا ,, الم اكن صديقا للعائلة لآل الفاطمي ؟ . حدثنا الفاطمي الابن, بان والده تعرض خلال السنوات الاخيرة لوعكة صحية ,, وعمل عملية جراحية في عمان ,الاردن . ولم تشفع نضالات الرجل واسهاماته في العمل النقابي والسياسي والمدني ,, في ان يلقى اهتماما ورعاية خاصة . وقال لي الفاطمي الابن بانه تم معالجة المناضل علي الفاطمي على نفقة الاسرة ,, شعرت حينها بغصة ومرارة,, مثلما تنكر رفاق الامس للفاطمي ,فانه لم ينل اليوم من الرعاية والاهتمام حتى اخر يوم في حياته . عاش الفاطمي انسانا بسيطا , نصيرا للمظلومين ورحل صامتا وشامخا ,, الله يرحم المناضل علي محمد الفاطمي ويدخله فسيح جناته . الصبر والسلوان لابنه الدكتور محمد علي الفاطمي واخوه عبدربه الفاطمي مدير عام المرور في محافظة عدن ولكافة ال الفاطمي .