قال تعالى : " وإنه لتنزيل ربِّ العالمين نزل به الروح الأمن على قلبك لتكون من المُنذرين بلسان عربيِّ مبين " . ما أعظم العربية وما أشرفها وما أبينها وما أرفعها ! فيكفيها شرفاً وبياناً ورفعة كونها لغة القرأن الكريم لغة دستور المسلمين ويكفي متقنها أنه يفهم كتاب ربه وسنة نبيه .
إن الدولة أي دولة إذا أرادت أن تقدم بين الدول وأن تبرز بين الأمم سارعت إلى الاهتمام بلغتها فقد رأينا اليابان وتقدمها في شتى مجالات الحياة وما ذلك إلا لأنها يبننت لغتها في كل أمورها واعتزت بها على الرغم م أنها ليست لغة أصل من الأصول أو أمر من الأمور الذين يعدلون عن لغتهم وهي أمُّ اللغات وأجلّها , يفرون من لغتهم إلى لغات أخرى لذلك نحن في ما نحن فيه الآن من تذيّل وتأخر بين الأمم , فقد نجح الأعداء في إضعاف هويتنا وفي إضعاف أشعتنا لكنهم وبإذن الله لن ينجحوا في إماتتها لون ينجحوا في طمسها أو إطفائها لكن هذا يتطلب جهوداً جبّارة مضاعفة متآزرة متماسكة في النهوض بلغتنا يتطلب تعاوناً كبيراً للنأي والرفعة بها , يتطلب جهود الأب والأم والابن والفرد والأسرة والجماعة والمجتمع بأسره , فلا بأس يدرس الإنسان لغة أخرى من لغات العالم بل لا نقول لا بأس وانما يا حبذا أن يدرسها الإنسان لكن لا ينبغي أن تكون على حساب ضياع العربية , يجب أن يبحر في العلم هنا وهناك ولن يكون كذلك إلا باللغة العربية , سأوجه خطابي لك أيها القارئ بسؤال هل تعرف اللغة العربية ؟
هي المكانة هي الرفعة هي العزة هي معنى هي .. هي وقبل هذا كلّه هي الحفاظ والمحافظة على الدين الإسلامي الرباني .
ويمكن أن نعرض بعض الأقوال عن وجوب تعلم لغتنا فنبتدئ بكلام خير خلق الله محمد رسول الله حيث قال : " من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق " , وقال عمر بن الخطاب , " تعلموا العربية فإنها من دينكم " , كما كره الشافعي لمن يعرف العربية أن يتكلم بغيرها , وقال ابن تيمية : " إن اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب لأن فهم الكتاب والسنة فرض , ولا يفهم إلا بالعربية , وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب , وقال ابن فارس : " لذلك قلنا إن علم اللغة كالواجب على أهل العلم ...
وهل هذا يكفي أخي القارئ أن تتعلم عربيتك لأن في تعلمها سيادة وقيادة فقد رأينا العرب الأوائل كيف هزموا أعظم إمبراطوريتين في زمانهم وما هذا إلا لحفاظهم على دينهم ولتمسكهم واعتزازهم بعربيتهم فيما أحوجنا إلى هذه القيادة وإلى هذه السيادة ولن تكون إلا بالأمر الذي كانت فيه لمن قبلنا .
وأختم بمقولة أبي الريحان البيروتي حيث قال :
" لأن أُشتَم بالعربية خير من أن أُمدح بالفارسية " .