في 94م لو حصل العكس واحتل الجنوبيين الشمال ودخلوا صنعاء لا أعتقد أن علي عبدالله صالح سيخرج من صنعاء وأن خرج لا أعتقد أنه يتجاوز أمانة العاصمة وسيحشد كل القبائل وكل ما لديه من إمكانيات لقتال نظام الاحتلال الجنوبي الذي يريد فرض الوحدة بالقوة وما يشجعه على ذلك الصمود والقتال هو الموقف الدولي المشرف الذي يقول لا للوحدة بالقوة وقرارات مجلس الأمن الدولي وبيان أبها ولا يمكن أن يتوقف القتال لحظة واحدة حتى يخرج الاحتلال الجنوبي الهمجي من ارض الشمال وسيخرج الجنوبيين وهم يجروا ورائهم أذيال الهزيمة والخزي والعار ولا يمكن أن يسمحوا للجنوبيين أن يأخذوا معهم ما يوزن جناح بعوضه من ثروات الشمال ولا يمكن لعلي عبدالله صالح ان يستسلم وباقي عنده عرق واحد ينبض. أما في حالة الهزيمة العسكرية وهي مستبعدة ومستحيل مهما كانت التضحيات ومهما كانت الحرب مؤلمة وقاسية فلا يمكن لعلي عبدالله صالح ان يستسلم ويتخلى عن الشعب والوطن ولكن فلنضع احتمال الهزيمة وارد.
وفي حالة خروجه إلى خارج البلد وقبل أن يشرب كأس الماء وقبل أن يحط رأسه على المخدة سيظهر على وسائل الإعلام ليعتذر للشعب في الداخل والخارج عن ما حصل وبا يقول انا علي عبدالله صالح اتحمل المسئولية الكاملة لوحدي على الجريمة او الفضيحة أو الهزيمة المخزية لا ادري ماذا يسميها.
ولكني أتعهد للشعب والوطن بأني سوف أواصل النضال من جل التحرير والاستقلال ولا يمكن أن يهدئ لي بال ولا يغمض لي طرف إلا بعد تطهير البلاد من رجس الاحتلال الهمجي المتخلف وبعد الاعتذار لا أعتقد أن علي عبدالله صالح سيستقر في أي بلد وسنجده يلف العالم كله وحيث ما يعرف أنه يوجد معارض له في أي بلد كان سيذهب إليه ويعتذر له شخصياً وسيذهب إلى الجميع دون استثناء لطوي صفحة لا ماضي معهم وإنها للخصومة وسيكون التحرير والاستقلال ومصلحة الوطن هو القاسم المشترك بينهم.
وبعد أن يتم الاعتذار وأنها الخصومة سيشكلون فريق عمل واحد وقيادة موحدة تحت أي مسمى وبعدها سيلفون العالم كله ولا يمكن أن يتركوا منظمة واحدة رسمية أو غير رسمية إلا يطرقوا بابها ولا يمكن أن يتركوا قرارات مجلس الأمن وبيان أبها والموقف العربي والدولي المشرف أن يذهب سدى وبا يستثمرونه أفضل استثمار والمثل الشعبي يقول دق الحديد وهو حامي ولن يطول الاحتلال في بلادهم.
عكس المسئولين الجنوبيين عندما هزموا في 94م وهربوا إلى خارج البلاد وتخلوا عن الشعب والوطن ولم يصدر منهم أي اعتذار وكأن ما حصل لا لهم دخل فيه ولا صله ولا يهمهم لا من قريب ولا من بعيد وكأنه كالشخص الذي كان مكلف في مهمة أداها بنجاح ولم يبقى سوى استلام المكافئة والثمن وبعدها يذهب إلى الراحة والنقاهة تاركين شعب الجنوب يواجه مصيره المحتوم.