ان من يتأمل في تاريخ شعب الجنوب العربي النضالي الحديث يجد فيه تضحيات عظيمة بعظمة الاهداف والمبادئ التى آمن بها هذا الشعب العظيم ويستحق بقوة ايمانه بها وتضحياتها لاجلها ان يوصف بشعب عظيم. فهو قد قدم انتصارا لامته العربيّة في وقت هى احوج ما تكون الى مثل هذا الانتصار الذى اتى في الثلاثين من نوفمبرعام 1967م بعد نكسة حزيران من نفس العام هذا الانتصار توّج نضالاته وثمرة لتضحياته لثورة فجّرها والتف حولها وقدّم التضحيات من فلذات اكباده في سبيل انتصارها .
وكان قد ارسل من ابنائه الى جارته الجمهورية العربية اليمنية ايمانا منه بوحدة المصير العربي مشاركة في الدفاع عن ثورة سبتمبر واهدافها السامية ولان للمشروع القومي العربي جرس يدقّ في احشائه رسم خطا يهدف الى وضع لبنة وحدوية على طريق الوحدة العربيّة وقدّم في سبيل وضع هذه الّلبنة كنوز تحت الارض وارض شاسعة وبحار غنيّة وما يملكه في بيت المال المتمثل في القطاع العام بكل مصنّف فيه كل هذه التضحيات هو اولى بها في حين الطرف المقابل في الوحدة لا يملك شيئا يقدمه لهذه الوحد وقد يقول البعض تجاوزته الاطر والاحداث ، نقول نعم ولكن ما قدّم كان ملكا لهذا الشعب العظيم الذى ترفع بعظمته واخلاقه عن الذات.
وحينما ادرك ان تضحياته قد انفرد بها افراد المافية اليمنيّة ، وانه قد غدر به وبالوحدة ، كان له موقف آخر حينها توهّم الغادرون والناهبون وهو في ضعفه المادي انه سيستكين ويسلّم بالدخول تحت العباءة ويلحق من سبقه في الخنوع والخضوع والتراجع عن مبادئه ، وكان الاحتلال في عام 1994م تضحيات جسام من بعده على مدى عشرون عاماً الى يومنا هذا من الشهداء حوالي 1340 شهيدا ومن الجرحى حوالى 5227 جريحا ومن تعرّض للملاحقات والاعتقالات والتعذيب في سجون الاحتلال ما بين 50000 الى 54000 مناضلا وتعرّض للفصل والطرد وفرض التقاعد الاجباري من العمل حوالي 598000 موظّف ونهب وتدمير للممتلكات كل هذه التضحيات وفضّل ان يعيش جريحا صامدا في نضاله لاستعادة كرامته ودولته على ان يذلّ ويخنع لكلاب مسعورة .
هذا هو( الشعب العظيم في الوطن الجريح ) وطني الجريح...لتستريح سنفرش الجناح ونسبق الرياح ونصبغ المزن بلون احمر....يخافه السفاح ويسكت النباح والنواح والسلاح وخصمك اللذّود ... يغيب ولن يعود ***** ***** وطنى الجريح... لتستريح سنكتشف من كتب التمائم وحللّ الثالوث للبهائم ومارس التعذيب والمظالم وقسّم المنهوب كالغنائم سنكشف التزييف والمقابر وآية التخويف عالمنابر وخصمك اللذوذ ... يغيب ولن يعود ***** ***** وطنى الجريح... لتستريح نعوّد الاجيال عالتصالح وننشر ثقافة التسامح ونتقن الاداء على المسارح وننزع مخالب الجوارح ليشتفي الطريح والجريح وينعم الشهيد بقبره الفسيح وخصمك اللذوذ ... يغيب ولن يعود ***** ***** في الارقام استعنا بالتقرير الذي اعده الدكتور : حسين مثنى العاقل 25 ابريل 2013 م