أظن ان شعب الجنوب بلغ المستوى الأرقى والحد الفائق في طيبته وعفويته منذ قدم السنين والمتتبع لتاريخ ومسيرة هذا الشعب يلاحظ ان هذه الصفات المرتبطة بالإنسان الجنوبي وحدّها الوافر لايمتلكها مجتمع أخر ولايظاهيه فيها أي كيان مهما وصفنا أو تأملنا أو حاولنا ان نقارب ونقارن بالمجتمعات الأخرى ولا نبالغ في ذلك وقد يعتقد البعض ان هذه الوصف به نوعا من المبالغة والمزايدة وتضخيم الذاتية الجنوبية لكنني أؤكد ذلك وان من يتوهم اويعتقد أو يقلل من هذا الشأن الجنوبي مخطئ وناكر أو جاحد ومصاب بدا الحقد والكراهية وعدوى الانتقام. ولان شعب الجنوب تعرض للظلم ووقع تحت اكبر ثقل لأنواعه وأساليبه وجرد من كل مايملكه ومايحتفظ به وكل ذلك بسبب استغلال مصداقية المشاعر وعفويتها عند الإنسان الجنوبي ابان النوايا الصادقة والشعارات التي كان الشعب الجنوبي يستهلكها ويعتبرها وجبة رئيسية يتناولها كل يوم بدافع قومي بحت لايعرف ماهي عواقبها ولم يدرك كيف تعاملت الشعوب الأخرى مع هذه الأفكار القومية التي كانت تراودها. ولان شعب الجنوب طيب غدر به واخذ على حين غرة وهو يتنطط فرحا بأحلامه الوردية التي كانت تدخل تحت غطاء الحلم العربي الضائع أو الوحدة العربية وحكايتها التي تشبه حكاية طائر العنقاء الخرافي الذي ليس له وجود وبه يحكي الهائمون وتتدفق أحلامهم. ولان شعب الجنوب طيب اخذ قضه وقضيضه نحو المجهول على مبادئ راسخة ونابعة من الصميم كان يحملها دافع النخوة العربية والتي منها ومن الشعوب التي تتغنى بها لاقى الخذلان والجحود ولم تصدق معه تلك النخوة ولو لمرة واحدة فقط ولم ينصفه إعلامهم وأبواقهم التي تستخدم عللك المصطلحات القومية والهراء السياسي الذي تحدث عن الحلم العربي وأمنياته والتي لاتكون إلا في كوكب أخر خاص تغلفه النخوة العربية الأصيلة التي استطاع شعب الجنوب ان يجمعها ويترجمها إلى واقع ملموس جراء تطبيقه على الأرض تنازل فيها هذا الشعب العظيم عن أعظم ماكان يملكه الأرض الثروة الهوية الوطن واخذ مقابلها مقايضة الاحتلال التهميش النهب والإذلال والاحتقار ولان شعب الجنوب طيب ترك الباب مفتوحا أمام إخوانه من شمال اليمن فيما مضى واحتضنهم بدفيء المواطنة المتساوية على ارض الوطن للجميع دون ان تكون هناك أي إجراءات روتينية تحفظ حق الحدود السياسية والاجتماعية التي يمتلكها هذا الشعب وبهذه المميزات تحدد صفت الدخلاء وتطبق إجراءات تسوية أوضاعهم كمقيمين أجانب ولان شعب الجنوب طيب كان التعامل في القسم الشمالي بحق الجنوبيين عنصريا يحدد هوية الفرد وتطبق على الداخل ارثهم نظام الإقامة بالوطن الأخر أو كما كانوا يفعلون في نظامهم(مقيم جنوبي) .
ولان شعب الجنوب طيب لايضاهيه أي أخر جعل من أبناء الشمال الوافدين علية حكاما وقيادات يتولون إدارة شؤون الوطن الجنوبي ويوجهون أهدافه ونضاله نحو الأهداف السياسية المرسومة آنذاك دون ان يدرك هذا الشعب العفوي مغازي أولئك النفر الذين عرفوا من أين تؤكل الكتف ولانه طيب أعطاكم زمام الأمور ومقاليد الحكم دون ان يحمل أي نبرة أنانية ولو جزء بسيط من ماهي لديكم ولدى الأقطار الأخرى . ولان شعب الجنوب طيب أعطاكم حق تمثيله وقيادته تقررون ماكان يعشقه هذا الشعب ببراءة الأطفال وتوقعون على وحدة اندماجية وكلاكما من أبناء الشمال في اتفاقية الكويت التي كانا طرفاها من ابنا جلدتكم ولان شعب الجنوب طيب نبذ العنف وأسس أسلوبه الحضاري ونضاله السلمي لاسترجاع حقه المسلوب ولان شعب الجنوب طيب تحمل وسكت عن تداعيات فتواكم التكفيرية ولم يستخدم الدين والشريعة الإسلامية أو يسخرها ويوظفها للرد عليكم واسترجاع حقه المسلوب ولان شعب الجنوب طيب لم يحضره ويستحضره المثل الشعبي احذر ممن تؤمن فانك حذر ممن تخاف ولأنك طيب رقصوا على ثروتك كما ترقص القرود على الزرع التهموا كل شيء، وأكلوا لحمك يا وطني وامتصوا منك المكاك بلهفة الوحشية ودوافع ما يدور بداخل الإنسان من غرائز، كل هذه درس من دروس الكرم والأصالة والطيب التي يتمتع بها هذا الشعب الطيب فبالله عليكم يامن تتشدقون بالأعراف القبلية وتتأبطون الحكمة ردوا إلى هذا الشعب ولو بجزء بسيط من ما أعطاكم من كرم ونبل وجود وكفوا عن أبناءة كل أصناف التنكيل والإذلال.
أين العقلاء فيكم معروف ولو ببضع كلمات تقولونها فيها حق واعتراف سيدونها التاريخ ويرصدها الجنوب ويأرشفها، افعلوا معروفاً يبني حجيرات من الإخاء ربما يحتاجه الزمن القادم والأيام، أم أن كلمة معروف منكم قد نجدها في فوهة دبابة وقبو صغير وقيود وعيون حمر وهذا كرم وفيض تعتبرونه مقابل سكوت العالم وموت الضمير وعلى غفلة نظرائنا الأعراب الذين سيواجههم التاريخ ويعاتبهم عندما يفيق الضمير من سباته على صمتهم الغير مبرر إزاء ما يجري على الرقعة الجغرافية الجنوبية رقعة الهد والمد لشعب الجنوب وأبنائه فقط .