كأنما عقدوا مؤتمر حوارهم خارج الزمن في ((عرش بلقيس )) الاسطوري في المريخ كما تقول الاساطير القديمة او المطمور تحت رمال الصحراء منذ آلاف السنين-حسب روايات اخرى- وليس في القرن الواحد والعشرين حتى يطلعوا علينا بهذه الموميات الأحفورية من ليل التاريخ البهيم والتي لم يكن لها شواهد وثائقية واقعية حقيقية محتملة التصديق في الدراسات الأثارية والتاريخية الموثوقة فضلا عن غياب الأثر والدليل الحاضر المتفق عليه عند علماء التاريخ والأثار المعاصرين ، سبأ ومعين والجند !!! في حين ان عدن ام الدنيا وبداية الكون وحورية البحار واميرة المدن ، عدنالمدينة التي ظلت صروف الزمن وتقلبات التاريخ بقية حية شامخة متوهجة حاضرة منذ ان وجدت وحتى الان الاف السنين وعدن هي عدن كل( الحضارات )ورموزها ونقوشها وحروبها اختفت في ليل التاريخ الا عدن ، انصرفت سبأ ومعين وحمير وقتبان واوسان والجند وكل الدويلات ما بعد الاسلام الرسولية والطاهرية والنجاحية والقاسمية والقرمطية والايوبية والعثمانية وغيرها كلها اختفت بخيرها وشرها بينما عدن ظلت الفنار المتوهج تقاوم كل اسباب الزوال والانطفاء الا ان اجتمع حواريي اخر زمن باشراف جمال بن عمر فقرروا بشخطة قلم اخفاءها بطريقة سحرية بدائية تمثلت بتغيير اسمها الى ما اسموه بالاقليم الغربي فضاء جهوي بلا مضمون ولا عمق ولا ثقل ولا حدود ولا ملامح اقليم غربي وكفى مقابل صنعاء التي صارت سبأ وبهذه الطريقة السحرية حاولوا اخفاء حضرموت ، حضرموت ، حضرموت ، وحدها التي وجدت وبقيت قبل ان تخلق او تخلق سبأ ، حضرموت التي تعاصرت مع كل ( الحضارات) القديمة لو سايرنا منطق الذين يعتقدون ان تلك التسميات كانت تدل على وجود حضارات لو اخذنا بهذا المنطق .
اليست حضرموت حضارة تفوق سبأ ومعين وقتبان اهمية وقيمة في الماضي التليد وهي من بين جميع الحضارات الدارسة وحدها التي بقيت مع شقيقتها البحرية عدن حية وحاضرة اسم ومعنى الا ان حواريوا السيد جمال بن عمر قرروا اخفاءها بشخطة قلم وذلك حينما قلبوا اسمها الى الاقليم الشرقي ، رمز جهوي مناخي جغرافي فضائي بلا ثقل ولا وزن ولا عمق ولا عرض ولا طول ولا ارتفاع والاهم بلا تاريخ وبلا هوية متعينة ، اقليم شرقي وكفى ؛ مكان اشبه بالمهجع المهجور حسب انماويل كانط في وصفه للمكان ، هكذا تمخض الحوار العقيم عن اقليمين شرقي وغربي للجنوب الذي دخل نفق التوحيد بثلثين ج ي مقابل سبأ ومعين والجند وتهامه ، لا حظوا الفرق ، بين الاسماء والهويات ، اماتوا الاحياء واستحضروا الاموات ، عدنوحضرموت هن بالنسبة للجنوب القلب والفواد ، يا هولاء وليس هكذا تحل المشكلات .
وماذا يبق من العراق الحديث لو انهم بعثوا حضارات بلاد الرافدين فيه من جديد ؟! يفترض ان التاريخ يسير من الماضي الى الحاضر الى المستقبل الا باليمن ، يسير القهقري الى الوراء من القرن الواحد والعشرين الى ما قبل التاريخ ، وهل انعدمت الأسماء في مزرعة الحيوانات عند جورج ارويل حتى تبحثون عنها تحت رمال الربع الخالي الأحفورية يا اهل الحوار العقيم ، كنت احترم بعض الأشخاص المشاركين في المحفل الاستعراضي المسمى حوارا ممن يدعون الثقافة والحداثة والمدنية من بعض النساء والذكور الا ان تمخض حوارهم عن هذه لأقاليم القبورية الاحفورية ، سبأ ومعين والجند ، أهذه هي الدولة المدنية الحديثة التي تنشدونها يا شباب وشابات (ثورة التغيير المحصنة ؟!) حقا يستحيل صيد السلمون باليمن ، ولو اخذنا بمنطق احترام وتقديس الرموز التليدة في هذا التاريخ المشكوك فيه اطلا فاين هي حمير واسان وقتبان اليس حضارات جديرة بالتذكر والبعث والاحياء مثل معين وسبأ ؟
قبل ايام كتبت الأنثروبولوجية الحوارية المثقفة اروى عبده عثمان صاحبة بيت التراث في صنعاء وهي صديقة نكن له الود والاحترام ، كتبت تلوم تيار مثقفون من اجل جنوب جديد في موقفه المساند للهبة الشعبية التي أطلقتها قبائل الحموم الحضرمية كتبت بسخرية لإذاعة من مثقفين يدعون الحداثة وما بعد الحداثة ويتكلمون عن هيجل وسارتر وجيل دللوز .... الخ ويهبون وراء القبائل ، قالت كلام كثير في رسالة عتاب طويلة للزميلة هدى العطاس ، التي ردت عليها بدورها ، ولم أكن اعرف ان اروى من المشتركين في حوارات سبأ ومعين ، وحينما علمت أصبت بصدمة من هذا الانفصام الخطير الذي أصابها في الصميم ، تلوم من يتضامن مع بشر ومواطنيبن احياء يتعرضون لشتى أصناف القهر والحرمان بينما هي بجلالتها توافق على احياء رفاة قبائل سبأ وهي رميم ، أهذا امر ممكن يا اروى ، أيهما احق بالحياة والتضامن الشهيد سعد بن حبريش ومرافقيه ام كرب ال وتر يا أنثروبولوجية ؟! ويا مرحبا با حفاد سبأ ومعين ، احفاد صاحب النقش العظيم كرب آل وتر والله بايعين !